أعراض هذا النوع من الاضطراب مزمنة وربما تسبب العجزَ وذلك على الرغم من أن الكثير من المرضى يكون أداؤهم بشكل جيد ويعيشون حياة خلاَقة ومُنتِجة.
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن الهوية الـمختلفة قد لا تكون هي الهوية الأصيلة للفرد؛ الأمر الذي يعرفه الـمعالج النفسي خير معرفة. والحقيقة أن مظاهر هذا الاضطراب عديدة، ومتداخلة مع أعراض اضطرابات أخرى في الصحة النفسية، كالصداع المزمن والاكتئاب، لكن أوضح تلك الأعراض التي يمكن ملاحظتها هو وجود ثغرات في الذاكرة ومثال ذلك أن يستيقظ المصاب صباحاً أثناء زيارته لأحد أصدقائه فيتفاجئ بمن هم حوله، بل ويستهجن المكان الذي هو فيه فيسأل نفسه ما الذي جاء به إلى هنا أو أن يفقد مهارة معينة بعدما كان قد يعلمها بإتقان.
أعراض اضطراب الهوية التفارقي:
فقدان الذاكرة:
قد ينطوي فقدان الذاكرة على ما يلي:
- ثغرات في الذاكرة للأحداث الشخصية الماضية مثلاً قد لا يتذكر المرضى فترات زمنية معينة خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- هفوات في الذاكرة للأحداث اليومية الحالية والمهارات المكتسبة مثلاً قد ينسى المرضى مؤقتاً كيفية استخدام الكمبيوتر.
- اكتشاف الأدلَة على الأشياء التي قاموا بها، لكن ليس لديهم ذاكرة حول القيام بها فعلاً.
وقد يشعر المرضى بأنهم يفقدون الذاكرة فترة من الزمن:
- بعدَ نوبة فقدان الذاكرة، قد يكتشف المرضى أشياء في خزانة في المنزل أو عينات من الكتابة اليدوية التي لا يستطيعوا تفسيرها أو التعرف إليها وقد يجدوا أنفسهم أيضًا في أماكن مختلفة عن آخر مكان يتذكروا تواجدهم فيه ولا يكون لديهم فكرة لماذا أو كيف وصلوا إلى هناك وقد لا يتمكنوا من تذكُر الأشياء التي قاموا بها أو إدراك التغيُرات في سلوكهم وقد يقال لهم إنَهم قالوا أو فعلوا أشياء لا يستطيعوا تذكرها.
- ونظرًا لأن الھویَات تتفاعل مع بعضھا البعض، فإن الأشخاص المصابین قد یبلغوا عن أصوات يسمعونها وقد تكون هذه الأصوات محادثات داخلية بين الهويَات، أو قد يخاطبوا الشخص مباشرة ويعلقوا على سلوك الشخص أحيانًا وقد يتحدث عدد من الأصوات في الوقت نفسه ويكون ذلك مربك جداً.
- كما أن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب يعانوا أيضًا من اقتحام الهويَات أو الأصوات أو الذكريات لأنشطتهم اليومية؛ مثلاً قد تصرخ هوية غاضبة فجأة على أحد الزملاء في العمل أو الرئيس.
- قد يظن المرضى أن أجسامهم تشعر بشكل مختلف مثلاً مثل طفل صغير أو شخص من الجنس الآخر، وأنها لا تنتمي لهم. ويمكن أن يشيروا إلى أنفسهم بصيغة الجمع نحن أو الغائب هو، هي، هم، أحيانًا من دون معرفة السبب.
أعراض شائعة لاضطراب الهوية التفارقي:
- غالبًا ما يصف المرضى الذي لديهم هذا الاضطراب، مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تتشارك مع اضطرابات الأخرى، كذلك العديد من المظاهر الجسدية؛ مثلاً غالبًا يعانوا من الصداع الشديد أو غيره من الأوجاع والآلام وتحدث مجموعات مختلفة من الأعراض في أوقات مختلفة وقد تشير بعض من هذه الأعراض إلى أن اضطراب آخر موجود، لكن البعض قد يعكس تسلل تجارب الماضي إلى الحاضر؛ فعلى سَبيل المثال، قد يشير الحزن إلى اكتئاب مرافق لكنه قد يشير أيضًا إلى أن واحدة من الشخصيات تستعيد مشاعر مرتبطة بمِحَن ماضية.
- ويكون لدى كثير من المصابين بهذا النوع من الاضطراب كآبه وتوتر وهم عرضة لإصابة أنفسهم ويعد السلوك الانتحاري شائع لديهم ومثل كثير من المرضى الذين لديهم ماضي من سوء المعاملة، فإنهم قد يسعوا للخروج أو البقاء في حالات خطرة ويكونوا عرضة لنبش جراحهم واسترجاع أحداث الصدمة.
- وبالإضافة إلى سماع أصوات الهويات الأخرى قد يكون لدى المرضى أنواع من الهلاوس في جميع الحواس وقد تحدث الهلاوس كجزء من استرجاع الذكريات وهكذا يمكن تشخيص هذا النوع من الاضطراب بشكل خاطئ على أنَه اضطراب ذهاني مثل الانفصام ولكن هذه الأعراض الهلوسية تختلف عن الهلاوس النموذجية للاضطرابات النفسية؛ فالأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يشكوا من هذه الأَعراض على أنها قادمة من الهوية البديلة من داخل رؤوسهم؛ فعلى سبيل المثال قد يشعروا كما لو أن شخص آخر يريد أن يبكي باستخدام عيونهم. أما الأشخاص الذين يعانون من انفصام الشخصية فيعتقدون أن المصدر خارجي خارج أنفسهم عادة.