أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


يزداد تعقيد عملية تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة؛ بسبب حقيقة حصول التطور على نحو سريع خلال سنوات مرحلة ما قبل المدرسة، مما يقضي إلى حدوث العديد من التغيرات السلوكية العرضية، ويجدر بالتالي التفكير في ديمومة هذه الأعراض لدى إجراء تشخيص لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

ويوصي الدليل التشخيصي والإحصائي بجعل مدة الأعراض ستة شهور على الأقل، وذلك حتى يتأتى تشخيص اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، أما مدة الأعراض للطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، فيوصى بألا تقل عن (12) شهراً، غير أنه في بعض الحالات وخصوصاً مع الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الأصغر سناً، فإن استخدام هذا المعيار يعني احتمالية عدم تأكيد التشخيص في غضون التقييم الأولي.

ولكن تأخير استخدام صفة تشخيصية مميزة، يجب ألا يحول دون الشروع في الاستشارة السلوكية في حالة إحداث الأعراض معاناة كبيرة، وتشيع أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة المشروحة في الدليل التشخيصي والإحصائي لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وهذا صحيح على وجه الخصوص بالنسبة لأعراض فرط الحركة والاندفاعية، ومن هنا يجدر ألا يقتصر تقييم العياديين على عدد الأعراض بل يجب أن يشمل أيضاً شدة هذه الأعراض.

ويجب تقييم ذلك خلال مقابلة الوالدين، وكذلك وفقاً لمقياس تقدير معياري يتضمن معايير كافية تتصل بأطفال ما قبل المدرسة من ناحية أخرى، ينبغي أن تركز السيرة المرضية على وجود شروحات تفصيلية للسلوكيات التي يعتقد أنها تدل على فرط الحركة أو عجز الانتباه أو الاندفاعية، مع تحديد مدى تكرار هذه السلوكيات، ويستطيع العيادي بهذه الطريقة الحكم بموضوعية فيما إذا كانت السلوكيات المعينة تبدو غير اعتيادية، فعلى سبيل المثال بالنسبة للوالدين الذين يشكون من عدم استمرار جلوس طفل عمره ثلاث سنوات طوال مدة تناول الطعام.

فربما أنهما يتحدثان عن طفل لا يستمر في الجلوس في فترات تناول الطعام التي تستغرق ساعة، أو ربما أنهما يتحدثان عن طفل لا يظل جالساً على كرسيه لأكثر من خمس دقائق لتناول الطعام، والمشكلة الأولية في هذا المثال هي ذاتها وهي تشير إلى إمكانية كون الطفل ذا حركة زائدة، وغير أن الوصف المفصل للحدث هو الذي يتيح للعيادي التمييز بين هذين الموقفين المختلفين.

فإذا كان الطفل خاضعاً لبرنامج رعاية طفولة أو الرعاية في مرحلة ما قبل المدرسة، فإن بحث الأمر مع مقدم الرعاية في تلك البيئة سيتيح للعيادي الحصول على تقييم لمستوى نشاط الطفل ومدة انتباهه واندفاعيته عبر المواقف الحياتية.

وأما إذا لم يكن الطفل ملتحقا بالروضة فقد تزداد صعوبة تحديد مدى انتشار الأعراض، غير أنه في أقل الأحوال ينبغي الحصول على معلومات من قبل كل من الوالدين، وقد تكون مربية الطفل المتمرسة أو أي مقدم رعاية خبير آخر ذات فائدة في تقديم المعلومات، فمن الضروري جداً تقييم مهارات الوالدين في إدارة سلوك طفلهم.

وفي حالة وجود تحفظات لدى العيادي بخصوص هذه المهارات، فمن الأفضل تأخير التشخيص إلى ما بعد تقديم استشارة سلوكية أو تدريب للوالدين، وفي سن الثالثة فغالباً ما يبدأ في هذا الوقت الأهل أو المدرسون بالتساؤل فيما إذا كان الطفل مصاباً باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وذلك في ضوء ملاحظتهم لزيادة نشاط وتدني تحمله للإحباط وتزايد متطلبات الانتباه وسلوكيات المقاومة.

المقاييس التقديرية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

تعتبر مقاييس التقدير أيضاً مفيدة في تقييم شدة الأعراض لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وهي توفر أيضاً وسيلة فعالة للحصول عن معلومات عن بقية مقدمي الرعاية، فإذا كان الطفل ملتحقاً بالروضة فيجب أن يقوم الأهل والمدرسون بإنجاز مقاييس التقدير، وإذا كانت نتائج مقاييس تقدير كل من الأهل والمدرس أعلى من  (93%) أي انحراف معياري قدره (105) فوق المتوسط بالنسبة لأطفال من العمر والجنس ذاتهما، فمن المرجح جداً أن تكون أعراض الطفل شديدة.

وأما في الحصول على نتيجة تزيد عن (93%) لدى أحد المقدرين فقط، فقد يدل ذلك على حالة اختلاف المتطلبات المتعلقة بالطفل عبر البيئات، أو على اختلاف استراتيجيات إدارة السلوك التي يوظفها الراشدون في كل بيئة، أو على اختلاف مواقف الراشدين تجاه ماهية السلوكيات العادية وماهية السلوكيات المشكلة، وعلى أية حال يتوجب تنفيذ تدخلات سلوكية؛ وذلك لمساعدة الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة ضمن البيئة التي يواجه فيها صعوبات.

ويجب أن يستمر العياديون في مراقبة الطفل ذو اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بعناية، لاحتمال ظهور أعراض إضافية دالة على اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

الاضطرابات التطورية للأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

أما الاضطرابات التطورية التي يحتمل وجودها لدى الأطفال ذوي اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، الذين يتم تقييمهم للكشف عن أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فتشمل الاضطرابات اللغوية والإعاقة العقلية والذي غالباً ما يسمى تأخر تطوري خلال مرحلة ما قبل المدرسة، والاضطراب التطوري الشامل فبالنسبة للأطفال الذين يعانون من حالات تأخر كبير في اللغة الاستقبالية أو التعبيرية مع كون المهارات غير الكلامية ضمن المستوى الطبيعي، فيتم تشخيص وجود اضطرابات لغوية لديهم .

وتزداد عرضة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة المصابين باضطرابات لغوية للمعاناة من مشكلات سلوك، والتي تتضمن اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وإضافة إلى عجز الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية، فقد تسهم الصعوبات في التواصل الكلامي في زيادة مشكلات السلوك لديهم، ويتسم الأطفال المصابين بالاضطراب التطوري الشامل بوجود صعوبات شديدة في التفاعلات الاجتماعية المتبادلة وصعوبات في مهارات التواصل، بالإضافة إلى صعوبة في المهارات اللغوية والسلوكيات النمطية.

وقد ينصب اهتمام الوالدين على تأخر التطور اللغوي، وافتقار الطفل إلى الرغبة في القيام بالنشاطات التي يجدها أقرانه محببة، وإخفاق الطفل في النظر إلى أو حتى إدراك الراشدين أو الأطفال الذين يتكلمون إليه أو يحاولون التفاعل معه مما يجعلهم أحياناً يعتقدون أنه أصم، وهذا وينخرط العديد من الأطفال المصابين بالاضطراب التطوري الشامل في مستويات مرتفعة من النشاط قد تخلق مخاوف متصلة باحتمالية الإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

وفي النهاية مع أن أعراض الاضطراب التطوري الشامل قد تبدو مشابهة لأعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، فإن السيرة المرضية المفصلة للطفل إضافة إلى مراقبته ستكشف مواطن قصور شديدة في المهارات الشخصية، أو التواصل أو السلوكيات النمطية أو السلوكيات غير العادية الأخرى، والتي لا توجد عادة لدى الأفراد المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.


شارك المقالة: