جميعنا نخاف من الموت بالرغم من أنّ الخوف عامةً يعد من الأمور الطبيعية والفطرية؛ إلّا أنّه في بعض الأحيان يتحوّل إلى شيء آخر وهو وسواس الخوف من الموت، حيث يكون صاحبه منشغل كل الوقت بأنّه في أي لحظة سيموت، كذلك قد يظن أنه سيتعرّض لحدث ما يفقده حياته، إلا أنّ هذه الأفكار قد تعرّض الشخص للموت فعلاً بأيّ لحظة، لذلك يجب الشخص الذي تظهر عليه أعراض المرض أن يذهب إلى المعالج النفسي قبل أن تقضي على حياته.
أعراض وسواس الخوف من الموت
يعتبر وسواس الخوف من الموت من أنواع الوساوس القهرية الأكثر انتشاراً، فهو يرافق الشخص الذي يعاني منه لفترة طويلة، كما أنه يشعر بأنّه سيموت في أي لحظة، حيث يشعر بأنّه سيموت بعد عدة أيام أو ساعات، فيكون متوتر ومشدود طوال الوقت، كما أنه يترقب مجيء ملاك الموت ليقبض روحه، فهو يقلب حياة الشخص المصاب إلى جحيم، كما تصبح حياته كئيبة وليس لها طعم.
إنّ التخلص من وسواس الخوف من الموت لا يعتبر أمر سهل، فقد يحتاج إلى تضاعف الجهود، أي جهود العائلة والأصدقاء وزملائه في العمل، كذلك جميع الأشخاص القائمين على علاجه، يجب على كلّ من هم حول الشخص المصاب بالوسواس أن يفهموا الوضع والحالة المرضية، إلا أنّ ثلثي الشفاء وعلاج المرض، أساسه دور الشخص المصاب نفسه، لذلك فالشخص المصاب هو صاحب الدور الأهم في عمليّة الشفاء من وسواس الخوف من الموت.
- يكون الشخص الذي يعاني من هذا النوع شارد الذهن ويسرح في الموت الذي ينتظره، كما يكون مزاجه حاد جداً، يفضّل العزلة والانطواء عمن حوله، يصاب برهبة التواجد في الأماكن الممتلئة، كما أنّه لا يتواصل مع الأهل والأصدقاء؛ بمعنى أنه يصبح شخص سلبي من الناحية الاجتماعية، تنخفض مشاركاته الاجتماعية ويتذبذب تفاعله مع الآخرين.
- تؤدي السلبيّة الاجتماعية للشخص المصاب بوسواس الخوف من الموت لحدوث الكثير من المشاكل؛ فالانطواء أو الانعزال عن الآخرين يؤدي لحدوث خلافات زوجية، كما قد تحدث مشاكل بين بين الأهل، أيضاً قد يفقد الشخص المصاب وظيفته في العمل، ذلك إذا ما اضطرّ إلى التغيب عن العمل لفترات طويلة، إذا لم يتفهّم مرؤوسيه في العمل طبيعة إصابته بالمرض الحاد.
