قام سكينر بتوضيح قابلية الكائن الحي من أجل الاستمرار في السلوك، كذلك قوة ارتباط السلوك بالمُثير الذي يحفّزه، حيث قام باختبار سلوك الجرذ وذلك عن طريق تحديد عدد مرَّات ضغطه للمكبس، أي قوَّة السلوك، كذلك متى يتوقف الجرذ عن الضغط على المكبس عندما لا يجد الطعام، أي التوقف عن السلوك.
أنواع التعزيز
التعزيز المستمر
بمعنى أنَّ الطعام يتم تقديمه للجرذ في كل مرَّة يقوم بالضغط فيها على المكبس باستمرار، في هذه الحالة يتم التوقّف عن إعطاء الطعام عند ضغط المكبس؛ لأنّ ذلك سيجعل الجرذ يتوقف كذلك بعد مدَّة عن الضغط على المكبس، بالتالي قوَّة السلوك ضعيفة والتوقف سريع.
إنّ الشخص الذي يقوم بعمل ويأخذ عنه أجر، سيتوقف عنه بشكل فوري إذا لم يتلقَّى عليه أجره بالتأكيد، كذلك الطفل الذي تعطيه مكافأة كلَّما راجع دروسه، فإنّه سيتوقف عن مراجعة دروسه إذا لم تقدَّم له مكافأة، أي أنَّ قوة سلوكه ضعيفة بشكل واضح .
التعزيز المحدد
بمعنى أن يتم تقديم الطّعام للجرذ بعد عدد محدد من الدقائق، مثلاً عند ضغطه على المكبس كل عشر دقائق أو أن يمُد له الطعام بعد أن يضغط على المكبس بعدد محدد مثلاً ستَّ مرات.
في هذه الحالة تكون الاستجابة متوسطة والتوقف متوسط، مثل العامل الذي يأخذ راتبه آخر الشهر أو الطفل الذي تحدَّد له عدد معين من الدروس التي يراجعها ليأخذ المكافأة.
التعزيز النسبي
هو أن يتم تقديم الطعام للجرذ بعد أن يضغط على المكبس بعدد من المرات غير المحدَّدة، فيبدأ الجرذ بالضغط دون أن يتوقف إلى أن يرى الطعام. يكون السلوك في هذه الحالة قوي جداً والتوقف بطيء، فالجرذ لم يتوقف عن الضغط على المكبس لأنَّه لا يعلم متى سينزل الطعام.
يعد هذا النوع من أخطر أنواع التعزيز، هو أساس الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من السلوكيات التي يقوم الإنسان بالإدمان عليها، فمدمن المواقع التواصلية يأخذ المكافأة عن طريق الإعجابات والتعليقات بشكل غير متوقع، إذ أنّه لا يعلم متى سيحصل على الإعجابات والتعليقات، لذا سيقوم بتفقُّد حساباته كل دقيقة.
إذا كانت مُكافأة الطفل من وقت لآخر كلما قام بسلوك جيد تريد استمراره، مثل ترتيب غرفته أو مراجعة دروسه، أفضل من مكافأته كل مرَّة يقوم فيها بالعمل؛ لأنّه لا يتوقع متى سيأخذ المكافأة وسيستمر بعمل السُّلوك عكس التعزيز المستمر، الذي يجعل الطفل يتوقف بسرعة إذا لم تقدم مكافأة عودته عليها بشكل دائم كلَّما قام بذلك السلوك.