اقرأ في هذا المقال
- ما هو التمرد
- التمرد في علم النفس
- أسباب التمرد عند المراهقين
- أنواع تمرد المراهقين
- طرق علاج التمرد في مرحلة المراهقة
لا يزال هُناك بعض الجدل حول ما إذا كانت أسباب التمرُّد في مرحلة المراهقة طبيعية تماماً أو أنها ضرورية، إذ يفترض البعض أنّ فشل المُراهق في تحقيق الشُّعور بالهويّة يُمكن أن يؤدي إلى ارتباكه وعدم القدرة على اختيار مهنة معينة تناسبه، يمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى النّظر إليهم على أنّهم بالغين. في الحقيقة تقدُّم السّن هو الذي يتم من خلاله اعتبار المراهق شخص بالغ، إنّ التمرد مرض خطير، بالغ في إصابته، سريع العدوى، واسع الانتشار، خطير في تأثيره، يحتاج إلى صبر طويل لكي يعالج، يتطلب قوة مجتمعة وجهود وإمكانات كبيرة وقدرات عالية وأساليب علمية جيدة بأشراف وتوجيه.
ما هو التمرد
يشار للتمرد أيضاً بالعِصيان، يقصد به الامتناع عن الخُضوع للأَوامر وعدم تنفيذها بطريقة غير صحيحة، يمكن أن تطلق كلمة التمرد على السلوكيّات الخاطئة أيضاً، التي تُمارسها فئة من الأفراد ضد السُّلطة ووجهات النفوذ؛ للتخلص منها والخُروج عن إرادتها، يكون الهدف في الغالب تحقيق فرض السّيطرة على الأُمور بغض النّظر عن نوعها. إنّ كل تمرد في سن المراهقة يشكِّل انتهاك والخروج عن القواعد وأي نشاط غير قانوني مثل تعاطي المخدرات، الكحول، التخريب، السرقة، الهروب من المدرسة، المخالفات القانونية الأخرى، غالباً ما يأخذ التمرُّد في سنّ المراهقة شكلاً من أشكال انتهاك المعايير باشكالها المختلفة. يمتلك المراهقون نفس القدرة مثل البالغين على تقييم المخاطر ونقاط الضعف والقوة لهذه المخاطر، فقد حسنت زيادة توافر المعلومات والتثقيف من أجل العواقب المُترتبة على السلوك.
التمرد في علم النفس
ركّز علم النفس في تعريفه لمُصطلح التمرُّد على نوع واحد، في الواقع إنّ هذا المصطلح كان قديماً يقتصر فقط على الأُمور السياسية، إلا أنّه مع تقدُّم الزمن، قد اقترن ذكر التمرد بكثير من المجالات، خاصةً لدى المراهقين، فلم يعد المصطلح يقصد به الخُروج عن الجماعة والشُّذوذ عن عادات وتقاليد المجتمع؛ بل أصبح دلالة على التميُّز والاختلاف بين أبناء السّن الواحد، فيصبح الأمر مُتطلباً للجرأة والاختلاف والخروج عن الاعتيادية، لا بدّ من الإشارة إلى أن التمرُّد له جوانب وأبعاد متعددة ومختلفة منها ما هو إيجابي وأخرى سلبي في حال كان المبدأ خالف تعرف، العناد، قد شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة التمرد عند المراهقين على وجه الخُصوص أكثر من غيرهم، حتى أصبحت الآن واحدة من ظواهر المجتمع السلبيّة للغاية.
أسباب التمرد عند المراهقين
التمرد عند المراهقين قد يكون ناتجًا عن عدة أسباب معقدة ومتشابكة، ومن بين هذه الأسباب:
التغيرات الهرمونية: خلال مرحلة المراهقة، يحدث اضطراب هرموني شديد يمكن أن يؤثر على المزاج والسلوك، مما يسهم في زيادة التمرد والسلوك العصبي.
البحث عن الهوية: يخوض المراهقون رحلة استكشافية لاكتشاف من هم وماذا يعني أن يكونوا، مما قد يدفعهم إلى التمرد على السلطات والقيم المقبولة.
الضغوط الاجتماعية: تشمل الضغوط من الأصدقاء، والتوقعات العائلية، والمجتمع بشكل عام، والتي قد تدفع المراهقين إلى المقاومة والتمرد.
التحديات التعليمية: الإحساس بالإحباط أو الفشل في المدرسة قد يؤدي إلى اتخاذ سلوكيات تمردية كوسيلة للتعبير عن الاستياء أو الضغط النفسي.
التأثيرات البيئية: مثل التربية والبيئة المحيطة، حيث يمكن أن تؤثر الأساليب التربوية الصارمة أو القاسية على سلوكيات المراهقين.
التعامل مع التغيرات الجسمانية: تغيرات الجسم والنمو الجنسي قد تؤدي إلى شعور بالارتباك والغموض، مما يمكن أن يساهم في السلوكيات التمردية كوسيلة للتعبير عن الاضطرابات الداخلية.
فهم أسباب التمرد عند المراهقين يمكن أن يساعد الأهل والمجتمع على التعامل مع هذه المرحلة بفعالية، من خلال تقديم الدعم والتوجيه الذي يساعد على تحويل هذه الطاقة السلبية إلى تجربة بناءة وإيجابية في نمو الشخصية والتطور النفسي.
أنواع تمرد المراهقين
تعددت أنواع التمرد عند الأبناء المراهقين، من أهم هذه الأنواع:
- التمرد السلبي: حيث يتم في هذا النوع رفض الإبن عن تنفيذ الطلبات، يعتبر نوع من الدلع والمماطلة في القيام بالشيء.
- التمرد الواضح: يكون هذا النوع برفض المراهق بشكل قطعي وصريح في تلبية أوامر الوالدين، غالباً ما يكون أُسلوب الرّفض بالصراخ والغضب أو البكاء.
- التمرد المقصود: يهدف المراهق في هذا النوع إلى إثارة غضب الأهل واستفزازهم، من خلال عدم طاعتهم، عدم الاستماع إلى ما يقولون، القيام بعكس ما يُطلب منه تماماً، فعندما تطلب الصمت منه يزيد من علوّ صوته، يصرخ أكثر.
طرق علاج التمرد في مرحلة المراهقة
- حاول ألا توجه للمراهق أيّة إهانات، حتى لا ينقلب الأمر إلى نوع من التّحدي، فيترك الابن المُشكلة أو سبب الخلاف، يركز على الإهانة ويتشبث بتأثير الإهانة عليه.
- لا تتكلم مع المراهق بغضب وعصبية، لا تصرخ في وجهه، حتى لا يشعر بأنّه تمكن من إغضابك ووصل إلى مراده.
- لا تكثر في حديثك من قول، (عندما كنت في عمرك كنت أفعل هذا وذاك ولا أفعل هذا وذاك)، هذا الكلام يُؤدي إلى نتائِج سلبيّة دائماً، إذ يجعل المراهق يفعل عكس ما تقول.
- حاول قدر المستطاع تفهم أسباب تمرُّد المراهق؛ فقد يكُون بسبب القسوة أو التدليل الزائد عن الحد، ربما كان يتمرّد ليقلّد غيره من الأصحاب.
- راجع تصرفاتك مع ابنك المراهق، فقد تكون مطالبك أو توقعاتك منه غير واقعيّة، ربما كانت تفوق طاقاته وقدراته كشاب ومراهق بعد، كأن تطلُب منه أن يجلس ويقوم بالمذاكرة طوال ساعات اليوم، كأن تتوقع منه عدم الخطأ، رغم أن الكبار يخطئون، مما يدفعك للاعتراض عليه طول الوقت، من ثم مواصلة تمرده عليك أيضاً.
- عليك استخدام المرونة في التعامل مع أخطاء المراهق البسيطة، الاستماع إليه برويّة وهدوء، مع البحث عن نقاط التقاء أو اتفاق معه، بعد ذلك ابدأ الإشادة بها، حتى تقلل من الفجوة بينكما بشكل تدريجي.