أنواع التمرد عند المراهقين

اقرأ في هذا المقال


لا يزال هُناك بعض الجدل حول ما إذا كانت أسباب التمرُّد في مرحلة المراهقة طبيعية تماماً أو أنها ضرورية، إذ يفترض البعض أنّ فشل المُراهق في تحقيق الشُّعور بالهويّة يُمكن أن يؤدي إلى ارتباكه وعدم القدرة على اختيار مهنة معينة تناسبه، يمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى النّظر إليهم على أنّهم بالغين. في الحقيقة تقدُّم السّن هو الذي يتم من خلاله اعتبار المراهق شخص بالغ، إنّ التمرد مرض خطير، بالغ في إصابته، سريع العدوى، واسع الانتشار، خطير في تأثيره، يحتاج إلى صبر طويل لكي يعالج، يتطلب قوة مجتمعة وجهود وإمكانات كبيرة وقدرات عالية وأساليب علمية جيدة بأشراف وتوجيه.

التمرد:

يشار للتمرد أيضاً بالعِصيان، يقصد به الامتناع عن الخُضوع للأَوامر وعدم تنفيذها بطريقة غير صحيحة، يمكن أن تطلق كلمة التمرد على السلوكيّات الخاطئة أيضاً، التي تُمارسها فئة من الأفراد ضد السُّلطة ووجهات النفوذ؛ للتخلص منها والخُروج عن إرادتها، يكون الهدف في الغالب تحقيق فرض السّيطرة على الأُمور بغض النّظر عن نوعها. إنّ كل تمرد في سن المراهقة يشكِّل انتهاك والخروج عن القواعد وأي نشاط غير قانوني مثل تعاطي المخدرات، الكحول، التخريب، السرقة، الهروب من المدرسة، المخالفات القانونية الأخرى، غالباً ما يأخذ التمرُّد في سنّ المراهقة شكلاً من أشكال انتهاك المعايير باشكالها المختلفة. يمتلك المراهقون نفس القدرة مثل البالغين على تقييم المخاطر ونقاط الضعف والقوة لهذه المخاطر، فقد حسنت زيادة توافر المعلومات والتثقيف من أجل العواقب المُترتبة على السلوك.

التمرد في علم النفس:

ركّز علم النفس في تعريفه لمُصطلح التمرُّد على نوع واحد، في الواقع إنّ هذا المصطلح كان قديماً يقتصر فقط على الأُمور السياسية، إلا أنّه مع تقدُّم الزمن، قد اقترن ذكر التمرد بكثير من المجالات، خاصةً لدى المراهقين، فلم يعد المصطلح يقصد به الخُروج عن الجماعة والشُّذوذ عن عادات وتقاليد المجتمع؛ بل أصبح دلالة على التميُّز والاختلاف بين أبناء السّن الواحد، فيصبح الأمر مُتطلباً للجرأة والاختلاف والخروج عن الاعتيادية، لا بدّ من الإشارة إلى أن التمرُّد له جوانب وأبعاد متعددة ومختلفة منها ما هو إيجابي وأخرى سلبي في حال كان المبدأ خالف تعرف، العناد، قد شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة التمرد عند المراهقين على وجه الخُصوص أكثر من غيرهم، حتى أصبحت الآن واحدة من ظواهر المجتمع السلبيّة للغاية.

أنواع تمرد المراهقين:

تعددت أنواع التمرد عند الأبناء المراهقين، من أهم هذه الأنواع:

  • التمرد السلبي: حيث يتم في هذا النوع رفض الإبن عن تنفيذ الطلبات، يعتبر نوع من الدلع والمماطلة في القيام بالشيء.
  • التمرد الواضح: يكون هذا النوع برفض المراهق بشكل قطعي وصريح في تلبية أوامر الوالدين، غالباً ما يكون أُسلوب الرّفض بالصراخ والغضب أو البكاء.
  • التمرد المقصود: يهدف المراهق في هذا النوع إلى إثارة غضب الأهل واستفزازهم، من خلال عدم طاعتهم، عدم الاستماع إلى ما يقولون، القيام بعكس ما يُطلب منه تماماً، فعندما تطلب الصمت منه يزيد من علوّ صوته، يصرخ أكثر.

طرق علاج التمرد في مرحلة المراهقة:

  • حاول ألا توجه للمراهق أيّة إهانات، حتى لا ينقلب الأمر إلى نوع من التّحدي، فيترك الابن المُشكلة أو سبب الخلاف، يركز على الإهانة ويتشبث بتأثير الإهانة عليه.
  • لا تتكلم مع المراهق بغضب وعصبية، لا تصرخ في وجهه، حتى لا يشعر بأنّه تمكن من إغضابك ووصل إلى مراده.
  • لا تكثر في حديثك من قول، (عندما كنت في عمرك كنت أفعل هذا وذاك ولا أفعل هذا وذاك)، هذا الكلام يُؤدي إلى نتائِج سلبيّة دائماً، إذ يجعل المراهق يفعل عكس ما تقول.
  • حاول قدر المستطاع تفهم أسباب تمرُّد المراهق؛ فقد يكُون بسبب القسوة أو التدليل الزائد عن الحد، ربما كان يتمرّد ليقلّد غيره من الأصحاب.
  • راجع تصرفاتك مع ابنك المراهق، فقد تكون مطالبك أو توقعاتك منه غير واقعيّة، ربما كانت تفوق طاقاته وقدراته كشاب ومراهق بعد، كأن تطلُب منه أن يجلس ويقوم بالمذاكرة طوال ساعات اليوم، كأن تتوقع منه عدم الخطأ، رغم أن الكبار يخطئون، مما يدفعك للاعتراض عليه طول الوقت، من ثم مواصلة تمرده عليك أيضاً.
  • عليك استخدام المرونة في التعامل مع أخطاء المراهق البسيطة، الاستماع إليه برويّة وهدوء، مع البحث عن نقاط التقاء أواتفاق معه، بعد ذلك ابدأ الإشادة بها، حتى تقلل من الفجوة بينكما بشكل تدريجي.

المصدر: نتائج البحث تربية المراهقين ومشاكلهم، ابراهيم علي خاطرالتمرد، عبدلله عبد الفادىتربية المراهق في المدرسة الإسلامية، محمد جمال الدين محفوظ


شارك المقالة: