أنواع العمليات الوسيطة في العمليات المعرفية في خطة تعديل السلوك:
1- العمليات الوسيطة اللفظية:
يعتقد معدلو السلوك المعرفيون أن اللغة تلعب دور بالغ الأهمية في تشكيل السلوك، واللغة حسب اعتقاد معدلو السلوك تؤثر بالسلوك بطرق مختلفة، منها ما هو واضح مثال التعليمات، ومنها ما هو غير واضح مثل التحدث الذاتي.
فبالنسبة للتعليمات توضح العديد من الدراسات أنها تؤثر انتباه الفرد واستجاباته للمؤثرات البيئية المختلفة، ففي مثل هذه الدراسات يتم التركيز على أهمية الوعي في عملية التعلم لدى الفرد، إلا أن الدراسات تشير أيضاً إلى أن التعليمات بمفردها لا تستطيع ضبط السلوك دائماً عند الفرد.
ولكن التعليمات والقوانين لا بد من أن تتبعها نتائج محددة وواضحة ومبينه، إذا أريد لها أن تضبط السلوك، أما فيما يتعلق بالعوامل الوسطية الفعلية الذاتية، يقول معدلو السلوك المعرفيون، إن الإنسان يتحدث إلى نفسه أيضاً.
كثيراً ما نسمع الأطفال يتحدثون إلى أنفسهم وهم يلعبون، والراشدون أيضاً يتحدثون إلى أنفسهم خفية، وبناء على ذلك، فإن بعض أساليب تعديل السلوك المعرفي تقوم على افتراض أن ما يقوله الفرد لنفسه، هو العامل الرئيس الذي يوجه سلوكه.
يرى العالم (ألبرت أليس) أن الاضطرابات النفسية والسلوكية، هي نتاج أنماط التفكير غير العقلاني التي تتمثل فيما يقوله الناس لأنفسهم خفية أو علانية، وعلى أي حال فإن التحدث إلى الذات حتى ولو حدث قبل السلوك، قد لا يكون هو سبب السلوك بالضرورة.
2- العمليات الوسيطة التخيلية:
ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة بدراسة أثر التخيل في السلوك الفرد، وبالدور الذي يمكن له أن يلعبه في عملية تعديل السلوك، فلقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن تخيل المثيرات، قد ينجم عنه استجابات مشابهة للاستجابات الحقيقة التي قدمها المثير.
ولقد طورت بعض تكنيكات تعديل السلوك استناداً إلى هذا الاقتراض، ومن هذه التكنيكات أسلوب تقليل الحساسية التدريجي، وأسلوب التنفير الخفي، استناداً إلى هذا الافتراض أيضاً تم حديثا تطوير بعض الأساليب العلاجية المعروفة باسم الأساليب العلاجية الداخلية أو الأساليب العلاجية الخفية. وتشتمل هذه الأساليب عی استخدام مبادئ الإشراط الإجرائي على المستوى الفردي بالتخيل.