كان هناك تباين في وجهات النظر الخاصة بتكوين الوسواس القهري ونشأته، حيث يرى بعض علماء النفس أنّ أعراض الوسواس القهري تعود لأسباب وراثية، يوجد فريق آخر من علماء النفس يرى أنّ العوامل البيئية تعمل على تعليم الفرد الوساوس القهرية، حيث تنتمي المدرسة السلوكية إلى هذا الفريق، يوجد فريق ثالث يعتقد أنّ أعراض الوسواس القهري تعود لأسباب وراثية وإلى العوامل البيئية الاجتماعية معاً، حيث ينتمي هذا الفريق إلى نظرية التحليل النفسي مثل سيجموند فرويد.
أنواع الوسواس المرضي
- التحقّق: مثل أن يتحقق المصاب من القفل أو نظام الحماية المنزلية أو الغاز أو أزرار الإضاءة، كما كذلك يمكن أن تشير هذه الفئة إلى الأفكار المتكررة بكون المريض يملك حالة صحّية معينة؛ مثل الحمل أو الفصام.
- التلوّث: حيث يخاف المريض من احتمالية لمسه للأشياء القذرة، كذلك الإكراه نحو التنظيف، إذ أنّ التلوث الفكري يشمل أفكار يحملها الشخص للتفكير بأنّه تمّ التعامل معه وكأنّه قذر.
- التناظر والترتيب: هي حاجة الشخص المصاب لأن تكون الأشياء مرتّبة ومنتظمة بشكل معيّن.
- التفكير بعمق والأفكار الطفولية: حيث يحدث الخوف نحو نوع معين من الأفكار، قد تكون بعض هذه الأفكار فيها عنف وتزعج الشخص المصاب.
أسباب الوسواس المرضي
لم يتم تحديد سبب حدوث الوسواس القهري بصورة تامة إلى الآن، يوجد بعض النظريات التي فسرت سبب حدوث هذه المشكلة، حيث أكدت النظرية البيولوجية أنّ الوسواس المرضي قد يحدث بسبب التغيرات الكيميائية في جسم المصاب، كذلك في آلية عمل الدماغ لديه، أيضاً تحمل النظرية الوراثية فكرة أنّ الوسواس القهري يمكن أن يحدث بسبب بعض العوامل الوراثية، لكن لم يتم تحديد أي جين معيّن مرتبطة بهذا المرض حتّى الآن.
اقترحت النظرية البيئية العديد من العوامل الوراثية التي تثير الوسواس المرضي، مثل العدوى أو الالتهابات، كما يوجد بعض العوامل التي قد تزيد من نسبة حدوث الوسواس القهري عند العديد من الأشخاص، حيث تشمل عوامل الخطر لحدوث الوسواس المرضي ما يأتي:
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد الأبوين مصابين بالوسواس المرضي، كذلك أحد أفراد العائلة، ذلك يزيد من نسبة الإصابة عند الفرد.
- بعض المشاكل النفسية الأخرى: من الممكن أن يرتبط الوسواس القهري ببعض المشاكل الصحية الأخرى، مثل اضطرابات القلق والاكتئاب والإدمان على بعض المواد المضرة.