تعتبر جماعة الموهوبين من الجماعات المعرضة للخطر إن لم تجد الرعاية الشاملة، والكافية من المحيطين بهم وتقبلهم، تستجيب لاحتياجاتهم المتنوعة، وتطوير وسائل تعليمهم، والمواظبة على إرشادهم وإرشاد الأشخاص الذين يتعاملوا معهم نفسياً، نظراً للوضع الوجداني الانتقالي التي يمتازون به عن العاديين، إنَّ رعاية الطفل الموهوب تعتبر تحدياً حقيقياً للأسرة، وقد تحقق متعة حقيقية في حياة الأسرة إن قامت بدورها بشكل كامل.
أهداف إرشاد أسر الموهوبين والمتفوقين
إرشاد أسر الموهوبين والمتفوقين هو أحد الجوانب الحيوية التي تساهم في تنمية وتطوير قدرات الأطفال الذين يظهرون مواهب خاصة أو تفوقاً أكاديمياً. يهدف هذا النوع من الإرشاد إلى مساعدة الأسر على التعامل مع التحديات والفرص الفريدة التي تأتي مع تربية الأطفال الموهوبين، وتوجيههم في كيفية دعم أطفالهم لتحقيق أقصى إمكانياتهم. فيما يلي سنتناول الأهداف الرئيسية لإرشاد أسر الموهوبين والمتفوقين وأهميته في دعم نموهم النفسي والعاطفي والعقلي.
1. فهم احتياجات الطفل الموهوب
من أبرز أهداف إرشاد الأسر هو مساعدة الوالدين على فهم احتياجات أطفالهم الموهوبين والمتفوقين. يتميز هؤلاء الأطفال بقدرات غير عادية تتطلب اهتماماً خاصاً سواء في المجال الأكاديمي أو النفسي. يحتاج الوالدان إلى معرفة كيفية توفير بيئة داعمة تلبي احتياجات الطفل الفريدة دون إهمال جوانب أخرى من نموه.
- تحديد القدرات الخاصة: إرشاد الأسر يساعد في تحديد المجالات التي يظهر فيها الطفل موهبة استثنائية، سواء كانت في العلوم، الفنون، الرياضة أو المجالات الأخرى.
- فهم الفروق الفردية: يساعد المرشدون الأسر على فهم أن الطفل الموهوب قد يختلف في احتياجاته عن غيره من الأطفال، وهذا يتطلب تطوير استراتيجيات تربوية متخصصة تناسب قدراته الفريدة.
2. دعم النمو النفسي والاجتماعي
الأطفال الموهوبون غالبًا ما يواجهون تحديات اجتماعية ونفسية بسبب اختلافهم عن أقرانهم. إرشاد الأسر يساعد الوالدين على فهم هذه التحديات وتقديم الدعم المناسب:
- التعامل مع الضغوط النفسية: الموهوبون قد يواجهون ضغوطًا نفسية بسبب توقعات عالية منهم أو من المحيطين بهم. الإرشاد يمكن أن يساعد الأسر في توفير بيئة عاطفية داعمة ومريحة للطفل.
- تنمية مهارات التواصل الاجتماعي: بعض الأطفال الموهوبين قد يجدون صعوبة في التواصل مع أقرانهم بسبب اختلاف اهتماماتهم وقدراتهم الفكرية. الإرشاد يساعد الأسر على تعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل وتمكينه من التفاعل بشكل صحي مع الآخرين.
3. توجيه التعليم المناسب
إحدى أهم جوانب إرشاد أسر الموهوبين والمتفوقين هي توجيه الوالدين نحو أفضل الطرق التعليمية المناسبة لأطفالهم:
- اختيار البرامج التعليمية المناسبة: يوجه الإرشاد الأسر نحو البرامج التعليمية التي تتناسب مع قدرات الطفل وتطلعاته، سواء كانت في المدارس العامة أو المتخصصة، أو حتى من خلال التعليم الذاتي والموجه.
- تعزيز التعلم الذاتي: يتم تعليم الأسر كيفية تعزيز استقلالية الطفل في التعلم، وتنمية شغفه بالمعرفة من خلال توفير الأدوات والموارد التي تلبي احتياجاته التعليمية.
4. توازن الحياة والموهبة
من المهم أن يساعد الإرشاد الأسر على إيجاد توازن بين تطوير موهبة الطفل والحفاظ على حياة طبيعية مليئة بالأنشطة المختلفة. بعض الأسر قد تركز بشكل كبير على تطوير موهبة الطفل إلى درجة إهمال جوانب أخرى من حياته مثل اللعب، العلاقات الاجتماعية، والراحة النفسية:
- تنظيم الوقت والأنشطة: يساعد الإرشاد على تنظيم وقت الطفل بين الدراسة، الأنشطة الترفيهية، والاستراحة، مما يحقق توازناً بين تطوير الموهبة والحفاظ على صحة الطفل النفسية والجسدية.
- الابتعاد عن التوقعات المفرطة: يساهم الإرشاد في توعية الأسر بضرورة تجنب الضغوط المفرطة على الطفل لتحقيق مستويات عالية من النجاح في جميع الأوقات، والتركيز على دعم تطوره الطبيعي والشامل.
5. تقديم الدعم العاطفي
إرشاد أسر الموهوبين والمتفوقين يساعد الوالدين على تطوير قدراتهم في تقديم الدعم العاطفي لأطفالهم، وهو أمر حيوي لنموهم الصحي:
- تعزيز الثقة بالنفس: الأطفال الموهوبون قد يواجهون تحديات في الحفاظ على ثقتهم بأنفسهم في بيئات تعليمية أو اجتماعية لا تلبي احتياجاتهم. الإرشاد يساعد الأسر في تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال الدعم المتواصل والتشجيع الإيجابي.
- إدارة الإحباطات والتحديات: الموهوبون قد يشعرون بالإحباط عندما يواجهون صعوبات أو يفشلون في تحقيق توقعاتهم. المرشدون يعملون مع الأسر لتعليمهم كيفية مساعدة الطفل على التعامل مع الفشل كجزء من عملية التعلم والنمو.
6. التواصل مع المدارس والمعلمين
جزء من دور الإرشاد هو مساعدة الأسر على بناء علاقات قوية مع المؤسسات التعليمية التي يتواجد فيها الطفل. التواصل مع المعلمين والمدارس مهم لضمان تقديم الدعم التعليمي المناسب للطفل الموهوب:
- التنسيق مع المعلمين: يساعد الإرشاد الوالدين على كيفية التواصل الفعال مع معلمي الطفل لضمان توافق المنهج التعليمي مع قدرات الطفل واحتياجاته.
- توفير الدعم في المدرسة: يمكن للمرشدين توجيه الأسر نحو كيفية طلب الموارد التعليمية الإضافية أو التعديلات في المناهج الدراسية التي تناسب الطفل الموهوب، سواء من خلال برامج تعليمية مخصصة أو تطوير خطط تعليمية فردية.
الخدمات التي يقدمها الإرشاد لأسر المتفوقين
- خدمات إرشادية وقائية: وهي تهدف إلى حمايتهم من التعرض لمشكلات متعددة: الانفعالات السلوكية، التعليمية، والاجتماعية، وتهيئة الظروف الملائمة لتحقيق الانسجام الشخصي، المدرسي، الاجتماعي، ومظاهر الصحة النفسية السليمة.
- خدمات إرشادية نمائية: تسعى إلى إمكانية توفير الخطط والبرامج والأنشطة الملائمة لتطوير مهاراتهم ومقدراتهم إلى أبعد الحدود.
- خدمات إرشادية علاجية: وتهدف إلى مساعدتهم على التخلص من ما يواجههم من مشكلات، والتخفيف ما أمكن من نتائجها السلبية على شخصياتهم.