اقرأ في هذا المقال
يرى الباحثون بأنَّ الاتجاه الانتقائي يمثِّل النضج الإرشادي والصورة المُثلى للممارسة الإرشادية المتخصِّصة، الذي تتكامل فيه الفنيّات الإرشادية وتعمل على مواجهة الاختلافات، أيضاً الفروق والتغيرات في المواقف والحالات والمشكلات والمسترشدين. إنَّ الإرشاد بالاتجاه الانتقائي التكاملي التوفيقي متعدِّد الأبعاد والوسائل، هـو الصورة الإرشادية الحديثة الفعَّالة، التي تحقِّق المرونة والاتزان والشمول وتقوم علـى التنظيم والتنوع.
أهداف النظرية الانتقائية في الإرشاد النفسي
إنّ أهداف إرشاد الشخصيّة هي بالضرورة أهداف الإرشاد النفسي، التي تسعى إلى تحقيق الصحَّة العقلية، هذا عملياً يعني مساعدة النَّاس ليعيشوا حياة أكثر سعادة وأكثر صحَّة، لقد حاول ثورن أن يوضح أهداف هذه النظرية بين خطوات عملية، تمثِّل هدف الأسلوب الانتقائي من أجل تحقيق النظام الانتقائي والإرشاد النفسي:
- تحديات وتشخيص المستويات المتسلسلة والعوامل المنظِّمة للتكامل في الحالات النفسيَّة.
- تجميع كل ما هو معروف في مجال أساليب أو طرق الإرشاد النفسي، وضع تعريف إجرائي عملي لكل طريقة.
- العمل على تقويم الديناميات الوظيفية لكل طريقة، من خلال التحليل التجريبي.
- التعرُّف على الطريقة المعينة وبيان مدى فعاليتها، متى تكون غير فعَّالة أو تكون ضارَّة.
- توضيح علاقة الإرشاد النفسي بالمرضى النفسيين.
- وضع معيار للفاعلية الإرشادية.
- استخدام التحليل الإحصائي.
- تحقيق الصدق التنبؤي أو إثبات الصدق خلال التطبيق العملي.
- يصلح الأسلوب الانتقائي والذي يستفيد من كل الطرق المعروفة لجميع أنواع المسترشدين ولجميع أنواع المشكلات، حتى وإن كان بعضهم يحتاج إلى إرشاد أعمق وأشمل.
- ضرورة تعاون المسترشد وأن يكون راغباً بالإرشاد؛ لأنَّ وجود الدَّافع لديه يؤدِّي إلى الاستقرار في العلاقة الإرشادية، أيضاً إنَّ الأعراض التي تدل على عدم فاعلية الإرشاد تشمل مواقفه بأن يكون المسترشد فيها غير متعاون، ليس لديه الدَّافع أو ليس قادر على الاستمرار في الإرشاد.
- توفير جو الأُلفة والدِّفء؛ ليستطيع المسترشد التعبير عن مشاعره بدرجة ملائمة.
- يساعد الإرشاد النفسي المسترشد في اكتشاف ذاته؛ لينمِّي هذه الذَّات والخبرات في تحقيق حياة متميزة فردية أكثر، حيث إنّ على المرشد أن يعمل كصديق ناصح لمساعدة المسترشد على أن يقوم بحلِّ مشاكله الخاصَّة.
يرى باترسون في إطار تحليله لوجهة نظر كورن، أنَّ الطريقة الانتقائية في العلم هي الطريقة القادرة على الأخذ من أو التوفيق والاستفادة من الإضافات والاختلافات القائمة بين مدارس علم النفس والطبِّ النفسي المتنوعة، على الرَّغم من اختلاف وجهات النَّظر العمليّة وطرق العلاج بينها، إلَّا أنّ كل مدرسة منها قد قدَّمت بعض الإضافات وعلى الاكلينيكي أن يفهمها ويحاول إيجاد نوع من التكامل بينها.
غايات النظرية الانتقائية في العلاج النفسي
1. تقديم حلول مخصصة
تهدف النظرية الانتقائية إلى تصميم خطط علاجية مخصصة تتناسب مع احتياجات وخصائص كل فرد. يتم تقييم حالة العميل بدقة لاختيار التقنيات والاستراتيجيات التي تحقق أفضل النتائج.
2. زيادة فعالية العلاج
من خلال دمج أفضل الممارسات والأساليب من عدة نظريات، تسعى النظرية الانتقائية إلى تعزيز فعالية العلاج. هذا يسمح بالتعامل مع مجموعة متنوعة من المشكلات النفسية والسلوكية بطرق متعددة.
3. المرونة في الاستجابة للاحتياجات المتغيرة
تتيح النظرية الانتقائية للمعالجين تغيير وتعديل الاستراتيجيات العلاجية حسب تطور احتياجات العميل أو تغير ظروفه، مما يضمن استمرارية الدعم الفعال.
4. تقليل القيود النظرية
بدلاً من التقيد بنظرية واحدة، تتيح النظرية الانتقائية حرية استخدام استراتيجيات متعددة، مما يمنح المرشدين القدرة على اختيار الأنسب لكل حالة بشكل منفرد.
5. تعزيز العلاقة العلاجية
تركز النظرية الانتقائية على بناء علاقة علاجية قوية قائمة على التعاون والتفاهم المتبادل بين المعالج والعميل، مما يعزز من فعالية العلاج ويساهم في نجاحه.
6. تشجيع النمو الشخصي
بالاستفادة من تقنيات متنوعة، تهدف النظرية الانتقائية إلى دعم النمو الشخصي للفرد ومساعدته على تطوير مهارات جديدة وتحسين جودة حياته بشكل عام.
7. الاستناد إلى الأدلة العلمية
تركز النظرية الانتقائية على استخدام الأساليب والتقنيات المدعومة بأدلة علمية، مما يعزز من مصداقية وفعالية العلاج المقدم.
8. تحقيق التغيير المستدام
تهدف النظرية الانتقائية إلى تحقيق تغييرات مستدامة في حياة الأفراد من خلال معالجة الجوانب المتعددة للمشكلات النفسية والسلوكية التي يواجهونها.
بفضل هذه الأهداف، توفر النظرية الانتقائية إطارًا شاملاً وفعالًا للإرشاد النفسي، يركز على تقديم أفضل دعم ممكن للأفراد بناءً على احتياجاتهم الخاصة والمتميزة.