أهداف قياس السلوك في التربية الخاصة:
بعد تحديد السلوك الذي سيتم تعديله وتعريفه بشكل إجرائي لا بد من قياسه، والقياس له سمات متعددة منها، تعيين السلوكات التي تعلمها الفرد، والسلوكات التي لم يتقنها بالتالي فهو بحاجة إلى أن يتعلمها، وتقييم فعاليته، وطرق تعديل السلوك المستخدمة.
وأيضاً إرغام مُعدل السلوك على توضيح مفهوم السلوك المستهدف، والاهتمام بسلوك الذات، ولا شك في أن أسلوب القياس الذي يختاره مُعدل السلوك يعتمد على أسباب السلوك، وأن الافتراض الأساسي في مدارس علم النفس التقليدية، هو أن السلوك وظيفة لعوامل نفسية داخلية.
القياس النفسي التقليدي:
ونتيجة لذلك فالاهتمام ينصب على هذه العوامل في القياس النفسي التقليدي، وبما أن هذه النظريات تنظر إلى الحالات النفسية الداخلية على أنها ثابتة نسبياً، فغالباً ما ينظر إلى الظروف البيئية على أنها ليست ذات أهمية كبيرة.
وتبعاً لذلك فالقياس النفسي التقليدي يحاول تفهم وتحليل الصفات أو السمات الشخصية للإنسان؛ بهدف التنبؤ بسلوكه، كما تعكس ذلك بوضوح اختبارات الشخصية الشائعة، ولهذا فالمعالج السلوكي يهتم بما يفعله الشخص في موقف معين.
فالسلوك لا تحدده الفروق الفردية الناتجة من العوامل الوراثية، أو الخبرات الماضية فقط، لكنه أيضاً يتأثر بالظروف البيئية الحالية التقليدية، إن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال أن مُعدل السلوك يذكر أن السلوك يتصف بثبات نسبي من وقت إلى آخر.
ولكن الأسباب التي يقدمها تختلف عن الأسباب التي يقدمها عالم النفس التقليدي، والأسباب التي يقترحها السلوكيون تشمل ما يلي: قد يعيش الشخص في بيئة تنكر فيها مثيرات محددة، وقد يؤدي التعزيز المتقطع إلى ثبات نسبي في السلوك والحاجات الفسيولوجية ثابتة نسبية.
إلا أن معدل السلوك لا يفترض مسبقاً وجود ثبات نسبي في السلوك، ولكنه يلاحظ ذلك ويقيسة للتأكد من وجوده أو عدم وجوده، وهكذا فيما أن السلوكيين يعتقدون أن معظم أسباب السلوك تكمن في الظروف البيئية الحالية التي يعيش فيها الفرد.
فهم يقومون بقياس السلوكات التي تحتاج إلى تعديل والمتغيرات البيئية التي تضبطها بشكل مباشر، بهدف تحليل وتعديل تلك السلوكات، وفرق آخر من الفروق الهامة بين القياس النفسي التقليدي والقياس السلوكي، هو أن القياس التقليدي لا يعطي اختيار طرق العلاج المناسبة اهتماماً كبيراً.
فهو غالباً ما يشتمل على جمع معلومات عامة بهدف التشخيص، وطريقة العلاج التي يتم استخدامها لمعالجة مشكلة ما تعتمد على خلفية المعالج النظرية أكثر من اعتمادها على نتائج القياس، أما في منهجية القياس السلوكي، فالاهتمام ينصب على جمع المعلومات ذات العلاقة المباشرة بالعلاج.
وذلك من خلال تسديد المتغيرات ذات العلاقة الوظيفية بالسلوك المستهدف، ومع أن المربين والمعالجين يؤكدون مراراً وتكراراً، أن التدريس الفعال والمعالجة الفعالة يراعيان الفروق الفردية، إلا أن القياس التقليدي في أغلب الأحيان يهتم بتحديد موقع الفرد بالنسبة للمجموعة.
إن هذه الممارسة تعمل على طمس صفات الفرد، ولا تقدم المعلومات ذات العلاقة بطرق العلاج أو التربية المناسبة، أما السلوكي فيرى أن سلوك الإنسان بتغير من ظرف بیئي إلى آخر، ولهذا يقوم بقياس التباين في سلوك الفرد نفسه.