الهدف من إنشاء الأسرة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


من وظائف الأسرة حفظ الجنس البشري، فهي مصنع لتكاثر الجنس البشري، وإن الحفاظ على العِرق والتواصل هو من أحد أهدافها، وهي أساس الهيكل الاجتماعي الثقافي بأكمله، وآلية ذاتية الاستدامة لضمان الاستقرار الاجتماعي والأيديولوجي والثقافي على امتداد المجتمع بأكمله، حيث ذكر أهداف ووظائف الأسرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

أهمية الأسرة في الحفاظ على الجنس البشري في الإسلام

الحفاظ على الجنس البشري واستمراره من أهداف الأسرة المسلمة، إن بقاء الجنس البشري والاستمرارية في أداء خلافة الإنسان، يعتمدان على التشغيل الفعال لآلية الإنجاب والتكاثر، وقد نصّت الشريعة على ذلك من خلال أن الفروق النفسية والفسيولوجية بين الجنسين مُكمّلة لبعضها البعض.

وتتطلب جميع حقائق الإنجاب أن العملية تحتاج إلى بنية مستقرة لتعمل، يحتاج كل من الرجل والمرأة والطفل إلى مؤسسة دائمة من أجل القيام بهذا الدور، فالأسرة هي المؤسسة التي يمكن أن تهتم بالعملية برمتها، من المراحل الأولية حتى تؤتي ثمارها.

والرغبة الجنسية هي دافع طبيعي وخلاقي، على الرغم من أنه مشترك بين جميع الكائنات الحية، إلا أنه في حالة الرجال والنساء، هناك بعض الجوانب الفريدة، في المقام الأول للإنجاب ويتم تنظيمه من خلال الغريزة وعمليات الطبيعة، والرغبة في التزاوج ليست متاحة في جميع الأوقات؛ فهي مرتبط بضوابط معينة، والرغبة موجودة دائمًا وتفتقر إلى أي آلية تحكم فسيولوجية مدمجة.

لكن التحكم والتنظيم ضروريان لوجود صحي حتى على المستوى البيولوجي تصبح أكثر أهمية على المستويين الاجتماعي والنفسي، ولا يمكن أن يؤدي الامتناع التام عن ممارسة أو الاختلاط المستمر إلى حياة مستقرة وصحية.

وحرم الإسلام ممارسة الجنس غير الزوجي بجميع أشكاله، ولكنه يأمر بالزواج لتمكين الرجل والمرأة من إشباع دوافعهم الطبيعية، ويجب ضبط هذا الجانب من الحياة بطريقة تسير فيها المسؤولية جنبًا إلى جنب، إن الجنس من خلال الزواج وحده يوفر آلية التحكم في الرغبة الجنسية، كما أنه يعمل كصمام أمان للأخلاق الجنسية.

ومن خلال الحفاظ على الجنس البشري يتحقق الإنجاز والتسامي بطريقة متوازنة ويتم تحقيق التوازن في العلاقات بين الجنسين، وكما جاء في القرآن الكريم فإن الزواج طريقة لحفظ للمسلم.

تحقيق الرفقة النفسية والعاطفية والروحية للزوجين

الهدف الآخر للزواج هو تحقيق الرفقة النفسية والعاطفية والروحية، العلاقة في الأسرة، بين جميع أفرادها، والأهم من ذلك كله، بين الزوج والزوجة، ليست مجرد علاقة نفعية؛ إنها علاقة روحية تدعم وتولد الحب والطيبة والرحمة والثقة المتبادلة والتضحية بالنفس والعزاء والعون.

ويتجلى أفضل ما في الطبيعة البشرية في ازدهار هذه العلاقات، وفقط في سياق الأسرة يصبح ما هو ممكن روحيًا عند الرجل والمرأة حقيقيًا، ويحدّ من وتيرة ازدهار الخير والفضيلة داخل الأسرة وخارجها، وفي الرفقة الزوجية يسعى كل شريك إلى تحقيق الإشباع المتزايد باستمرار.

ومع وجود الأطفال في الأسرة يتم تقييم شعور الأخوة والحب والرحمة، والتضحية من أجل الآخرين، والتسامح واللطف تترجم إلى واقع وتغرس في الشخصية، والأسرة هي التي توفر المناخ الأكثر ملاءمة لتنمية شخصية الإنسان وتحقيقها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أن الأسرة هو أفضل مكان للشخص في العالم، حيث يتم التأكيد على وظيفة الزواج والأسرة هذه في القرآن الكريم.

وتظل وظيفة الإنجاب غير مكتملة بدون الجزء الأكثر أهمية في تربية الأطفال وتنشئتهم وتعليمهم وتوجيههم، وبناء شخصيتهم وانخراطهم التدريجي في الدين والمجتمع، وبسبب هذا الجانب تصبح رعاية الأسرة وظيفة أمر ضروري، لا توجد مؤسسة أخرى أو حتى عدد من المؤسسات يمكنها الاهتمام بهذه الوظيفة سوى الأسرة.

وأن يكون الشخص مدركًا للواجب تجاه روابط الرحم هو مطلب شامل يتضمن التزامات تجاه الزوجة والأبناء والأقارب الآخرين، على المرء أن يعتني بنفسه وأفراد الأسرة، وهذا الهدف محدد بالصلاة في عدة مواضع.

قال تعالى: “رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ”، سورة إبراهيم، 40، 41.

دور الأسرة كعضو أساسي في التنشئة الاجتماعية

إن دور الأسرة كعضو أساسي في التنشئة الاجتماعية أشار إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث إن كل طفل يولد على طبيعة الإسلام.

حيث يجب أن يظل أفراد الأسرة مندمجين فيها، حيث لا يتم إلقاء الأيتام في دور الأيتام، ليتم حل جميع المشكلات المتعلقة بالأسرة، بطريقة أكثر إنسانية وتتوافق مع طبيعة واحتياجات الجميع.

وفي الختام يمكن القول بأن مؤسسة الأسرة جزء مهم من النظام الإسلامي للحفاظ على الأمن الاجتماعي والاقتصادي، ويجب أن يحرص كل فرد على ضرورة إنشاء أسرة ونقل أهميتها إلى الجيل الصاعد، وتمتد هذه المسؤولية إلى العديد من دور التعليم والمؤسسات وغيرها لمحاربة اندثار مفهوم الأسرة.


شارك المقالة: