أهمية الزواج:
الزواج هو وسيلة للشخص العاقل من أجل بناء أسرة واستمرارية الحياة، ويسعى من أجلها، ويجد من ويهتم بشؤونه، ويعطي لحياته قيمة مادية ونفسية. والزواج في الحياة له قيمة إنسانية، ووجوده في هذا العالم له مكانة اجتماعية، يحلم غير المتزوجين به، والزواج الناجح هو أفضل ترفيه في العالم.
لقد توصل علم النفس إلى إجماع على أهمية الزواج والدعوة والتشجيع على الزواج، وعدم الرغبة في استخدام القدرة على الزواج في إدراك الخوف من الزواج، وفيه يتم إصلاح الروح وتقوية المجتمع، وسيعيش العالم إلى الأبد وتستمر الحياة، ومن دونه يضعف أرواح الناس ويدمر المجتمع ويدمر العالم ويدمر دورة الحياة ودورتها.
تتفق أبحاث ونظريات العديد من علماء النفس في مجال تنمية الصحة النفسية على أن السعادة الزوجية والتوافق الزوجي من الركائز الأساسية للصحة العقلية والانسجام النفسي، وهما ركائز التمتع بالدنيا وأساس الأسرة الصالحة، والتي لولاها لم تكتمل رسالة الرجل والمرأة في هذه الدنيا، وقد أكدت ذلك العديد من الدراسات حول علم نفس العلاقات الأسرية، ويرجع هذا الإحساس بالتوافق والصحة النفسية المرتبطة بالزواج إلى حقيقة أن الزواج يساعد في تلبية العديد من احتياجات ورغبات كلا الزوجين.
أهم الاحتياجات التي يحققها الزواج:
1- الرضا الجنسي:
وهو تحقيق الرغبات الجنسية للزوج والزوجة بالطريقة الشرعية، لذلك نجد أن الإشباع الجنسي في الزواج ينطوي على تمتع الزوجين والشعور بالراحة النفسية والجسدية، أما الرضا الذي يأتي من خارج الزواج يمكن أن يجلب الألم والتعب والمعاناة من الأوبئة والأمراض المستعصية.
2- التمتع النفسي:
ويتحقق ذلك من خلال إشباع الزوج للكثير من الحاجات النفسية والجسدية، وأهمها ضرورة الشعور بالأبوة والأمومة التي تأتي من خلال النكاح والزواج، فالحاجة إلى الأبوة هي من الحاجات الفطرية.
3- الشعور بالأمن والطمأنينة:
هي من الحاجات الأساسية التي يسعى الأفراد إلى تلبيتها بالطريقة الصحيحة، وهذه طريقة هي الزواج فمن خلال العلاقة الزوجية التي تسعى إلى العلاقة الطيبة والمحبة والمودة والرحمة والتعاون والتآزر الحياة العلاقة الزوجية، وتقاسم الفرصة لتحقيق الكمال للبشرية؛ لأنه من خلال الزواج الشرعي، نضجت عقول الرجال والنساء يومًا بعد يوم، وقد اكتمل دينهم وأخلاقهم، واستقرت أرواحهم في هذه العلاقة، التي يجدان فيها الستر والإشباع لجميع الحاجات.
4- إعطاء قيمة ومعنى للحياة:
الزواج يعزز قيمة وأهمية ومكانة الزوجين، ويشجعهما على العمل الجاد في حياة العملية والبحث، ويقوي تطلعاتهما في الإنجاز والتميز، ويجعل أدوارهما مكملة لبعضها البعض. الزوج يعمل لزوجته وأولاده، والزوجة تعمل لزوجها وأولادها، ويكون نجاح كل منهما نجاحًا للآخر، وفشل كل منهما فشل الآخر.
5- تكوين الأسرة:
يقضي الطرفان معظم أوقاتهما وحياتهما وممارستهما لتلبية احتياجاتهم وأنشطتهم، وهذا هو الجزء الأساسي من المجتمع حيث يتم تحسين الوضع الاجتماعي برمته وفسادها يفسد مجتمع كامل، وصلاح الأسرة أو فسادها مرتبط بنجاح الحياة الزوجية والسعادة المشتركة بينهما.
6- الاستمرارية والمحافظة على النسل:
الحفاظ على النسل وتنشئة الأبناء الذين يمكنهم نقل معلومات الحياة وبناء المجتمع وتنمية الأرض وإعادة بنائها، ويؤكد علماء النفس وعلماء الصحة العقلية أن النسل هو الأسرة التي نتجت عن زواج جميل، ومن أهداف الأسرة الشعور بالسعادة والجنس والأبوة والأمومة.
7- الحفاظ على الأخلاق:
للزواج دور أساسي وفعال في الحفاظ على الأخلاق، وحماية المجتمع من الفساد والشذوذ والجريمة، ومنع الشباب من الوقوع في مثل هذه السيئات، لذلك فإن الزواج هو إجراء وقائي للأفراد من الوقوع في الفاحشة أو المنكر أو فعل الأشياء المحرمة، وهذا مرتبط به، في صيانة الأخلاق والقيم والمثل والأعراف الاجتماعية.