أهمية تأمين الحاجات الأساسية للطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


رعاية الأطفال هي عملية إعداد الأجيال القادمة، والإسلام لم يترك شيئاً دون وضع قواعد شرعية وأخلاقية وإنسانية وروحية، وهذه القواعد هي التي تكمل نمو الإنسان، الذي هو خليفة الله تعالى على الأرض، والأطفال عطايا من الله تعالى؛ وهم أمانة في عهدة الآباء، ولذلك يجب الاعتناء بهم ورعايتهم والمحافظة عليهم بتنفيذ تعاليم الإسلام، واتباع ما جاء في القرآن الكريم وما جاء السنة النبوية.

أهمية تأمين الحاجات الأساسية للطفل في الإسلام

الوالد مسؤول عن رعاية أبنائه من كافة الجوانب وتوفير احتياجاتهم المادية والمعنوية والأخذ بأيديهم للنجاح في الدنيا والآخرة، ولقد هدى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الآباء في حديثه النبوي الخالص، حيث قال: “كلكم راع  وكلكم مسؤول عن رعيته”، أخرجه البخاري ومسلم، وإذا رأى الإنسان طفلًا يفتقر إلى الرعاية أو الاهتمام، فإن المسؤولية عن هذا الإغفال تقع على عاتق أكتاف والديه وأسرته ومجتمعه.

ويحض الدين الإسلامي على حسن تربية الطفل ورعايته وإبعاده عن كل ما قد يضر بصحته أو ظروفه النفسية والاجتماعية؛ لذلك يمكن للطفل أن ينمو ليصبح مواطنًا صالحًا لديه شعور بالانتماء إلى الناس والمجتمع والوطن، كما وضع الإسلام القواعد التي تضمن حقوق الطفل المشروعة في الأسرة والمجتمع، عن أنس بن مالك يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم”، سنن ابن ماجد.

ومن حاجات الطفل الأساسية منحهم أسماء طيبة، والرحمة والعطف عليهم، وتبادل الحب معهم، كما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا، حديث صحيح، وتكريم الأبناء والرحمة بهم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال العطاء لهم من خلال التربية الحسنة والطيبة، ومن خلال تعليمهم أصول العلم والدين في تشريعاته وقوانينه الفقهية.

حاجات الطفل الأساسية

يولي الإسلام اهتمامًا خاصًا للأطفال ومرحلة الطفولة، ويمكن القول أن موضوع الطفولة هو أحد الموضوعات الرئيسية في هذا الدين، وهو من أهداف التشريع الإسلامي، ويتفق الفقهاء والعلماء في الإسلام على أن الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق أهداف أو أغراض للإنسانية، ومنها: حماية النسل، والحفاظ على الحياة، والحفاظ على الصحة العقلية، والحفاظ على الممتلكات والحفاظ على الإيمان.

ويعبر علماء الإسلام عن هذه الأهداف السامية بمصطلحات من الأساسيات الخمسة، يقصدون بكلمة الأساسيات، الأساسيات التي بدونها قد لا تكون الحياة ممكنة، عندما يتم تقويض أي من هذه الأساسيات، فإن الحياة قد يكون فيها خطر على الأطفال وقد تصبح فوضوية، وبالتالي، ستعاني البشرية خسارة على المدى القصير في هذه الحياة والمدى البعيد في الآخرة، قال الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، النساء، 29.

إن موضوع الطفولة هو من صميم الهدف الأول وهو حماية الأطفال وتحصينهم من الأخطار، يقدم الإسلام حلولا  جذرية في هذا الموضوع، ويوجد به قوانين وفيرة ودقيقة تكاد تكون معدومة في الديانات أو النظم الاجتماعية الأخرى، ويكفي أن نشير إلى التشريع الصارم الذي يتعامل مع الطفل منذ البداية أيام التنشئة في بطن الأم حتى بلوغه ومن سن البلوغ، بينهما  هناك مراحل مختلفة منها الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، والفطام، والمرح، والانضباط والتعليم، والود والرفقة، وأخيرًا الاستقلال والاعتماد على الذات.

ويجب التعامل مع الطفل واحتياجاته بتقسيم المرحلة العمرية لديه، في أول سبع سنوات يجب تأمين حاجات الطفل من حنان ومأكل ومشرب ومسكن، وتختلف من الحاجات التي تطلب من المرحلة العمرية من بعد سبع سنوات إلى عشر سنين، حيث تزيد احتياجات الطفل الرئيسية مثل التعليم والنقاش وإبداء الرأي وحق الاستماع، وبعد سن العاشرة يحتاج الطفل ليس المربي بل الى الرفيق والمرشد، فهذه من الاحتياجات الأساسية لهذه المرحلة العمرية.

وخلال هذه المراحل يتم رعاية الطفل من خلال القواعد والقوانين والمبادئ التوجيهية التي تشكل فقه الطفولة، وهذا يشمل تربية الطفل والحقوق التي يحتاج الآباء والأسرة والمجتمع إلى حمايتها، الإسلام يولي اهتماما خاصًا للمساواة بين المواليد من الذكور والإناث، ويحظر التمييز بين الأطفال، وهذا من باب الحاجات الأساسية وهو العدل، عندما يتعلق الأمر بالعناية والاهتمام، أو بمنحهم الهدايا والمنح والجوائز.

ويخضع الطفل لعاملين إرشاديين لا غنى عنهما موجودان في جميع الأنظمة الإسلامية، العامل الأول يتعلق بحقيقة أن المسلم، سواء كان مراهقًا أو طفلًا أو عجوزا يحكمه مبدأ الحلال والحرام والمساواة والعدل في تأمين هذه الاحتياجات.

العامل الثاني من الحاجات الأساسية للطفل، يتعلق بكون حركة المسلم سواء كان طفلا أو من الكبار، يحكمه نظام شامل للأخلاق، هذا النظام لا يسمح بتعدي الطفل حدوده، تحت أي ذريعة من ذرائع أركان الحرية أو الحقوق الشخصية، أو أن ينجذب نحو أي شكل من أشكال الشذوذ المحظور، لا ينبغي التورط في أي أيديولوجية أو سلوكية فيها ضلال يعارض الدين الإسلامي.

بينما توجد بعض الأنظمة التربوية التي تسهل فتح الأبواب للأطفال للانغماس في مثل هذه الأنشطة بحجة الحرية ومنع العنف أما الإسلام فيعارض الانحرافات، ويعتبرها انحرافات و أمراض وعلل يجب مقاومتها ومن خلالها يجب حماية جيل الشباب من الوقوع فيها، وعلى الوالدين مواجهة التحديات التي تواجه الأطفال فهم شباب الغد ورجال المستقبل و تقع على عاتقهم مسؤولية البناء وعمارة الأرض التي استخلفهم الله تعالى فيها.

متطلبات حاجات الطفل الأساسية في الإسلام

ناقش علماء الإسلام القضايا الحرجة التي تخص الطفل من مختلف الجوانب الطبية والنفسية والاجتماعية والحاجات الأساسية له، مع التأكيد على التقدم الذي تم إحرازه في هذه المجالات في العصر الحديث وشرح علماء الدين موقف الشريعة الإسلامية السمحة من هذه القضايا، مع دعم حججهم بآيات من القرآن الكريم وأحاديث صحيحة من الحديث النبوي.

وقدم العلماء المسلمون خلاصة خبراتهم المتعلقة بحقوق الإنسان والخدمات الصحية والقانون والإعلام والحاجات الأساسية له التي لا يمكن الاستغناء عنها، وفي الأنظمة الحديثة اتجهت لرعاية الطفل وتأمين احتياجاته بينما الإسلام نوه وركز عليها منذ قيام البشرية، فوضع حقوق للطفل منها تأمين احتياجاته وهي مسؤولية الوالدين.

وفي النهاية في الإسلام إن المعرفة والتعليم أهم الحاجات الأساسية للطفل، التربية والحنان وهما مصحوبان بالانضباط وتحسين الذات، وفقًا للتعاليم الدينية، فإن تأمين الحاجات الأساسية ضرورية كل مراحل الطفل، لذلك فإن أهم حق للطفل هو توفير البيئة اللازمة لتعليمه وتدريبه على منهج الدين الإسلامي الحنيف، من واجب الآباء تأمين هذه الاحتياجات للطفل، والتركيز على كل حاجة على حدة، وعدم التمييز بين الأطفال بتوفير هذه الحاجات، فالدين الإسلامي دين العدل والمساواة، يعلم الآباء والمربين القيام بواجباتهم دون الانحياز أو الإهمال او التغاضي.


شارك المقالة: