اقرأ في هذا المقال
تعتبر أفكار التحليل النفسي وإن لاقت العديد من النقد والرفض من أساسيات علم النفس لتفسير أهم المراحل التي يمر بها الأفراد ولتفسير بعض الظواهر التي قد يتعرضون لها في دورة حياتهم، فهذه الأفكار ركزت على الجوانب النفسية للفرد وكيفية الاستفادة منها في الحياة العملية.
أهم أفكار التحليل النفسي في علم النفس
1- الأفكار الخاصة بالنفس
تقسم نظرية التحليل النفسي مفهوم النفس إلى ثلاث وظائف تتمثل في الهوية أي المصدر اللاواعي للجنس البدائي والتبعية والسلوك المعادي، والأنا العليا المتمثلة في تدخلات اللاوعي في الأعراف المجتمعية، والذي يضع المعايير للعيش بها، والأنا التي تمثل الإحساس بالذات وتتوسط بين حقائق اللحظة والاحتياجات النفسية والصراعات.
تناقش كتابات التحليل النفسي كيف يحبط الألم إشباع التبعية والاحتياجات الجنسية وكذلك التبديد المناسب للمشاعر العدوانية، حيث يؤدي التعبير المحظور عن هذه الاحتياجات إلى اضطراب داخلي، ومع ذلك عندما يُعاقب الألم على أنه مشكلة جسدية حسنة النية فإن الألم يسمح بالإشباع اللاواعي لاحتياجات التبعية المتناقضة، فقد يتم التعبير عن الغضب الأساسي بشكل غير مباشر في شكل سلوكيات عدوانية سلبية.
2- الأفكار الخاصة بالسلوك الإنساني
تشرح نظريات التحليل النفسي السلوك الإنساني من حيث اندماج جميع أجزاء النفس المختلفة، حيث كان سيغموند فرويد مؤسس هذه المدرسة الفكرية الذي اعتمد على الاهتمام بالمجالات النفسية للفرد وتمكينه من القدرة على الاستفادة من الطاقة النفسية لديه وتشكيلها بشكل جديد يتمثل في سلوكيات ذات فائدة أكثر.
3- الأفكار المتعلقة بعلم النفس المرضي
تتفهم نظرية التحليل النفسي علم النفس المرضي في إطار تنموي، حيث يُنظر إلى الاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب على أنها متجذرة في الماضي الفردي للمريض، أي إما كبقية من التجربة المبكرة أو كتعبير عن أنماط بدائية من الأداء النفسي، وضمن هذا الإطار تركز مفاهيم التحليل النفسي على عواقب التفاعلات المبكرة مع الآخرين المهمين، ولا يُعتقد أن هذه تؤثر فقط على تطور الأداء النفسي ولكن أيضًا تبني محتوى الذات الفردية.
يُنظر إلى الذات باعتبارها الجزء الذي يتم اختباره ذاتيًا من النفس على أنها تكامل للتمثيلات، وهذه التمثيلات هي ذكريات التفاعلات السابقة مع الآخرين التي تشكل كيف نختبر أنفسنا والآخرين في الوقت الحاضر كونها جزءًا من الذاكرة الضمنية، حيث تعمل التمثيلات كمخططات تعمل تحت الوعي، وعندما يشارك الفرد في تفاعل اجتماعي تعمل التمثيلات كقاعدة معرفة وتشكل التوقعات.
4- الأفكار المتعلقة بالمراهقة
في نظرية التحليل النفسي يُنظر إلى المراهقة على أنها فترة متأصلة من الاضطرابات الناجمة عن التغيرات الحتمية في سن البلوغ، ووفقاً لفرويد التغيرات الهرمونية في سن البلوغ تخل بالتوازن النفسي الذي تم تحقيقه خلال المرحلة النفسية الجنسية السابقة أي الكُمون؛ نظرًا لأن التغيرات الهرمونية في سن البلوغ هي المسؤولة عن الزيادات الملحوظة في الدافع الجنسي، فقد كان يُعتقد أن المراهق قد ألقى مؤقتًا في فترة أزمة داخل النفس، وتم إحياء الصراعات النفسية الجنسية القديمة، التي دفنت لفترة طويلة في اللاوعي.
اعتقد فرويد وأتباعه أن التحدي الرئيسي للمراهقة هو استعادة التوازن النفسي وحل هذه النزاعات، حيث يعتقد فرويد أن العمل من خلال هذه النزاعات كان ضروريًا، حتى ينتقل الفرد إلى ما وصفه بأنه المرحلة الأخيرة والأكثر نضجًا من التطور النفسي الجنسي أو المرحلة التناسلية.
وسعت آنا فرويد الكثير من تفكير والدها لدراسة التنمية خلال العقد الثاني من الحياة، وكان أهم أعمالها بعنوان المراهقة، وواصل التقليد الذي بدأه هول في اعتبار المراهقة فترة من الصراع الذي لا مفر منه والاضطرابات النفسية والعائلية، ووفقًا لرأيها فإن إحياء الصراعات النفسية الجنسية المبكرة، التي سببتها التغيرات الهرمونية في سن البلوغ، حفز المراهق على قطع الروابط العاطفية مع والديه والتحول إلى أقرانه كأشياء للعاطفة.
وصفت آنا فرويد المراهقة بأنها فترة اضطراب معياري وجادلت بأن المعارضة والتحدي الذي يواجه العديد من الآباء في المراهقين لم يكن أمرًا طبيعيًا فحسب بل مرغوبًا فيه، وفي الواقع اعتقدت آنا فرويد أن المراهقين بحاجة إلى الانفصال عن والديهم من أجل التطور ليصبحوا بالغين أصحاء وناضجين وهي عملية تعرف باسم الانفصال.
بمرور الوقت أصبحت نظريات التحليل النفسي للمراهقة تضع تركيزًا أقل على عملية الانفصال أو الدور التحفيزي للبلوغ، وبدأت في التأكيد على القدرات المعرفية النفسية التي تطورت عندما تفاوض المراهق على طريق الاستقلال ونضج البالغين، حيث قام منظرو التحليل النفسي للمراهقة في النصف الثاني من القرن العشرين بتحويل انتباههم بعيدًا عن تحليل الدوافع وركزوا بدلاً من ذلك على المهارات والقدرات المعرفية التي طورها الأفراد من أجل حل النزاعات الداخلية وإقامة علاقات ناضجة مع الآخرين والحفاظ عليها.
5- الأفكار المتعلقة بالإبداع
طرحت نظرية التحليل النفسي الكلاسيكية وجهة نظر مختلفة عن الجمعيات والإبداع، فمن حيث الجوهر فإن الفروق الفردية في الراحة مع فكرة العملية الأولية تمثل عدد الجمعيات وأصالتها، ويعتبر التفكير العملي الأساسي وفقًا لروبرت هولت مليئًا بالمحتوى الشفهي والعدواني والتفكير غير المنطقي المرتبط بهذا المحتوى، حيث إنه نظام فكري بدائي مبكر من الناحية التطورية لا يخضع للمنطق ومثقل بالتأثير بشكل كبير.
اعتقد سيغموند فرويد أنه إذا قمع الأفراد الأفكار والرغبات الخطيرة فسيكون هناك قيود فكرية عامة، وفي نمط التفكير العملي الأساسي يمكن تبادل الأفكار بسهولة ويتم توزيع الانتباه على نطاق واسع ومرنة، ويجب أن يكون هناك بحث أوسع عن الجمعيات للأفراد المريحين مع فكرة العملية الأولية.
يتوافق المنظور الديناميكي النفسي مع نظرية ميدنيك الترابطية إنه يقدم تفسيرًا واحدًا لسبب امتلاك بعض الأفراد مثل هذا التسلسل الهرمي الترابطي الحاد والبعض الآخر لديهم تسلسل هرمي مسطح، وهناك ارتباط أكثر مرونة بين الأفكار للأفراد الذين لديهم وصول أسهل إلى التفكير العملي الأساسي، ولا يوجد مثل هذا الرابط القوي بين الأفكار والصور بحيث يمكن أن تحدث المزيد من المرونة في الفكر والجمعيات.
من أجل حدوث إنتاج إبداعي حقيقي يجب على الأفراد الانتقال ذهابًا وإيابًا بين التفكير العملي الأساسي والتفكير المنطقي في عملية ثانوية، هذه القدرة على الوصول إلى العملية الأولية بطريقة مضبوطة هي مفهوم إرنست كريس الانحدار في خدمة الأنا؛ نظرًا لأن إنتاج منتج جديد ومفيد يتطلب ارتباطات وتقييمات أصلية، فإن كلا من الارتباطات الواسعة والتفكير النقدي ضروريان.
جعل اللاوعي واعيا في التحليل النفسي في علم النفس
تفترض نظرية التحليل النفسي العديد من آليات التغيير المختلفة وتستمر مجموعة من الطرق الجديدة لتصور عملية التغيير في الظهور كنظريات التحليل النفسي وتتطور وتتكاثر، فعلى المستوى الأساسي هناك فهم بأن التغيير يتضمن عمومًا جعل اللاوعي واعيًا، كما عبرت عنه بديهية فرويد التي يُستشهد بها كثيرًا حيث توجد الهوية يجب أن تكون الأنا.
على الرغم من أن فهم فرويد لطبيعة عملية التغيير قد تطور على مدار حياته، إلا أن الفكرة الأساسية في تفكيره الناضج هي أن التغيير ينطوي أولاً على إدراك دوافعنا الغريزية ورغباتنا اللاواعية، ثم تعلم كيفية التعامل معها في مرحلة النضج بطريقة عقلانية وعاكسة.
بالنسبة لفرويد كانت الفرضية المركزية هي أننا مدفوعين برغبات غير واعية لسنا على دراية بها وهذا النقص في الوعي يؤدي إلى سلوك مدفوع أو يهزم الذات، واعتقد فرويد أننا نخدع أنفسنا بشأن أسباب سلوكنا وخداع الذات يحد من اختيارنا من خلال إدراك رغباتنا اللاواعية ودفاعاتنا ضدها، نزيد من الخيارات المتاحة لنا وهكذا كلما قللنا من المدى الذي تدفعنا إليه العوامل اللاواعية فإننا نفترض درجة أكبر من الفاعلية.