أهم العوامل التي توضح الأهمية التربوية لمرحلة رياض الأطفال

اقرأ في هذا المقال


ازداد في الوقت الحالي الاهتمام بالطفل في مرحلة الروضة، وأصبحت هناك العديد من الدراسات التي تتعلّق فيما يختص بروضة الأطفال، ويؤكد الخبراء والمختصون على الأهمية التربوية لمرحلة الروضة للطفل، حيث تُعتبر من الركائز الأساسية التي تقوم عليها الأعمال التربوية المستقبلية، ففي حال كان الأساس صالحاً، سيؤدي ذلك إلى أن تكون عملية بناء الطفل تتمّ بصورة سليمة وصحيحة.

أهم العوامل التي تُوضّح الأهمية التربوية لمرحلة رياض الأطفال:

إنَّ عملية الاهتمام بالطفل في مرحلة روضة الأطفال، ينبغي أن تكون من الخطوات الرئيسية، في الأعمال التربوية، ويوجد العديد من العوامل بالغة الأهمية، والتي تُساهم بتوضيح أهمية مرحلة الروضة من الجانب التربوي، نذكر منها:

العوامل الاجتماعية وتأثيرها التربوي على طفل الروضة:

تتضمن هذه العوامل العديد من الأمور كخروج الأم إلى عملها وتغيُّر وضعها، بالإضافة إلى حدوث تغيير في حقوق وواجبات كل من الرجل والمرأة، وما يُصاحب هذا من حدوث مشاكل ونتائج لا يُمكن إهمالها من الناحية التربوية، فقد أصبحت المرأة تُشارك في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، كما استطاعت ممارسة العديد من المهن والوظائف، وهذا أدّى ألى حدوث العديد من الآثار التربوية والنفسية المباشرة على طفل الروضة، بالإضافة إلى حدوث العديد من النتائج التي ساهمت بالتأثيرعلى حياة الطفل الأُسرية بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام.

ويوجد عوامل اجتماعية أخرى مرتبطة بالظرف الاقتصادي، وارتفاع عدد السكان في المدن الرئيسية، بسبب قيام أهل القرى بالتوافُد على المدينة للعمل، مما ساعد بزيادة عدد سكان المدينة، وحدوث العديد من المشاكل الاقتصادية والصحية والثقافية، مع عدم القدرة على توفير ظروف المعيشة الجيدة، مثل السّكن الملائم والذي يُساعد الطفل على اللعب والتحرُّك بحرية، بالإضافة إلى أنَّ الازدحام الكبير أدّى إلى نُدرة الأماكن المتعلّقة بالترفية وممارسة الألعاب الخاصة بالطفل.

كما أنَّ الأحوال الاقتصادية السيئة في مجتمع معين يُعتبر من المؤشرات الهامة، لضرورة العناية بمرحلة الروضة، كما أنَّ التطورات التكنولوجية الحديثة قد تُسبب الضرر للطفل في حال إساءة استعمالها، وهذا بدوره يُمثّل أحد العوامل التي يُساهم بتوضيح الأهمية التربوية للروضة، والتي ينبغي أن تعمل على مُساعدة الطفل في اكتسابه للمهارات المتنوعة، وقيامه بممارسة اللعب التربوي المفيد، والذي من شأنه أن يقوم بتطوير قدرته على الإبداع.

العوامل التربوية وتأثيرها على طفل الروضة:

تتضمن هذه العوامل العديد من الأمور، ككفاءة مرحلة روضة الأطفال في تحقيقها للنمو المتكامل لطفل الروضة، فهي تقوم بتقديم منهج خاص بالطفل؛ لأنَّها تقوم بالتعامُل مع الطفل ضمن مرحلة حرجة من حياته، فهذه المرحلة تتميز بالنمو السّريع، حيث ينمو الطفل بصورة سريعة، ويتأثَّر بصورة واضحة بعوامل بيئته المحيطة، بالإضافة إلى نموه السريع من الناحية العقلية، وتنمو لدى الطفل دوافع الرغبة بالاستطلاع، والتكيُّف مع البيئة.

وتتصف الروضة بسمات الكفاءة والفاعليّة، في حال قيامها بتحقيق نمو طفل الروضة بصورة شاملة ومُتكاملة، وتتضمن العوامل التربوية على ما يُمكن تسميته التربية التعويضية، حيث تقوم على تقديم المساعدة التربوية للطفل الذي يعيش في بيئة فقيرة؛ من أجل تعويضه عما فقده من مُستلزمات العصر، لإيصاله للمستوى العقلي الملائم، عن طريق إيجاد العوامل المناسبة له، والتي تُساعده على تحقيق النمو السليم.

ويقوم المختصون بتسمية مرحلة الروضة بمرحلة التوقُّد العقلي، ويصل هذا التوقد لأعلى مستوى في عمر روضة الأطفال، حيث يتوقف على ما تقوم الروضة بإعداده للطفل من منهج تربوي ملائم، وبيئة تتصف بثراء مواردها، بحيث تُساهم بتوجيه قدرات طفل الروضة العقلية، وتُساهم الروضة بصورة كبيرة على تهيئة طفل الروضة من أجل أنّ يقوم بتعلُّم الخبرات المختلفة عن طريق اللعب الحركي والنفسي والعقلي والاجتماعي، كما تعمل الروضة على تهيئة الطفل ليتعلم مهارة القراءة والكتابة؛ ليتجنب الطفل النتائج غير المرغوبة، والتي من الممكن حدوثها عند انتقال الطفل بشكل مباشر من منزله إلى مدرسته من غير حصوله على التهيئة اللازمة.

ولكي يتمكن طفل الروضة من اكتساب الخبرات بصورة فعّالة، ينبغي على روضة الأطفال أن تقوم على إيجاد العديد من الفرص ليقوم الطفل بممارسة المهارات الحركية المختلفة بحرية وبأسلوبه الخاص، كما ينبغي إيجاد كل ما يُساهم باستثارة وتحفيز تفكير الطفل، وتزويده بالأدوات الملائمة بما يتناسب مع ميول واهتمامات طفل الروضة.

تُعدُّ مرحلة الروضة من المراحل الحاسمة والمهمة؛ فهي تُساهم في تكوين شخصية الطفل وتُحدد مدى سلوكياته ومظاهر نموه الرئيسية، لذلك ينبغي إيجاد برامج شاملة للروضة، مع ضرورة الاهتمام بدور الأسرة فيما يختص بتربية طفل الروضة وتعلُّمه، من خلال قيام الأسرة باكتساب الخبرات التربوية، والتي من شأنها أن تُساهم بتنشيط مشاركة الأسرة في إكساب طفلهم للمهارات الرئيسية وللعلوم والمعارف.


شارك المقالة: