اقرأ في هذا المقال
دور الفاحص والمفحوص في الاختبارات النفسية:
غير مسموح استعمال الاختبارات النفسية وتنفيذها وتفسير نتائجها إلا من خلال متخصص نفسي جدير في هذا التخصص من الناحية النظرية والعملية؛ وذلك لأن هذا الشخص المختص هو وحده القادر على تحليل وتشخيص النتائج بشكل سليم وواضح وهنا يمكن تمثيل وظيفته بأداء المحلل المخبري في العلوم والجهات العيادية الذي يكون وحده قادراً على إجراء تحليل للدم ومعرفة عدد الكريات الحمر والبيض أو التصوير بالأشعة في حين يقوم الطبيب المتخصص بتفسير النتيجة ووصف العلاج الصحيح .
بما أن الاختبارات النفسية يتم تصميمها وإعدادها في نطاق الأبحاث النفسية وتعرض باستمرار لفحوص تعديلية حدية، فلا بد للشخص الذي يستعملها ويقوم بها أن يكون متخصص في المجال النفسي ويلتحق باستمرار لبرامج نفسية من التدريب المستمر، ويمكن في أوقات محددة أن يقوم بتنفيذ الاختبار النفسي شخص شريك أو زميل في العمل ويعمل تحت مراقبة المتخصص النفسي غير أن الحكم النهائي يبقى من اختصاص الشخص الخاص بهذه الاختبارات النفسية وحده، وإلا فإن الخطر الناجم عن الاستعمال غير الصحيح كبير ويقود إلى عواقب وخيمة.
تنفيذ الاختبارات النفسية يمثل إلى حد كبير وضع الامتحان الذي المحتمل أن يستمر لمدة زمنية معينة، ومن هنا لا بد من التخطيط السابق والصحيح لهذا الامتحان من خلال الاستفسار عن طبيعة الاختبار النفسي وما يقيسه؟ ومن خلال التفكير بنقاط القوة والعجز والميول والاهتمامات قبل التطبيق والذهاب إلى موعد التنفيذ بوضع معين يتسم بالهدوء والطمأنينة والنوم الكافي.
كما لا بد من الانتباه إلى فهم المسائل بدقة والاستفسار عن أي شيء إذا كان غير واضح، كما ولا بد من التطرق والاعتبار أنه في بعض مواقف الاختبار، كما يحصل في الاختبارات المهنية التي تقيس مهارات مهنية معينة؛ من أجل مهنة معينة أو نشاط مهني معين.
يمكن أن تكون حصيلة الاختبارات النفسية غير مرضية للشخص الذي قام بها ولا تكون كما هو متوقع أن تكون، وأن يحصل آخرين على نتائج أفضل من ما سبق، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق التشكيك بالكفاءة الشخصـية للمفحـوص ككل، فقد يكون الشخص المفحوص نفسه في مهارات أخرى أفضل بكثير مقارنة بالمفحوصين الذين حصلوا على نتائج أفضل.
أهم المجالات التي تستخدم بها الاختبارات النفسية:
تتعدد الجوانب والمجالات التي يمكن لجميع الاختبارات النفسية أن تقوم بأدوار وإنجازات متعددة بالنسبة لها، بحيث يناسب كل مجال مجموعة محددة من الاختبارات النفسية، بحيث تهدف إلى التغيير والتطور في هذه المجالات وخاصة من الناحية النفسية، بحيث تتمثل أهم المجالات التي تستخدم بها الاختبارات النفسية من خلال ما يلي:
1- المجال المعرفي: يتمثل هذا المجال في اختيار الكيفية وأهم الطرق والأساليب من أجل معرفة الاختبارات النفسية المناسبة لهذه الجهة الإدراكية المعرفية، بحيث يهتم هذا المجال في تحديد وتوضيح مستويات القوة والعجز في في الإدراك الذي يحله كل فرد في كل موقف معين أو يعبرون عنه على شكل نصرفات وسلوكيات مميزة لكل فرد والآخر، ويعتبر هذا المجال المعرفي من العناصر والعوامل المهمة التي تستخدم في المقياس النفسي.
يعتمد اختيار الاختبارات النفسية التي يجب تنفيذها وإجراءها بشكل كبير على المجال المعرفي في علم النفس، والذي يعتمد بدوره على قياس وفحص البيانات والمعلومات المعيارية، والتي تعتمد أيضاً على النظر في الأفراد والمواقف والسلوكيات النفسية التي وضعت من أجلها.
يتمثل المجال المعرفي الذي يستخدم به الاختبارات النفسية في الاختبارات النفسية الخاصة بالدراسة وفحص نتائج ما قام الشخص بتعلمه واكتسابه في الماضي من خلال المؤسسات التعليمية والمهنية المختلفة، مثل قياس مستو تعلم الشخص لتصميم فني أو لحرفة مهنية معينة.
يشتمل المجال المعرفي الذي يستخدم به الاختبارات النفسية في معرفة القدرات والمهارات سواء الذهنية أو الجسدية أو الإدراكية، ويشتمل المجال المعرفي على قياس ومعرفة المستويات المتباينة للأفراد في الاستعداد للكثير من الأمور وخاصة الاستعدادات المهنية للتوظيف ودخول العالم المهني.
2- المجال الذاتي: يتمثل هذا المجال في تقديم مجموعة من الاختبارات النفسية التي تعتني بالعوامل والمثيرات الداخلية والخاصة بالفرد نفسة، ودراسة العوامل والمثيرات الخارجية التي تؤثر بها، وتشتمل على إجراء المقابلات الشخصية مع الفرد المعني، مع استخدام ما يسم بالاختبارات النفسية الإسقاطية التي تتمثل في طرح الفرد لجميع مشاعره وأحاسيسه الداخلية على الصور والورق وغيرها.
3- المجال البحثي: يتمثل هذا المجال في التمييز بين الاختبارات النفسية التي تهتم بالأفراد بشكل شخصي ومنفرد، والاختبارات النفسية التي تهتم وتقدم للعديد من الأشخاص لديهم نفس الظروف والسلوكيات المشابهة.