ماهية الاختبارات النفسية:
تعبّر الاختبارات النفسية عن تقييمات مكتوبة أو مرئية أو لفظية تجرى لتقييم الأداء المعرفي والعاطفي للأطفال والبالغين أي للجميع، وتعتبر الاختبارات النفسية مقاييس رسمية للأداء العقلي، معظمها موضوعي وقابل للقياس، ومع ذلك، قد تنطوي بعض الاختبارات الإسقاطية على مستوى معين من التفسير الذاتي.
تُعرف أيضًا هذه الاختبارات النفسية باسم قوائم الجرد والقياسات والاستبيانات والمقاييس النفسية، وتجرى الاختبارات النفسية في مجموعة متنوعة من البيئات المحيطة بالأفراد، بما في ذلك الحضانات والمدارس الابتدائية والثانوية والكليات والجامعات والمستشفيات وأماكن الرعاية الصحية الخارجية والوكالات الاجتماعية، والمؤسسات المهنية، وتأتي في مجموعة متنوعة من التنسيقات والتخطيطات المرتبة والمنظمة، بما في ذلك الكتابية واللفظية، وإدارة الكمبيوتر.
يتطلب الاختبار النفسي شخص مدرب ولدية الخبرة الكافية في هذه الاختبارات النفسية، بحيث يجب تنفيذ جميع الاختبارات النفسية وتعديلها وتقويمها وتفسيرها من قبل محترف مدرب، ويفضل أن يكون طبيب نفساني أو طبيب نفسي من ذوي الخبرة في المجال المناسب.
الاختبارات النفسية ليست سوى مكون واحد من مكونات عملية التقييم النفسي لأي شخص في أي موقف أو ظاهرة، ولا ينبغي أبداً أن يعتمد عليها كأساس وحيد للتشخيص والتفسير، فمطلوب وجود تاريخ نفسي وشخصي مفصل للفرد ومراجعة السجلات النفسية والمرضية والتربوية أو غيرها من السجلات المرتبطة بها؛ وذلك من أجل تحديد القاعدة لشرح وتوضيح نتائج أي اختبار نفسي، وقد تؤثر الاختلافات الثقافية واللغوية بين الأفراد على أداء الاختبار النفسي وقد تؤدي إلى نتائج اختبار غير دقيقة.
من المهم أن يكون مسؤول الاختبار النفسي على علم سابق لبدء الاختبار النفسي إذا كان الشخص الذي سيقوم بالاختبار غير متمكن ولا يعرف اللغة المطلوبة أو ينتمي إلى ثقافة أخرى بالإضافة إلى ذلك فقد يؤثر مستوى تحفيز الفرد أيضًا على نتائج الاختبار النفسي، وقبل إجراء أي اختبار نفسي للفرد، يجب على المسؤول تزويد الفرد وجميع الجهات الخاصة بهذا الفرد من أسرته ومعلميه مثلاً بمعلومات خاصة حول طبيعة الاختبار النفسي والاستخدام المقصود منه والأهداف التي يرمي لها.
وإرشادات موحدة كاملة لإجراء الاختبار النفسي بما في ذلك أي حدود زمنية وعقوبات على الاستجابات غير الصحيحة، وتزويد الفرد بمعلومات خاصة عن أهمية وجود السرية في النتائج المتوصل لها وبعد إجراء عمليات الكشف هذه، يجب الحصول على موافقة مستنيرة من الفرد والشخص المسؤول عن الفرد إن لزم الأمر قبل بدء الاختبار.
أهم الوظائف التي تؤدي إليها الاختبارات النفسية:
تُستخدم الاختبارات النفسية من أجل تحقيق العديد من الوظائف والمهام النفسية والمستقبلية لجميع الأفراد بجميع المراحل العمرية، وكل شخص عليه التعرف عل هذه المهام والوظائف المهمة من أجل التقدم نحوها لمعرفة نفسه أولاً ولمعرفة كيفية التعامل مع المواقف المختلفة، بحيث تتمثل أهم الوظائف التي تؤدي إليها الاختبارات النفسية من خلال ما يلي:
- تقوم الاختبارات النفسية على تخمين وتقدير مجموعة مختلفة من القدرات والمهارات والسمات العقلية، بما في ذلك الإنجاز والقدرة، الشخصية والأداء العصبي.
- في مرحلة الطفولة والمراهقة يمكن استخدام لاختبارات النفسية المتمثلة في اختبارات التحصيل الأكاديمي والقدرة والذكاء كأدوات في التنسيب المدرسي، أو في تحديد وجود إعاقة في التعلم أو تأخر في النمو، أو في تحديد الموهبة التي يتمتع بها الطفل، أو في تتبع التطور الفكري، ويمكن أيضًا استخدام اختبار الذكاء مع المراهقين والشباب لتحديد القدرة المهنية في المستقبل الخاص بالعمل والتوظيف.
- يتم إجراء العديد من الاختبارات النفسية لمجموعة متنوعة من الأسباب والوظائف، من تجسيد علم النفس المرضي على سبيل المثال، تحديد اضطراب الشخصية، واضطراب الاكتئاب وغيرها.
- تستخدم الاختبارات النفسية في فحص الموظفين المهنيين المرشحين للوظائف المختلفة، كما يمكن استخدامها في التقييم المهني للعناصر الخاصة بالشركات والمصانع والمؤسسات المهنية الخاصة بتقدم سوق العمل بشكل عام.
- يمكن استخدام الاختبارات النفسية في بيئة تعليمية لتحديد نقاط القوة والضعف في الشخصية للطلاب، وتقوم الاختبارات النفسية في تحديد الميول المهنية للطلاب واتجاهات المستقبلية للالتحاق بالجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبرامج التدريبية المختلفة.
- الاختبارات النفسية تؤدي الى مهام متعددة في المواقف العيادية، مثل تشخيص وتفسير المعايير العقلية للشخص بقصد إرشاده أو توجيهه، أو تشخيص ضعف عقلي أو خلل عصابي، أو ذهاني.
- تؤدي الاختبارات النفسية إلى إظهار العديد من السمات الشخصية التي تتمثل في قدرات الشخص ومهاراته، وعن المجالات المختلفة للشخصية، وتحديد الحالات الطبيعية وغير الطبيعية، ومعرفة ما يعانيه الشخص من مشكلات مختلفة، بحيث تبرز في الاختبارات النفسية اتجاهات الشخص وخططه، والعقبات والتحديات الخاصة به، إذ يسمح استعادة الأحداث الماضية والملاحظة المركزة والصريحة بدراسة تاريخ الشخص.