أهم خصائص النظرية الانتقائية

اقرأ في هذا المقال


الفنيات الإرشادية والعلاجية

إنّ الانتقائية منظومة ذات طابع مُتسق من الفنيّات الإرشادية والعلاجية، تنتمي فيها كلّ فنية إلى نظرية علاجية خاصَّة بها، إلَّا أنّ انتقاء هذه الفنيّّات يتم بشكل تكاملي، بحيث تسهم كل منها في علاج جانب من جوانب اضطراب شخصية العميل، يتم انتقاء هذه الفنيات لتشكيل منظومة تكامليّة بالرُّجوع إلى تشخيص دقيق لحالة العميل؛ لتحديد أفضل الفنيات ومدى ملائمتهـا للخُطَّة العلاجيّة ولطبيعة الاضطراب أو المشكلة السُّلوكية.

النظرية الانتقائية في الإرشاد النفسي هي منهج مرن وشامل يتيح للمعالجين اختيار وتطبيق تقنيات واستراتيجيات من عدة نظريات علاجية مختلفة بناءً على احتياجات العميل الفردية. بدلاً من الالتزام بنظرية واحدة، يسمح النهج الانتقائي للمرشدين بالاستفادة من أفضل العناصر من مختلف الأساليب لتحقيق أفضل النتائج.

مفهوم النظرية الانتقائية

النظرية الانتقائية تتبنى فكرة أن كل عميل فريد من نوعه، وأن مشكلة كل عميل يمكن أن تستفيد من تقنيات متعددة. يسعى المعالجون الانتقائيون إلى مزج وتطويع استراتيجيات من نظريات مختلفة لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل عميل.

خصائص النظرية الانتقائية

1. المرونة في التطبيق

توفر النظرية الانتقائية للمرشدين المرونة لاختيار التقنيات الأكثر ملاءمة لكل حالة فردية. يمكن للمعالج أن يختار من بين مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والنظريات استنادًا إلى ما يناسب العميل بشكل أفضل.

2. التكيف مع احتياجات العميل

تهدف الانتقائية إلى تقديم العلاج الذي يلبي احتياجات العميل الفردية بدقة. يتم تقييم احتياجات العميل باستمرار وتعديل الاستراتيجيات العلاجية وفقًا لذلك.

3. تكامل النظريات

تسمح الانتقائية بدمج وتكامل أفضل ما في النظريات المختلفة مثل التحليل النفسي، العلاج السلوكي، العلاج الإنساني، والعلاج المعرفي. هذا يسمح بتقديم نهج شامل يعالج الجوانب المختلفة لمشاكل العميل.

4. التقييم المستمر

يتضمن النهج الانتقائي تقييمًا مستمرًا للتقدم المحرز. يتم مراجعة استراتيجيات العلاج بشكل دوري وتعديلها لضمان فعاليتها في تلبية احتياجات العميل.

5. التركيز على النتائج

يركز المرشدون الانتقائيون على تحقيق نتائج ملموسة وفعالة. يتم اختيار الأساليب التي تظهر أكثر فعالية في معالجة مشكلة معينة.

6. الاستناد إلى البحث العلمي

غالبًا ما يعتمد المرشدون الانتقائيون على الأدلة العلمية لتوجيه اختيارهم للاستراتيجيات العلاجية. يتم استخدام البحوث الحديثة لدعم القرارات المتعلقة بتقنيات العلاج.

خصائص النظرية الانتقائية

  • التعرُّف على العناصر الصَّالحة في جميع أنظمة الشخصية، دمجها في كل متماسك يتمثل في السلوك.
  • اعتبار أنَّ جميع النظريات وأساليب القياس والتقويم من العوامل التي تسهِّل في عملية الإرشاد والعلاج النفسي.
  • عدم التركيز على نظرية واحدة، بل يكون المرشد ذو عقل منفتح من خلال تجاربه المستمرة التي تؤدِّي إلى نتائج سليمة.
  • إنّ الاتجاه الانتقائي ليس ذلك الاتجاه الذي يشكل خليطاً من الحقائق غير المترابطة، أيضاً إنّه ليس مرتبطاً ببناء نظري موحَّد.
  • الاتجاه الانتقائي لا تنقصه الرؤية الواسِعة.
  • تعتمد هذه النظرية على الناحية المنهجية العلمية والعملية، فالحلم ليس نظرية بل شيء تجريبي.
  • الأسلوب الانتقائي استقرائي أكثر منه استنتاجي.
  • إنّ النظرية الانتقائية عبارة عن جهد منظَّم بقصد إقامة علاقات وثيقة متبادلة ومتكاملة بين الحقائق ذات العلاقة الوثيقة فيما بينها مهما اختلفت.

خصائص تشترك فيها وجهات النظر المتعددة في النظرية الانتقائية

  • التركيز الإكلينيكي على اللحظة الحاضرة، فالفراغات في مجرى الشُّعور تعتبرها هامَّة.
  • المشاعر هي منظّمات السلوك.
  • الذَّات ومفهوم الذَّات مع الصورة المرتبطة له أهمية أساسية.
  • إنّ الاختبارات والخطط والثبات والاهتمامات الفلسفية والأخلاقية متضمنة في العلاج،
  • العلاج عملية تطبيقية تنطوي على استخدام أي تكنيك فعَّال أو فكرة فعّالة.

سلبيات النظرية الانتقائية

  • كان الاتجاه الانتقائي موضع نقد كامل وواسع، من الكثير من معتنقي النظريّات والمدارس النفسية الأخرى.
  • يرى روجرز أنَّ محاولة ثورن، ما هي إلَّا محاولة سطحية للتوفيق بين مدارس فكرية مختلفة لا توصِّل لأيِّ هدفٍ واضحٍ.
  • يرى بعض الباحثون أنَّ هذا الاتجاه يقود إلى تعارض وتحويل واضحين.
  • يرى باترسون أنّ ثورن قد ألقى ظلَّاً واسعاً من الشَّك على ما قام به من أعمال.
  • إنَّ مفهوم “تناول الحالة” الذي اتخذه ثورن، يذهب إلى مكان أبعد من التعريفات المعتادة للإرشاد النَّفسي.

إيجابيات النظرية الانتقائية

  • يرى باترسون بأنّ عمل ثورن يُعد محاولة شجاعة، خاصَّةً إذا كان هدفنا هو تكامل كلِّ المعرفة النفسية في نسق شامل.
  • لم يكن في عام 1945 بين علماء النفس الإكلينيكي من يعتبر نفسه انتقائياً، لكن مع حلول عام 1970، أصبح 50% أو أكثر من العلماء النفسيين الذين اعتبروا انتقائيين.
  • تقلِّل من العيوب الموجودة في كلِّ نظرية.
  • تخلِّص كل المُمارسين المهنيين من الانتماء غير المبرر لمدرسة فكريّة أو نظريَّة بعينها.
  • سهولة التطبيق.
  • تمكِّن من الاستفادة من كل الأُطر النظرية المتاحة.

شارك المقالة: