يركز النهج الذي يتم اتباعه جزئياً على مقارنة أدوات تقييم الشخصية متعددة الأبعاد، التي تم إنشاؤها باستخدام تحليل العوامل، على الرغم من القيود المعروفة أصبح استبيان التقرير الذاتي هو الطريقة السائدة لتقييم الشخصية، على الرغم من أنّ الأساليب الأخرى للتقييم لا تزال قيد الاستخدام، فإنّ أدوات التقرير الذاتي تظل الشكل السائد للتقييم.
أهم طرق تقييم الشخصية:
الأساليب الذاتية:
الأساليب الذاتية هي تلك التي يُسمح فيها للفرد بالكشف عما يعرفه عن نفسه كموضوع للمراقبة، إنّها تستند إلى ما يقوله الموضوع نفسه عن سماته ومواقفه وخبراته الشخصية وأهدافه واحتياجاته واهتماماته، بعض الأساليب الشخصية الهامة هي السيرة الذاتية وتاريخ القضية والمقابلة والاستبيان أو الجرد.
- السيرة الذاتية: السيرة الذاتية هي سرد من قبل الفرد، إما بحرية أو وفقاً لعناوين موضوعية معينة يقدمها الفاحص لتجاربه طوال الحياة، لأهدافه وأغراضه واهتماماته ومواقفه الحالية، للموضوع حرية اختيار الخبرات التي تهمه وتكشف عن شخصيته، العيب هو أنّ ما خرج من حياته هو ذلك الجزء من تجربته الذي يرغب في الكشف عنه.
- تاريخ الحالة: يعتمد تاريخ الحالة إلى حد كبير أو أقل على السيرة الذاتية، في تاريخ الحالة نقوم بدمج المعلومات التي نحصل عليها من مصادر مختلفة حول الفرد، هذا يتطلب العديد من المقابلات مع الأفراد وغيرهم من الأشخاص الذين يعرفون الفرد، تقدم تقنية دراسة الحالة معلومات حول والدي الفرد وأجداده وخلفيته المنزلية وتاريخه الطبي ومسيرته التعليمية وصداقاته وحياته الزوجية ومهنته وغيرها.
- المقابلة: المقابلة هي الطريقة الأكثر شيوعاً للحكم على الشخصية، يقوم القائم بإجراء المقابلة بالسؤال أو السماح للفرد بالتحدث بحرية للحصول على صورة واضحة عن الفرد، من خلال ما يقوله يعرف القائم بإجراء المقابلة اهتماماته ومشاكله وأصوله وحدوده، البعد الرئيسي فيما يتعلق بالمقابلة قد تختلف في الصلابة أو المرونة التي يتمسك بها القائم بإجراء المقابلة، ذلك بمخطط أو جدول زمني للأسئلة أو الموضوعات، في بعض الأحيان من المفيد أن يكون لدينا قائمة محددة بالنقاط التي يجب تناولها على التوالي.
- الاستبيانات: الاستبيانات هي سلسلة من الأسئلة المطبوعة أو المكتوبة التي من المفترض أن يجيب عليها الفرد، عادة من المتوقع أن يجيب الموضوع على كل سؤال عن طريق التحقق أو التطويق أو وضع خط تحته “نعم” أو “لا” المقدمة مقابل السؤال، يقوم المحقق بحساب عدد نعم ولا، بالتالي فهو في وضع يسمح له بتحديد ما إذا كان فرد معين يمتلك سمات معينة أم لا، تصف الأسئلة أو العبارات المقدمة سمات معينة من المشاعر أو المواقف أو السلوكيات في المواقف التي تكشف عن الشخصية.
الأساليب الموضوعية:
لا تعتمد الأساليب الموضوعية على تصريحات الموضوع الخاصة به عن نفسه، لكن على سلوكه العلني كما يتضح للآخرين الذين يعملون كمراقبين أو ممتحنين أو قضاة، يتم ملاحظة الموضوع أو دراسته قدر الإمكان في مواقف معينة من الحياة، حيث يتم إدخال سماته الخاصة وعاداته واحتياجاته وخصائصه الأخرى ويمكن بالتالي ملاحظتها مباشرة من قبل الفاحص، بعض الأساليب الموضوعية هي مواقف الحياة المصغرة والملاحظة غير المرصودة والقياسات الفسيولوجية ومقاييس التصنيف.
1. في مواقف الحياة المصغرة:
في مواقف الحياة المصغرة يتم إنشاء مواقف مصطنعة تشبه مواقف الحياة الحقيقية ويتم ملاحظة وتقييم ردود فعل وسلوك الشخص، يمكن إنشاء المواقف التي تنطوي على الصدق والتعاون والمثابرة والعمل الجماعي، يمكن ملاحظة سلوك الموضوع والحكم عليه وفقاً لذلك، لاختيار القادة في الجيش غالباً ما تستخدم هذه الطريقة بميزة كبيرة، يمكن أيضاً تقييم ردود الفعل على الفشل والنجاح من خلال وضع الأشخاص في المواقف التي يفشلون فيها ويشعرون بالإحباط أو الرضا.
2. طريقة المراقبة غير المرصودة:
طريقة المراقبة غير المرصودة تحظى بشعبية كبيرة في مراكز تنمية الطفل في عيادات التوجيه، يُطلب من الفرد أداء بعض المهام أو يُترك بنفسه ويتم ملاحظة سلوكه من خلال مرآة أحادية الاتجاه أو شاشة أو جهاز آخر، يتم سماعه من خلال إعداد ميكروفون مخفي، تعديل واحد لهذه الطريقة هو المراقبة المطولة للفرد في نفس الموقف لعدة أيام معاً.
أو يتم ملاحظة الموضوع من قبل أكثر من شخص ويتم تجميع الملاحظات معاً، بالطبع قبل بدء المراقبة يجب التوصل إلى قرارات معينة بشأن ما يجب مراقبته، إحدى الحالات الرائعة التي يجب أخذها في هذه الطريقة هي التمييز بين ما يتم ملاحظته وما يتم تفسيره.
3. في جداول التصنيف:
في مقاييس التصنيف نصنف الفرد على امتلاك أو عدم وجود سمات معينة على مقياس معين، يتم إعطاء الفرد مكان على المقياس أو الدرجة التي تشير إلى الدرجة التي يمتلك بها الشخص سمة سلوكية معينة، على سبيل المثال إذا أردنا تقييم الأفراد بناءً على قدرتهم الاجتماعية، فقد نطلب من ثلاثة أو أربعة مشرفين أو مدرسين الإشارة إلى مكان كل طالب على المقياس الذي قد يكون على النحو التالي:
يحتوي هذا المقياس على خمس درجات من السمة ليتم تصنيفها، أيّ أنه مقياس مكون من خمس نقاط، تحتوي بعض المقاييس على ثلاث أو سبع درجات، يكمن القيد الرئيسي لمقياس التصنيف في حقيقة أن المراجعين لدينا يجب أن يكونوا مدربين جيداً ويجب أن يكون لديهم معرفة محددة بالمتغيرات، في كثير من الأحيان يرتكب القائمون بالتقييم خطأً في أنهم يعينون تقديرات تتجمع حول النقطة المتوسطة، إن وجدت في اتجاه الاتجاه المناسب للمقياس.
إنهم يكرهون الالتزام بأقصى درجات مقياس التصنيف ومن المرجح بشكل خاص تجنب التصنيفات غير المواتية للغاية، يمكن استخدام مقاييس التصنيف فقط من قبل أولئك الذين يعرفون الأشخاص الذين تم تصنيفهم والذين لاحظوها، فيما يتعلق بالسمة التي قاموا بتقييمهم من أجلها.
طرق الإسقاط:
في هذه الأساليب أو التقنيات لا يلاحظ الفاحص السلوك العلني للموضوع كما هو الحال في مواقف الحياة المصغرة، لا يطلب من الموضوع إبداء رأيه في سلوكه أو شعوره تجاه بعض التجارب، بدلاً من ذلك يُطلب من الموضوع أن يتصرف بطريقة إبداعية، أي عن طريق تأليف قصة أو تفسير بقع الحبر أو بناء بعض الأشياء من مادة بلاستيكية ورسم ما يريد.
بالتالي يتم تشجيع الموضوع على عرض أو طرح أفكاره وعواطفه ورغباته وردود أفعاله الأخرى بحرية في بعض المواقف التي يتم توفيرها، بالتالي تهدف هذه الأساليب إلى الكشف عن السمات الأساسية والحالات المزاجية والمواقف والتخيلات التي تحدد سلوك الفرد في المواقف الفعلية، الافتراض الذي يقوم عليه استخدام الأسلوب الإسقاطي هو أنّه في ما يدركه في بيئته غير المهيكلة وغير المحددة وما يقوله عنها، يكشف الفرد عن خصائصه العميقة أو شخصيته.
تشترك التقنيات الإسقاطية في عدة ميزات، تكون مادة التحفيز بشكل عام محايدة أو غامضة أو غير محددة بشكل أو بآخر، بحيث يمكن للموضوع أن يترك بسهولة انطباع عن شخصيته عليها، كما إنّ الواقع النفسي وليس الواقع الفعلي لعالم الذوات مهم رغباته ومواقفه ومعتقداته ومُثله وصراعاته وخيالاته، يتم الكشف عن الجوانب الضمنية أو اللاواعية للشخصية في هذه التقنيات، بالتالي تلعب المبادئ النفسية الديناميكية دور مهم في التفسيرات.
من المرجح أن يقوم المترجم غير المدرب بإبراز تحيزاته وأوهامه في تفسيراته لإنتاجات الموضوع، بعض التقنيات الإسقاطية المهمة هي اختبار (Roareschach) أو (TAT) أو اختبار الإدراك الموضوعي أو اختبارات إكمال الجمل أو (Tantophone) أو تقنيات اللعب أو طريقة ربط الكلمات أو طريقة ربط الصورة.
اختبار بقعة حبر روشارخ (Rosschach Ink Blot):
تمّ تطوير اختبار بقعة الحبر بواسطة عالم النفس السويسري هيرمان روشارخ، يتكون من 10 بقع حبر ذات تصميمات متماثلة، خمسة من هذه البطاقات بالأبيض والأسود، اثنتان بها بقع من الأحمر وإليك بألوان أخرى، عادة ما يتم إجراء الاختبار بشكل فردي، عندما يتم عرض البطاقة أو وضعها أمام العميل، يُطلب منه إخبار ما يراه في بقعة الحبر أو ما يعنيه بالنسبة له أو ما قد يكون هذا، في المرحلة الثانية التي تسمى التحقيق، يتحقق الفاحص بشكل كامل ليس فقط مما يراه الشخص ولكن أيضاً ماذا وكيف يراه.
في المرحلة الثالثة التي تسمى اختبار الحدود، يحاول الفاحص التأكُّد مما إذا كان الموضوع يستجيب للون والتظليل والجوانب الأخرى ذات المعنى لبقع الحبر، أو ما إذا كان الموضوع بأكمله أو أجزاء منها يستخدمها الموضوع في استجابات، تخضع كل هذه الردود بعد ذلك إلى نظام تسجيل من تصميم (Beek أو Klopfer و Kelley) ثم يتبع التفسير، يتم تفسير فئات الدرجات للاختبار مثل الحركة واللون، على أنّها تشير إلى وظائف مختلفة للإبداع الفكري للشخصية والعاطفية المنبعثة والعقل العملي وما شابه.
من المعايير المستندة إلى العمل مع موضوعات في مجموعات متنوعة جيدة التوصيف وأفراد عاديين، كذلك عصبيين وذهانيين، يمكن تفسير نمط درجات الشخص على أنّه ينتمي إلى تكوين شخصي أو آخر، نحن بحاجة إلى موظفين مدربين تدريباً عالياً لإدارة وتفسير (Rosschach)، هو اختبار يستغرق وقتاً طويلاً وهناك حدوده.
اختبار الإدراك الموضوعي:
(تات) التي طورها موراي ومورجان (1935) تتكون من سلسلة من 20 صورة، يُطلب من الشخص أن يروي القصة التي يقترحها كل واحد عليه، هذه الصور مرتبة في مجموعات مناسبة للبالغين من الذكور والإناث وللأطفال، في كل صورة يروي الموضوع القصة عن طريق تحديد الشخصيات، كذلك شرح علاقاتهم ببعضهم البعض ووصف ما سبق الموقف الموضح في الصورة وذكر النتيجة.
يتم تحليل سجل القصة وفقاً للنظريات الرئيسية، مثل البطل والاهتمامات الجنسية والطموحات المهنية والصراعات الأسرية والوضع الاجتماعي وما إلى ذلك، يجب ملاحظة تكرار موضوع معين أو موضوع معين بعناية، يعرض هذا الموضوع المواقف الضمنية وعادات التفكير والمثل والدوافع الخاصة بالموضوع، بالإضافة إلى خصائص الشخصيات الأخرى، يلقي اختبار (Rosschach) الضوء على هياكل الشخصية بينما يلقي اختبار (TAT) الضوء على أداء الشخصية.
تقنيات اللعب:
تقنيات اللعب قابلة للتطبيق على الأطفال أكثر من الكبار، يُسمح للموضوع أو يُشجع على إنشاء مشاهد باستخدام الدمى والألعاب والمكعبات ومواد البناء الأخرى، هذه التقنية لها قيمة تشخيصية وعلاجية وتستخدم بشكل متكرر في عيادات توجيه الأطفال.
اختبار اقتران الكلمات:
أسلوب آخر شائع الاستخدام هو طريقة ربط الكلمات، حيث يتم تقديم الموضوع بقائمة من الكلمات واحدة تلو الأخرى، مع تعليمات للرد بالكلمة الأولى التي تدخل ذهنه، يقوم الفاحص بتدوين الوقت اللازم للتسامح مع كل إجابة والردود نفسها، يساعدنا الخروج عن متوسط الوقت ومحتوى الاستجابات غير المعتادة على تحديد مواقف أو مخاوف أو مشاعر معينة.
اختبار اقتران الصور:
إحدى التقنيات الإسقاطية الحديثة هي طريقة ربط الصور التي يتم فيها استبدال صور المواقف الاجتماعية بالكلمات كمواد محفزة، تعتبر دراسة الصورة المحبطة لـ (Rosensweig) تقنية معروفة من هذا النوع، في الآونة الأخيرة تمّ تكييفه في الهند من قبل الدكتور أوديا باريك، هو يتألف من 24 رسم كاريكاتوريا مثل الرسومات التي تصور المواقف اليومية للإحباط أو التوتر التي تشمل أفراده.
عادةً ما يظهر أحدهم على أنّه محبط للآخر، يُطلب من الموضوع أن يكتب أو يقول في مربع التعليق الفارغ فوق رأس الشخص المحبط أول ارتباط يتبادر إلى ذهنه حسب الاقتضاء، ثمّ تكشف الجمعيات عن مجالات الصراع والقلق والتوتر في حياة الفرد.