أوجه الاتفاق ما بين لغة الجسد والكلام المنطوق

اقرأ في هذا المقال


أوجه الاتفاق ما بين لغة الجسد والكلام المنطوق:

يعتقد البعض أنّ الكلام المنطوق نمط سلوكي يختلف بوظائفه عن النمط غير اللفظي المتمثل بلغة الجسد، ولكن المتعمق في أساليب الإرسال والاستقبال يدرك أنّ لغة الجسد لا تصلح دون الكلام المنطوق وتفقد الكثير من بريقها، وكذلك الأمر بالنسبة للغة المنطوقة فهي لا تملك أية جمالية دون الكلام غير المنطوق المتمثّل بلغة الجسد، فكلاهما يلتقيان بالعديد من نقاط الاتفاق التي لا تنفصل أبداً.

أيهما أقدم لغة الجسد أم الكلام المنطوق؟

اختلف العلماء حول أقدمية لغة الجسد أو الكلام المنطوق ولا يوجد دليل يثبت ذلك، ولكن يبدو أنّ كلاهما وجد برفقة الآخر دون القدرة على إعطاء الأفضلية للغة الجسد أو لكلام المنطوق، والسبب في ذلك أنّنا عندما نتحدّث ونعبّر عن مشاعرنا بالكلمات، نفقد الكثير من جمالية الكلام ما لم يتوافق مع لغة الجسد، والسبب في ذلك أنّ المصداقية التي نكتسبها من الآخرين تكون عبر الحركات والإيماءات التي نتجسّدها عبر لغة الجسد.

قد لا نتمكّن من إتقان جميع لغات العالم، ولكننا نستطيع أن نقرأ مشاعر الحزن والفرح والغضب لدى أي ثقافة في العالم، مهما اختلف العرق أو اللون أو اللغة أو المكان أو الزمان، وهذا الأمر يعطي لغة الجسد أفضلية على اللغة المنطوقة، ولكن لا يمكننا أن نستمر في القيام بلغة الجسد وحدها لأهمية الكلمات المنطوقة في المنظومة الفكرية.

العلاقة ما بين لغة الجسد واللغة المنطوقة علاقة توافقية:

اللغة المنطوقة أكثر مباشرة وخاصة إذا ما توافقت مع حركات لغة الجسد، فعندما نتحدّث عن الصدق لا بدّ وأن تتوافق تعابير وجوهنا وإيماءات أجسادنا مع طبيعة الكلام المنطوق، وإن حدث أي خلل بتلك المنظومة المشتركة يدخل الشك والريبة فيما بين الجانبين، إذ لا بدّ للغة الجسد أن تستخدم الأعضاء التي تظهر الحزن او الغضب أو القلق بما يتناسب وطبيعة الموقف والحديث المنطوق.

لغة الجسد لغة مساندة للكلام المنطوق تضفي عليه جمالية لا يمكن الاستغناء عنها وتثبت قوائمه كما هو مطلوب، إذ أننا نرغب عادة في مراقبة تعابير الوجه والإيماءات التي تظهر على الأشخاص الذين نتحدّث معهم؛ لمعرفة مدى مصداقيتهم من خلال قراءة لغة جسدهم بأفضل طريقة ممكنة، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد والكلام المنطوق وحدة متكاملة لا يمكن الفصل بينهما.


شارك المقالة: