لغة الجسد أكثر صدقا من الكلام المنطوق

اقرأ في هذا المقال


لغة الجسد لا تكذب:

في كثير من المواقف نضطر إلى استخدام بعض الأكاذيب عن طريق الكلام المنطوق للتخلّص من موقف ما، أو لمحاولة التأثير في الآخرين للوصول إلى غاية ما أو مصلحة مادية أو معنوية، ولكنّ لغة الجسد في هذه الحالة تنفصل عن السلوك اللفظي المنطوق وتختلف معه ولا تقوم على تكملته؛ وذلك لأنّ الأوامر التي يعطيها العقل تختلف عن تلك التي تخرج من الفم، فتعمل أعضاء الجسد على إصدار حركات متوتّرة قلقة على شكل لغة جسد لا تمثّل الواقع الذي يتم الحديث عنه.

أشكال الكذب في لغة الجسد:

يعتبر الخداع والكذب جزء من الحياة اليومية للكثير من البشر في الكثير من المجتمعات، فيكذبون لتلطيف علاقاتهم الاجتماعية مع الآخرين، وأحياناً يكون هذا الكذب تافه دون أي مبرّر ولا يؤثر على أحد وليس من اللائق كشفه أمام من يكذبون، ويكون في بعض الأحيان مهم وله أبعاد خطيرة، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث والملاحظات أننا قد نكذب في أثناء تواصلنا اللفظي مع الآخرين، إلا أنّ أجسادنا ترفض الكذب، ونستطيع من خلال النظر إلى إيماءات الوجه، ونظرة العين، ووضعية الجسم، ونبرة الصوت، وطريقة الحديث أن نقرأ لغة جسد الآخرين وأن نكشف الحقيقة دون زيف أو خداع.

تتباين القدرة على استخدام لغة الجسد بشكل كبير بين الناس، من حيث إمكانية التحكّم بتعابير وجوههم وخاصة في حالات الكذب والخداع، إذ يمكن أن يظهر التواصل غير الملفوظ عبر لغة الجسد الأفكار والمشاعر والمقاصد الحقيقية لشخص ما، ولهذا السبب يشار للسلوكيات غير الملفوظة عبر لغة الجسد بأنها تصريحات لأنها تخبرنا بالحالة العقلية الحقيقية للآخرين، لأنّ الناس لا يكونون دائماً مدركين أنهم يتواصلون بطريقة غير ملفوظة.

لغة الجسد أكثر صدقا من الكلام المنطوق:

غالباً ما تكون لغة الجسد أكثر واقعية من التصريحات الملفوظة التي تتمّ بوعي لتحقّق أهداف المتحدّثين، وإذا ما نظرنا في الحركات الجسدية التي تصدر عن أجسادنا سنجدها منتسبة إلى شيئين، أحدهما إرادي وثانيهما تلقائي غريزي، فحركات الجسد الإرادية هي ما يقصد القيام به من حركات مثل حكّ الرأس، ووضع الأصبع في الأذن عند سماع صوت مزعج أو إغلاق الأنف في حالة اشتمام رائحة كريهة، أمّا الحركات اللاإرادية فهي التي تحصل بشكل غريزي مثل احمرار الوجه والتعرّق إلى غير ذلك.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.


شارك المقالة: