إعادة التأطير أو التسمية لإعادة التنظيم الأسري في الإرشاد والعلاج الأسري:
ينظر كل شخص إلى الوقائع والقضايا من منظوره الشخصي، ويدركها بأسلوبه الخاص، وعندما يدرك المرشدون الإطار الخاص بالعضو أو بالعائلة، من ثم يطرحون لهم إطار آخر لرؤية الأمور والقضايا بمنظور معاكس أو مناقض لما يدركونها، فإن المرشدون هنا يستخدمون ما يُعرف بإعادة التأطير أو التسمية.
يستخدم المعالج الأسري هذا الأسلوب لكي يتمكن من الانسجام مع العائلة، ويتمكن من توضيح منظور ثاني للمشكلة، التي يعاني منها الأعضاء في العائلة، أو ينقل لهم صورة عن مشكلتهم أكثر صحة وإيجابية من الجهة التي يرونها هم، حيث أن هذا التكنيك يقدم توضيح مختلف يمكن من يقوم بتبديل وجهة نظر العائلة للمشكلة والموقف من خلال انتزاع أمر من الفئة التي ينتمي لها بأسلوب منطقي أو وصفة في جهة أخرى.
يقول العالم جلادنج أن أسلوب إعادة التأطير أو التسمية يشمل استخدام اللغة، حيث تعتبر الطريقة اللغوية التي يستخدمها المرشد الأسري هي المسؤولة عن إحداث تغير في إدراك العائلة لمشكلتهم بشكل جديد، حيث يوضح المرشد الأسري بأسلوبه اللغوي سلوكات الأعضاء والمواقف والأحداث التي تحصل في حياة العائلة، ويجعلهم ينظرون إليها من منظور آخر.
إن تكنيك إعادة التأطير أو التسمية لا يغيير في المواقف والأحداث بحد ذاته، إنما يقوم بتغيير المعنى الذي يصف هذه الأحداث والمواقف، مثلاً: يقوم المرشد الأسري باستبدال كلمة “الاكتئاب” التي تم وصف الابن بها بكلمة “اللامبالاة” أو “التمرد”.
وبذلك يقوم المرشدون الأسريون بتغيير واستبدال المعاني والممارسات المتشائمة أو غير المقبولة بعبارات أكثر إيجابية ومتفائلة، مثال: كأن يقول الوالد: إن ابني الغبي والكسول، كلما طلبت منه أمر لا يستجيب لي، ذكرته بأعماله كثيراً لكنه لم يقوم به، فيستخدم هنا المرشد تكنيك إعادة التأطير أو التسمية بقوله: عندما كان ابنك واقفاً يفكر، قمت أنت بتذكيره بواجباته، فذلك بعد أن كان ينظر الوالد إلى ابنه إلى أنه كان كسول، يغير منظوره الشخصي اتجاه ابنه، بأنه كان واقفاً يفكر وليس حالة من الكسل.
حيث أن كل شخص منا عندما تتغير نظرته إلى موضوع ما يصبح عنده دافعية تجاهه، ويرغب في تحسينه وتطويره إلى الأفضل، ففي المثال السابق أصبح الوالد ينظر إلى ابنه بشكل إيجابي أكثر، وربما مع الأثناء إليه تتحسن تصرفات الطفل إلى الأفضل.