إيجابيات وسلبيات الإرشاد الأسري

اقرأ في هذا المقال


أكدت مجموعة من الدراسات على أن دور الأسرة والبيئة الاجتماعية تساهم في تغيير الطفل ونموه، والتي تهدف جميعاً الى تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة وتحقيق انسجام أمثل لجميع الأفراد، ويرى أنصار هذا الاتجاه أن وجود مشكلة لدى الفرد تعكس وجود خلل لدى الأسرة وأن مشكلة الفرد تشكل مشكلة للأسرة بأكملها.

إيجابيات الإرشاد الأسري

يوجد للإرشاد الأسري مجموعة من الإيجابيات ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

1. تحسين التواصل بين أفراد الأسرة

أحد أكبر الفوائد للإرشاد الأسري هو أنه يساعد على تحسين مهارات التواصل بين أفراد الأسرة. من خلال الجلسات العلاجية، يتعلم الأفراد كيفية التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة صحية وبناءة. هذا التواصل المفتوح يمكن أن يقلل من سوء الفهم ويسهم في تحسين العلاقات الأسرية.

2. تعزيز الفهم المتبادل

يعمل الإرشاد الأسري على مساعدة أفراد الأسرة في فهم مشاعر وآراء بعضهم البعض بشكل أفضل. غالبًا ما يؤدي التوتر أو النزاعات إلى تشويه فهم الشخص للآخرين داخل الأسرة، ويأتي دور المستشار لتوضيح تلك الأمور والمساعدة في خلق بيئة من الفهم والاحترام المتبادل.

3. حل المشكلات العائلية

يقدم الإرشاد الأسري أدوات واستراتيجيات فعّالة لحل المشكلات العائلية. قد تكون هذه المشكلات متعلقة بالتربية، أو العلاقات بين الزوجين، أو الصراعات بين الإخوة. المستشار العائلي يساعد في تحليل المشكلات وتقديم حلول تستند إلى الخبرة والمعرفة.

4. تعزيز الصحة النفسية

الإرشاد الأسري لا يركز فقط على العلاقات العائلية بل يسهم أيضًا في تعزيز الصحة النفسية لكل فرد. تحسين التواصل وحل النزاعات يمكن أن يقلل من التوتر والقلق الذي يشعر به أفراد الأسرة، ويساعد في تعزيز الشعور بالراحة النفسية والاستقرار.

5. تقوية الروابط العائلية

يعد الإرشاد الأسري وسيلة فعالة لتقوية الروابط العائلية. العمل معًا لحل المشكلات والتغلب على الصعوبات يخلق شعورًا بالانتماء والدعم المتبادل، مما يعزز وحدة الأسرة ويزيد من قوة العلاقة بينهم.

سلبيات الإرشاد الأسري

1. التكاليف المرتفعة

من أبرز سلبيات الإرشاد الأسري هو التكلفة المالية العالية التي قد تترتب عليه. العديد من العائلات قد لا تستطيع تحمل تكاليف العلاج المستمر، مما يجعل من الصعب على البعض الوصول إلى هذا النوع من الدعم. كما أن الاستمرارية في الجلسات قد تتطلب استثمارًا طويل الأمد.

2. الوقت والالتزام

الإرشاد الأسري يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين من جميع أفراد الأسرة. المشاركة في الجلسات بشكل منتظم والالتزام بالإرشادات قد يكون صعبًا على العائلات التي تعاني من جداول زمنية مزدحمة. قد يتطلب الإرشاد وقتًا طويلاً قبل رؤية نتائج ملموسة، مما قد يؤدي إلى شعور البعض بالإحباط أو الاستسلام.

3. التحديات في التغيير

على الرغم من الفوائد التي يقدمها الإرشاد الأسري، فإن تطبيق التغييرات في الواقع اليومي قد يكون تحديًا صعبًا لبعض الأسر. قد يكون من الصعب على الأفراد تغيير سلوكياتهم وعاداتهم، حتى عندما يدركون أنها تؤدي إلى مشكلات داخل الأسرة. هذا التحدي قد يتسبب في تراجع بعض الأسر عن العلاج أو الشعور بأن الجهود المبذولة غير مثمرة.

4. مقاومة الأفراد

في بعض الأحيان، قد يقاوم أفراد الأسرة فكرة الإرشاد أو المشاركة فيه. البعض قد يشعر بأنهم ليسوا بحاجة إلى المساعدة أو أن المشاكل التي يعانون منها ليست خطيرة بما يكفي لتتطلب إرشادًا. هذه المقاومة قد تعوق تقدم الجلسات وتجعل من الصعب تحقيق نتائج إيجابية.

5. التأثير العاطفي

بعض الجلسات العلاجية قد تؤدي إلى فتح جروح عاطفية أو مواجهات مؤلمة بين أفراد الأسرة. قد يتسبب ذلك في زيادة التوتر في البداية أو ظهور مشاعر الحزن والغضب. قد يشعر الأفراد بأنهم في موقف ضعيف أو غير مرتاح أثناء مناقشة مشكلاتهم العائلية أمام مستشار.


شارك المقالة: