المقابلة في الإرشاد النفسي:
إنّ لكلّ عمل أو إنجاز نقوم به اتجاه هدف معيّن نرغب في تحقيقه ولفت النظر إليه، إمّا أن يكون اتجاهاً مباشراً أو غير مباشر لتحقيق الغايات والأهداف التي لا بدّ من تحقيقها، وعملية الإرشاد النفسي كغيرها من العلوم التي تهدف إلى تحقيق الأهداف، التي تقوم على أساس من الاتجاهات المباشرة وغير المباشرة، ويتمّ تطبيق هذه الاتجاهات من قبل المرشد النفسي خلال العملية الإرشادية.
ما أبرز اتجاهات المقابلة الإرشادية؟
الاتجاه المباشر:
وما يميّز هذا الاتجاه عن غيره من الاتجاهات أنّ دور المرشد النفسي فيه يكون رئيسياً، بحيث يكون قادراً على إدارة العملية الإرشادية بصورة مركزية جدّاً، ويعمل على توجيه المسترشد بالطريقة التي تتناسب مع طبيعة تفكيره، ويقوم على تحديد كافة الأهداف المرجو إنجازها مع نهاية العملية الإرشادية وتحديد وسائل الاتصال فيما بينه وبين الشخص الخاضع للعملية الإرشادية.
إنّ المرشد النفسي من خلال هذا الاتجاه الارشادي يقوم بتحديد النقاط التي يعمل على تحديدها في شخصية المسترشد، على أنها نقاط سلبية لا بدّ من تعديلها خلال سير العملية الإرشادية، ويقوم بتحديد عدد من نقاط القوة التي لا بدّ للمسترشد من الالتزام بها وتطبيقها بدقة للوصول إلى النتائج المتوّقعة مع نهاية العملية الإرشادية، بصورة محدّدة ومباشرة بعيداً عن الإيماءات او الغموض في الأسلوب، ويمتاز هذا الأسلوب بسرعة الإنجاز والقدرة في الحصول على أكبر قدر ممكن من النتائج المطلوبة في وقت قصير مقارنة مع الاتجاهات المستخدمة الأخرى في العمل الإرشادي.
الاتجاه غير المباشر:
ويقوم المرشد النفسي خلال هذا الاتجاه بتحديد عدد من المتطلبات والأهداف، التي يرغب في إنجازها في نهاية المقابلات، ولكن بصورة غير مباشرة مع المسترشد، بحيث يعمل المرشد على السيطرة على زمام المقابلات الإرشادية ووضع عدد من الخطوات التي يبدأ في إثباتها لدى شخصية المسترشد، ولكن بصورة تتطلّب الكثير من الوقت والجهد على خلاف الاتجاهات المباشرة، وعادةً ما يتمّ تحقيق أكبر قدر ممكن من النتائج الإيجابية مع نهاية العملية الإرشادية التي تمّ تطبيقها من خلال هذا الاتجاه؛ لوجود فترة زمنية تسمح في العلاج الوقائي والعلاج الآني للمشكلة على المدى الطويل.