اختبار الشخصية الواضحة في علم النفس

غالبًا ما تُستخدم اختبارات الشخصية لاكتساب نظرة ثاقبة حول من هم الأشخاص وما الذي يحفزهم، مثلاً من منظور صاحب العمل يمكن لفهم شخصية الموظف المحتمل أن يلقي الضوء على أسلوب عملهم وكيف يمكن أن يتناسبوا مع ثقافة عمل الشركة، ومن منظور المعالج النفسي يمكن لفهم شخصية العميل أن يرمي لمقدار ما يمتلكه هذا العميل من قدرات ومعارف للبدء في المساعدة والتوجيه أو العلاج النفسي من خلاله.

اختبار الشخصية الواضحة في علم النفس

انطلاقًا من مجال علم النفس تم استخدام اختبار الشخصية الواضحة في علم النفس لفهم سمات الشخصية بشكل أفضل في مجموعة متنوعة من الإعدادات بما في ذلك إن لم يكن بشكل خاص مكان العمل والإرشاد النفس، خلاف ذلك يمكن أن تكون مفيدة في التشخيصات النفسية من قبل متخصصي الصحة النفسية العقلية، أو التنمية الشخصية أو رعاية العلاقات الاجتماعية والشخصية الإيجابية مع الآخرين، على مر السنين انتشر عدد لا يحصى من اختبارات الشخصية ولا يزال الكثير منها منتشرًا أو يمكن الوصول إليه بسهولة عبر الإنترنت.

ترتبط جذور اختبار الشخصية الواضحة بجذور علم النفس الناشئ كعلم محترم، يعود علم النفس نفسه إلى ويثيلم فونت أبو علم النفس، الذي ميز لأول مرة بين شخصية الإنسان وجسم الإنسان خلال القرن التاسع عشر، لكن اختبار الشخصية الواضحة لم يكن موجودًا حتى ما بعد الحرب العالمية الأولى في القرن العشرين باستخدام ورقة بيانات وودوورث الشخصية، والتي تم استخدامها لتقييم الصدمات النفسية عند الجنود العائدين.

في ذلك الوقت تقريبًا كان اختبار الشخصية الواضحة والذي حظي بشعبية هو اختبار بقعة الحبر للمحلل النفسي هيرمان رورشاخ المعروف باسم اختبار رورشاخ والذي لا يزال يستخدم أحيانًا حتى اليوم في علم النفس.

أفضل أنواع اختبار الشخصية الواضحة في علم النفس

في الوقت الحاضر ليس من غير المألوف مواجهة اختبار الشخصية الواضحة وخاصة أثناء أداء الشخص لدوره الاجتماعي كعضو مهم في العكل أو الجماعة الخاصة به أو العلاقات الشخصية الخاصة، فغالبًا ما يستخدم العديد من الباحثين اختبارات شخصية مختلفة لفهم سمات شخصية الشخص المقابل الذين يتعاملون معه، يمكن أيضًا استخدام تقييمات الشخصية السابقة لتقدير احتمالية النجاح في الأهداف المتنوعة.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا مؤشر نوع مايرز بريجز فغالبًا ما تستخدم العديد من الجهات مؤشر نوع مايرز بريجز أثناء التعامل مع شخص محدد مثل أصحاب العمل عند البحث عن موظفين، تحدد أسئلته أين يقع مقدم الطلب ضمن أربع مجموعات رئيسية تتمثل في الانبساط مقابل الانطواء، والحكم مقابل الإدراك، والحدس مقابل الإحساس والتفكير مقابل الشعور، ونتائج هذه المجموعات تضع المتقدمين للاختبار في واحد من 16 نوعًا من الشخصيات، بإجمالي 93 سؤالاً ويعتبر تقييم طويل إلى حد ما لتحديد الشخصية الواضحة.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا أيضاً الملف الفرجار، حيث يقيس هذا النوع كيفية ارتباط السمات الشخصية للأفراد بأدائهم في دورهم الاجتماعي سواء داخل الأسرة أو في العمل، كثيرًا ما يستخدم اختبار الشخصية الواضحة هذا أثناء فحوصات التوظيف، عند إجراء هذا الاختبار سوف يجيب الفرد على الأسئلة بتنسيقات مختلفة، وأكثرها شيوعًا يقدم مجموعة من العبارات ويطلب من الفرد اختيار أيها يتوافق مع آرائه، وتتضمن تنسيقات الأسئلة الأخرى صواب أو خطأ وخيارات متعددة ودرجة مقياس الاتفاق.

يبحث هذا التقييم في كل من الصفات السلبية والإيجابية المحتملة للفرد لتقديم صورة أوسع لكيفية أدائه في دور ما، يمكن أيضًا تخصيصها لاستهداف سلوكيات معينة ذات أهمية خاصة لوظيفة معينة أو لبناء علاقة محددة.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا استبيان عامل الشخصية ففي عام 1949 نشر ريموند ب.كاتيل وموريس تاتسوكا وهربرت إيبر النسخة الأولى من استبيان عامل الشخصية 16، على الرغم من أنه تم تنقيحه على مر السنين، يساعد في قياس السلوكيات الواضحة لدى الأفراد وله العديد من التطبيقات، تشمل أنواع السمات الشخصية التي تقيسها الهيمنة والسيطرة، والوعي بالقواعد، والحساسية، والاستقرار العاطفي، والشمولية، والاعتماد على النفس، والانفتاح على التجربة.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا استبيان الشخصية المهنية الواضحة، الي يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير سمات شخصية الفرد وسلوكه على الأداء، حيث يتضمن 104 أسئلة تقيس 32 خاصية رئيسية، والتي يتم تصنيفها إلى ثلاثة مجالات رئيسية تؤثر على سلوك الفرد من خلال العواطف وأسلوب التفكير والمشاعر والعلاقات مع الناس، يتضمن كل سؤال عبارات متعددة ويختار المتلقي أكثر العبارات التي يصفها والأقل وصفًا لها، حيث تأتي النتائج في شكل تقرير مخصص لكل متلقي والذي يصف نقاط القوة والضعف لديهم بالتفصيل، بالإضافة إلى ملخص رسومي يمكن استخدامه لمقارنة الأفراد ببعضهم البعض.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا مراجعة جرد الشخصية الواضحة، حيث أنه منذ أكثر من عقدين من الزمن قام الباحثين ببناء جرد شخصية لتقييم الأبعاد المختلفة لشخصية الفرد الواضحة وكيفية تطبيق تفسيراتهم النظرية على المواقف المختلفة، يقيس هذا النوع ستة أبعاد رئيسية للشخصية تتمثل في الصدق مقابل التواضع، والاستقرار العاطفي، والانبساط، والتوافق، والضمير، والانفتاح على التجربة.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا الجرد المنقح للشخصية، تم الانتهاء من الإصدار الأخير من قائمة جرد شخصية الأجسام القريبة من الأرض في عام 2005، وهو يقيس ويختبر السمات الرئيسية الخمس الموضحة في نموذج الشخصية المكون من خمسة عوامل، مع كسر كل من هذه السمات الخمس وصولاً إلى فئات فرعية أخرى، على سبيل المثال تتضمن سمة العصابية التعرض للتوتر والقلق والاكتئاب والاندفاع والوعي الذاتي، العديد من السمات التي يقيسها مهمة في الحياة اليومية مما أدى إلى زيادة استخدامه كأداة لفحص الأداء.

تتضمن بعض اختبارات الشخصية الواضحة الأكثر شيوعًا اختبار شخصية القرص استنادًا إلى الفئات، من حيث السيطرة والتأثير والثبات والامتثال، ينقسم هذا الاختبار إلى 28 عبارة لكل منها أربعة خيارات لمقدم الاختبار لتقييم كيفية التعرف على العبارة، مما يؤدي في النهاية إلى واحد من 12 نوعًا مختلفًا من الشخصيات.

أهمية اختبار الشخصية الواضحة في علم النفس

يمكن أن يكون فهم سمات شخصيتنا أداة قوية عند تحديد مسار حياتنا المهيمن علينا، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يمنحنا هذا الوعي الذاتي في ميزة عند تقييمنا من قبل شخص متمرس وذو خبرة، فقد يساعد إجراء اختبار الشخصية الواضحة على فهم مهاراتنا واهتماماتنا من خلال امتلاك نظرة ثاقبة لنوع شخصيتنا فهذا سوف يسلط الضوء على نقاط القوة التي يمكننا إبرازها في سيرتنا الذاتية مع إبراز المهارات التي يمكننا تحسينها.

يمكن اختبار الشخصية الواضحة من تحديد بيئات العمل والعلاقات الوثيقة للفرد من خلال البحث في سياق أوسع، فربما نكون على دراية بالفعل بما إذا كنا أكثر انطوائية أو منفتحين، ولكن الحصول على نظرة أكثر شمولاً لكيفية تصنيف شخصيتنا يمكن أن يساعدنا على فهم البيئات أو العلاقات التي من المرجح أن تساعدنا على الازدهار.