أساليب الدعم النفسي للطفل

اقرأ في هذا المقال


تساهم وجود الكوارث والحروب والصراعات في حدوث بعض المشكلات النفسية للأطفال؛ ممّا يؤثر على النموّ النفسي والاجتماعي لديهم. ولا يقتصر الدعم النفسي للطفل في حالات الحروب فقط، فقد يحتاج الطفل إلى الدعم النفسي عند حدوث عنف أو فقدان أحد الآباء أو انفصال الأبوين أيضاً، أو عند عدم القدرة على توفير المتطلبات المادية الأساسية للطفل.

دور الأسرة في بناء شخصية الطفل

تُعدّ الأسرة النواة الأساسية للطفل والخطوة الأولى في إيصال الدعم النفسي له، فتجعله يصل إلى مرحلة الصحة النفسية. وطبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء إمّا تعمل على وصول الطفل إلى الصحة النفسية والنمو السليم، أو إحداث خلل في صحة الطفل النفسية وبالتالي إحداث خلل في نموّه. وقد تؤثر أيضاً بعض الأزمات المحيطة بالأسرة
كالأوضاع المادية والسياسية والاجتماعية في حدوث بعض النزاعات الزوجية، التي بدورها تؤثر في نفسية الطفل.

وللأسرة دور كبير في بناء شخصية إيجابية فاعلة في المجتمع؛ وذلك بالاهتمام بالأطفال صحياً ونفسياً مُنذ الصغر، وتوفير التعليم الأساسي لهم، وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه وفق قدراتها ولا سيما العطف والحنان والحب، التعرّف على اهتماماتهم وهواياتهم والقيام على تطويرها. ويُسهم الوالدين بفاعلية في بناء شخصية أطفالهم، عن طريق ما يأتي:

  • التحلي بالأخلاق الحسنة ليكونا قدوةً صالحةً للأبناء.
  • الحرص على التبسّم وبشاشة الوجه دائماً.
  • تخصيص وقت مناسب للاجتماع بالأطفال والتحدّث إليهم.
  • استخدام أسلوب الحوار والإقناع والابتعاد عن توجيه اللوم المستمر لهم حتى على أخطائهم.
  • تدريب الأبناء على كيفية الاختيار واتخاذ القرار في حياتهم.
  • منح الأطفال مسؤوليات تناسب قدراتهم وأعمارهم.

أهم الأساليب التي تستخدم في إيصال الدعم النفسي للأطفال

اللعب العلاجي

يُعدّ اللعب العلاجي من الطرق المهمّة في إيصال الدعم النفسي للطفل، خاصّة عند الأطفال الذين يعانون من المخاوف والتوترات النفسية، وتُكمن أهمية هذا النوع من اللعب في التقليل من الاضطرابات الانفعالية التي يعاني منها، وهو وسيلة الطفل إلى اكتشاف البيئة والظروف البيئية التي تحيط به. ويستخدم اللعب أيضاً في
مجال التّعليم كالعمل على تعديل سلوكه ومساعدته على معالجة المشكلات التي يتعرّض لها خلال حياته.

الأشغال اليدوية والرسم والتلوين

تُعتبر الأشغال اليدوية والرسم إحدى الطرق التي من خلالها يُعبّر الطفل عن صراعاته الداخلية، مثلاً من خلال الرسم أو اللعب في المعجون يلجأ الطفل في التعبير عن مشاعر العدوانية التي تحدث بداخله. ومن الجدير بالذكر أنّ الرسم تحديداً يعتبر من الأنشطة الممتعة عند الأطفال، حيث يعمل الطفل من خلالها على التفريغ عن مشاعر الإحباط التي تواجهه في حياته الواقعية.

النشاط البدني

تكمن أهمية النشاط البدني في مساعدة الطفل على صرف الطاقة التي بداخله. ومن خلالها أيضاً يحدث اتزان بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية. ويصبح تفكيره أكثر نضجاً فيتدرّب على تذوّق الأشياء ويتعرّف على لونها وحجمها وكيفية استخدامها. ويُفضّل أن تكون هذه النشاطات ذات طابع جماعي؛ حتى يشعر الطفل بوجود الجميع حوله والتقليل من شعوره بالوحدة.

نصائح أخرى للدعم النفسي للأطفال حسب أعمارهم

يجب علينا العناية بالأطفال والاهتمام بهم أكثر من غيرهم؛ لأنهم الشريحة المتضررة الأكبر من الكوارث و الحروب، فإذا كانت الصدمات فوق طاقة تحمّل الكبار، فهي تعتبر بشكل مضاعف فوق طاقة تحمّل الصغار وهذه أهم أساليب الدعم النفسي للأطفال الذين يعانون من الصدمات.

المرحلة العمرية من سنتين الى ثلاث سنوات

1- محاكاة الطفل عن طريق الصّور (نعرض له صور لفاكهة أو حيوانات أليفة و تعريفه بها).

2- إعطاء الطفل وقت مخصص للرسم، باستخدام الورق و الألوان للتعبير عن ذاته ولا ضرر في تعليقها على جدران غرفته.

3- اللعب شيء أساسي للطفل، فيجب على الأهل تشجيع الطفل أن يلعب بألعابه المتوفرة في البيت ولا تتردد في مشاركته باللعب.

4- قراءة القصص للأطفال على أن تكون قصص تنمّي الإبداع و الخيال و تحقق له المتعة.

المرحلة العمرية بين 3 سنوات الى 6 سنوات:

1- الغناء مع الطفل: غنّي مع طفلك أغانيه المفضلة و اجعله يكررها.

2- الاستماع: أغلق عيني طفلك و أصدر أصوات و اجعله يتعرّف عليها، مثل: الطرق على الباب صوت العملات النقدية.

3- العب مع طفلك لعبة البحث: خبأ لعبة من ألعابه في مكان آمن من المنزل و اطلب منه البحث عنها.

4- لعبة المطابقة: الرسم على بطاقات لأشكال مختلفة، مثل بيت، شجرة، وبطة لابشكل ثنائيات و نطلب من الطفل مطابقتها.

المرحلة العمرية من 6 الى 12 سنة:

1- اللعب الفردي والجماعي: نعطي الطفل مجالاً للعب الفردي أو الجماعي في أماكن آمنة، فلعب الأطفال له دور مهم جدًّا في تخفيف التوتر والضغوط.

2- تمارين تقوية الثقة بالنفس: شجّع الطفل على أن يقوم بتنفيذ مهام معينة في البيت أو في المجتمع. وأمدحه عندما ينفّذها بنجاح.

3- تخيّل المستقبل لتنمية طموح الطفل: اجعل الطفل يغمض عينيه ويحاول أن يتخيل ماذا سيكون في المستقبل و استخدم العبارات التي تنمّي هذا الطموح لديه.


شارك المقالة: