اقرأ في هذا المقال
إنّ الكثير من نواحي الحياة بما في ذلك الحياة الشخصية تتضمن إجراء مفاوضات، وقبل الدخول في المفاوضات، علينا أولاً أن نستوعب جيّداً أهدافنا التي نريد تحقيقها والتي شرعنا من أجلها في إجراء المفاوضات، كذلك، علينا أن نعي الدرجة التي يمكننا عندها القبول بحلّ وسط، وسيكون الحال أفضل كثيراً عند معرفتنا بلغة جسد منافسنا وقدرتنا على فهمه، مما يمكّننا من التعرّف على خطّته وسياسته التي ينتهجها في التفاوض.
أساسيات التفاوض:
هناك بعض المواقف التي تتسم بالحساسية وتوتّر الأعصاب كما هو الحال عند الجلوس حول مائدة المفاوضات؛ ويمكن القول إنّ القدرة على فهم لغة جسد الآخر أمر بالغ الأهمية في مثل هذه المواقف، فالعينان واليدان بشكل خاص يستطيعان إخبارنا بالمزيد عمّا نحتاج أن نعرفه عن الطرف الآخر أكثر مما تقوله الكلمات بحدّ ذاتها، وجميع الأعمال والظروف تعتمد على تفسيرنا لهذه الإشارات الدالّة.
لغة جسدنا أيضاً تساعدنا في عملية التفاوض مع الآخرين:
من ناحية أخرى، فإنّ الأمر لا يتوقّف فقط على لغة جسد الطرف الآخر التي تعطينا القدرة على الحكم عليه، بل تدخل فيه أيضاً لغة الجسد الخاصة بنا التي نستطيع من خلالها الكشف عن أمور قد لا نتخيّلها، فعلى سبيل المثال، إذا بدونا في شدّة الاسترخاء، فإنّ ذلك سيعطي انطبعاً عاماً بأننا إما نفتقر إلى الخبرة والمهارة العملية أو نحاول جاهدين التظاهر بقدرتنا على السيطرة على الموقف.
من السهل أن نسيء استخدام لغة الجسد، مما يستدعي الانتباه إلى الحركات التي نأتي بها في أثناء التفاوض مع الآخرين، إنّ وضع الجلوس أو الوقوف يمكن أن يزيد من درجة تركيزنا إلى أقصى درجة، لذا، علينا أن نحاول اتخاذ وضعاً يجعلنا يقظين ونشطين طوال الوقت، بأن نحافظ على استقامة أجسادنا من منطقة الظهر عند الجلوس مع إرخاء الكتفين وإخفاء اليدين وإبعادهما عن أي أشياء قد يثير تشتيتنا، كالأقلام على سبيل المثال.
التفاوض عن طريق الهاتف:
كما وأنّ هذه الإرشادات تطبّق نفسها إذا كان التفاوض يتمّ عبر الهاتف، حيث أنّ اتخاذ وضع سيء عند الجلوس أو عدم الانتباه من الأمور التي يمكن ملاحظتها من خلال نبرة الصوت، خاصة إذا كان الطرف الآخر متمرّس في هذا المجال، كذلك فقد نجد أنّ الوقوف يمكّننا من التفاوض مع الآخرين بصورة أفضل ويمنحنا نتائج أفضل، غير أنّ اللغة المقنعة القوية ونبرة الصوت لهما الدور الأكبر في التفاوض عبر الهاتف.