استراتيجيات التثقيف النفسي للأسرة في الإرشاد الأسري:
يؤكد الإرشاد والعلاج النفسي الأسري أهمية إعطاء العائلات المعلومات الجيدة لاستخدامها سواء كان ذلك في تخطي الأزمات والصعوبات التي تواجههم، أو في حياتهم الصحية المتوافقة، هذا ما يدعى باستراتيجية التثقيف النفسي، تزود هذه المعلومات بشكل خاص للعائلات التي كان أحد أعضائها مصاب بمرض نفسي، وتكون هذه المعلومات إما بواسطة المواد المكتوبه أو من خلال مناقشات تحدث على شكل مجموعات أسرية.
لا يقتصر التثقيف النفسي على العائلات التي لديها عضو مصاب بمرض نفسي فقط، إنما أيضاً يمكن أن يستخدم في كثير من العائلات التي تفتقر لمثل هذه المعلومات، التي يمكنها من خلالها دعم نفسها.
يقدم معظم المرشدون بتقديم معلومات للآباء عن سلوكات أبنائهم، الذين يبدأون بالعصيان والتمرد، وذلك من أجل تحسين مهارة الإدارة البيتيه، إن المعلومات التي قد يقدمها المرشدون الأسريون هنا الأنماط الوالدية، البدائل الملائمة لأسلوب ضبط الأطفال وكيفية تهذيبهم، وإعادة تشكيل الأنظمة الأسرية باستخدام أسلوبي النقاش والتشاور.
تم تقدير أسلوب التوجيه (التثقيف النفسي) من قبل الكثير من العائلات، وبشكل خاص العائلات التي استخدم معها، وذلك لأن الأسلوب الذي يطرح به المرشد اقترحاته يعكس الاحترام والحرية في تقبل المعلومات المطروحة أو رفضها بعيداً عن إعطاء الأوامر، وأنهم لن يغضبوا أو يتضايقوا إن تم رفض الاقتراحات التوجيهية، حيث يحتاج المرشد الأسري التركيز على جوانب القوة لدى أعضاء العائلة في جميع المراحل، فإنه من الطبيعي عندما يعاني العميل من الكثير من المشاكل المعقدة فإن معنوياته تقل، ويعتقدون بأن مشاكلهم لن تحل.
فلذلك يقوم المعالج والمرشد الأسري بالتركيز على جوانب القوة التي يمتلكها أعضاء العائلة، لما لها من أثر في خفض مشاعر الإحباط، والمشاعر السلبية الأخرى التي يشعر بها العميل، كما أنَّ ذلك يدفعهم لإنشاء حوارات أسرية فعالة تمكنهم من حل مشاكلهم، كما يقوم المرشد في نهاية الجلسة العالجية بتقديم تغذية راجعة عن الأمور التي أدركها أثناء الجلسة كأن يقول: “لقد أدركت خلال هذه الجلسة أنكم مهتمين بعمل شيء ما لأجل طفلكم، وهذا التكاتف سيجعلك أقوى للوصول إلى غايتكم”.