استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس في مجموعة من الأساليب التي يتبعها الواقعيين من علماء النفس في تغيير وتطوير النظريات العلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرضيات المتشائمة من حيث توقع النتائج السلبية.

استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس

تتمثل استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس من خلال ما يلي:

1- استراتيجية الاقتراب من الحقيقة

تتمثل استراتيجية الاقتراب من الحقيقة في استخدام حِجَة التاريخ في الدفاع عن الواقعية، حيث تلتزم الواقعية العلمية من خلالها بمجموعة من الفرضيات تتمثل بأن النظريات صحيحة أو خاطئة بحكم كيف يكون العالم، والهدف من المشروع العلمي يعتبر هو اكتشاف الحقائق التفسيرية حول العالم.

وفقًا لاستراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم من حيث استراتيجية الاقتراب من الحقيقة فإذا فكرنا في حقيقة أن جميع النظريات القياسية في الماضي كانت في أوجها وتم رفضها في النهاية على أنها خاطئة، ففي الواقع هناك دعم استقرائي للاستقراء المتشائم أي نظرية سيتم اكتشافها على أنها خاطئة، فقد نفكر في بعض نظرياتنا الحالية على أنها صحيحة لكن التواضع يتطلب منا أن نفترض أنهم ليسوا كذلك.

عند النظر فيما يميز الحاضر من حيث استراتيجية الاقتراب من الحقيقة فيوجد لدينا أسباب استقرائية جيدة لاستنتاج أن النظريات الحالية حتى أكثر النظريات المفضلة لدينا ممكن أن تصبح خاطئة، ففي الواقع قد يتم تقديم الأدلة لدعم الاستنتاج القائل بأنه لا توجد نظرية سيتم اكتشافها من قبل الأفراد وسلوكياتهم المتنوعة على الإطلاق صحيحة بالمعنى الدقيق للكلمة.

إذن كيف يمكن أن يكون من المنطقي السعي وراء ما لدينا من أدلة على التفكير لا يمكن الوصول إليه أبدًا؟ حيث يعتبر الجواب الرئيسي على هذا السؤال هو أنه حتى لو تعذر الوصول إلى الحقيقة، يكفي للدفاع عن الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم أن يفرض هدفًا مؤقتًا للمشروع العلمي، أي هدف الاقتراب من الحقيقة، فإذا كان هذا هو الهدف تتم إزالة الشوائب من البحث وقبول ما يتوافق مع الإبقاء على أن النظريات الحالية.

لكن أليست كل النظريات الخاطئة خاطئة على حد سواء؟ تستند الإجابة الواقعية القياسية إلى ما يتم تعريفه بحركة مستمرة، أي أنه على الرغم من أن جميع النظريات خاطئة إلا أن بعضها أكثر صدقًا من البعض الآخر، ومن ثم فإن ما كان يجب الدفاع عنه هو فرضية أنه إذا كانت نظرية الواقعية لديها قدر أكبر من المصداقية من النظرية اللاوقعية من المرجح أن تحقق نجاحًا في الملاحظة أكبر.

2- استراتيجية استخدام النظريات الحديثة

استندت الحِجَة الرئيسية إلى حقيقة لا يمكن إنكارها في التعبير عن أهم استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس، وهي أن النظريات الأحدث التي قد أسفرت عن تنبؤات أفضل عن العالم من النظريات القديمة، ولكن إذا كانت أطروحة الصدق الأكبر صحيحة أي إذا كانت النظريات تزداد في محتوى الحقيقة دون زيادة في محتوى الزيف، فإن الزيادة في القدرة على التنبؤ يمكن تفسيرها وجعلها متوقعة.

هذه الزيادة في القدرة التنبؤية التي ستكون محيرة تمامًا لولا حقيقة أن النظريات تلتقط المزيد والمزيد من الحقيقة حول العالم، ومنها فإن النقطة الأساسية هي أن الدفاع عن الواقعية ضد الاستقراء التاريخي يتطلب إثبات أن هناك بالفعل امتيازًا تتمتع به النظريات الحالية على النظريات السابقة، وهو أمر قوي بما يكفي لمنع نقل سمات النظريات السابقة على أسس استقرائية.

في النظريات الحديثة فإنه بالنسبة لمعظم الواقعيين فإن الامتياز الذي تتمتع به النظريات الحالية على نظريات الماضي ليس أنها صحيحة بينما نظريات الماضي خاطئة، بدلاً من ذلك فإن الامتياز هو أنهم أكثر شبهاً بالحقيقة من نظريات الماضي لأن لديهم قوة تنبؤية أكثر من نظريات الماضي.

يرتكز الامتياز على حِجَة تفسيرية في إن التشابه المتزايد للحقيقة في النظريات الحالية يفسر بشكل أفضل نجاحها التنبئي والتجريبي المتزايد، ولكن هناك طريقة لرؤية التحدي التاريخي للواقعية مما يجعلها هدفها على وجه التحديد لتقويض الرابط التوضيحي بين النجاح التجريبي والتشبه بالحقيقة.

3- استراتيجية النظريات الكاذبة

كان من المفترض أن توضح الحِجَة التاريخية الأكثر شهرة ضد الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم، كيف يتم تقويض الرابط التوضيحي بين النجاح والتشبه بالحقيقة من خلال أخذ تاريخ العلم على محمل الجد، وتجدر الإشارة إلى أن استراتيجية النظريات الكاذبة قد تعرضت لعدة تفسيرات متباينة، والتي ستكون محور النقاش في الوقت الحالي.

والتي وفقًا لها يجادل علماء النفس بشكل استقرائي من زيف النظريات السابقة إلى زيف النظريات الحالية، حيث يمكن وضع هذه الحِجَة على نحو تاريخ العلم المليء بالنظريات التي نجحت تجريبيًا لفترات طويلة من الزمن، ومع ذلك ثبت أنها خاطئة بشأن ادعاءات البنية العميقة التي قدموها حول العالم، وبالمثل فهو مليء بالمصطلحات النظرية التي تظهر في النظريات الناجحة التي لا تشير.

لذلك من خلال استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس من حيث الاستقراء البسيط الفوقي للنظريات العلمية، من المرجح أن تكون نظرياتنا الناجحة الحالية خاطئة، حيث أثبت علماء النفس من خلال ما يُعرف بالمناورة التاريخية في القائمة التي يمكن أن تمتد إلى حد الإشباع تقدم النظريات التي كانت ذات يوم ناجحة ومثمرة تجريبياً لكنها خاطئة فقط.

عيوب استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس

تتمثل استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس بالعديد من الحِجَج ذات العيوب والمشاكل الواضحة للعديد من علماء النفس الواقعيين، حيث يعتبر العيب الأول هو أن أساس الاستقراء يصعب تقييمه والتي قد يتساءل المرء من أين أتت؟ كما أنه يتعلق بمسألة كيفية تفردنا وحساب النظريات وكذلك كيف نحكم على النجاح والفشل المرجعي، ما لم نكن واضحين بشأن كل هذه القضايا قبل الحِجَة الاستقرائية لا يمكننا حتى البدء في تجميع الأدلة الاستقرائية لاستنتاجها.

بينما يتمثل العيب الثاني في أن الاستنتاج قوي للغاية ومن المفترض أن يكون هناك مبرر عقلاني للحكم على أن النظريات الحالية ليست كذلك في الحقيقة، حيث أن الخلل في هذا النوع من التعميم الكاسح هو أنه يتجاهل تمامًا الدليل القوي الجديد الموجود للنظريات الحالية فهو يجعل الأدلة الحالية غير ذات صلة تمامًا بمسألة احتمالية كونها صحيحة.

بالتأكيد هذا لا مبرر له ليس فقط لأنه يتجاهل الاختلافات المهمة المحتملة في جودة وكمية الأدلة الموجودة للنظريات الحالية أو الاختلافات التي من شأنها أن تبرر معاملة النظريات الحالية على أنها مدعومة بالأدلة المتاحة أكثر مما كانت النظريات السابقة من خلال الأدلة المتوفرة في ذلك الوقت، ولكن أيضًا لأنها تستهزئ بالبحث عن أدلة للنظريات العلمية.

في النهاية نجد أن:

1- استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في علم النفس تتمثل في مجموعة من الأساليب التي يتبعها الواقعيين من علماء النفس في تغيير وتطوير النظريات العلمية.

2- تتمثل استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم في استراتيجية الاقتراب من الحقيقة واستراتيجية النظريات الحديثة واستراتيجية النظريات الكاذبة.

3- تواجه استراتيجيات الواقعية العلمية والاستقراء المتشائم العديد من العيوب ومنها أن أساس الاستقراء يصعب تقييمه والتي قد يتساءل المرء من أين أتت، وبينما يتمثل العيب الثاني في أن الاستنتاج قوي للغاية ومن المفترض أن يكون هناك مبرر عقلاني للحكم.


شارك المقالة: