اضطرابات التقلصات اللاإرادية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

اقرأ في هذا المقال


التقلصات اللاإرادية هي عبارة عن حركات أو أصوات قصيرة ومتقطعة ومتكررة وشبه لا إرادية، ويعتقد أن سببها الأساسي هو الخلل الوظيفي في نشاط الناقل العصبي لمادة الدوبامين في العقد العصبية القاعدية، من جانب آخر وتشيع مشاهدة اضطرابات التقلصات اللاإرادية في ميدان طب الأطفال.

اضطرابات التقلصات اللاإرادية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة

من الشائع أن تصاحب اضطرابات التقلصات اللاإرادية مع اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، بالتالي تبرز لهذا الأمر دلالات مهمة للإدارة الطبية لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، ولوحظ أن التأتأة واضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تزداد نسبة حدوثها لدى الأسر التي يكون لديها فرد من ذوي اضطرابات التقلصات اللاإرادية أكثر من غيرهم من الأسر، غير أن طبيعة علاقتها مازالت موضع جدل، ويمكن القول أن ما معدله (50%) من الأطفال ذوي اضطراب تقلصات لاإرادية مزمن أو متلازمة توريت هم مصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

تستطيع العقاقير المنبهة إحداث مجموعة من السلوكيات المكررة أو مضاعفتها، بما في ذلك التقلصات اللاإرادية ومتلازمة توريت والتفكير المتواصل والسلوكيات القسرية، وهذا وقد اعتبر العديد من العياديين وجود اضطراب تقلصات لاإرادية في السيرة المرضية للأسرة مانعاً من وصف عقاقير منبهة، فبعد إدراك أن الاستعداد الوراثي لاضطرابات التقلصات اللاإرادية هو أكثر شيوعاً مما كان يعتقد في السابق  أصبح واضحاً أن العديد من الأفراد الذين أصيبوا بالتقلصات اللاإرادية عند تناول المنبهات قد يكون لديهم مثل هذا الاستعداد السبقي.

ومن جانب آخر يصف بالفعل العديد من العياديين المنبهات للأطفال المصابين باضطراب التقلصات اللاإرادية، وذلك لأن معظم هذه الاضطرابات تعتبر بسيطة؛ ولأنها غالباً ما تتصاحب مع اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة مما يجعلها أكثر تأثيراً على الناحية الوظيفية للفرد المصاب، وتتراوح نسبة حدوث إصابة باضطراب تقلصات لاإرادية عند تناول المنبهات عموم الأفراد بين (1%-2%) ويحد أعلى (9%)، وفي حالة كون السيرة المرضية الدقيقة للطفل والأسرة سلبية، قد تكون احتمالية الإصابة أدنى ما يمكن.

وغير أنه للأسف غالباً ما يدل استقصاء السيرة المرضية للأسرة عن عدم قدرة الأفراد عن تقديم تقرير دقيق عن التقلصات اللاإرادية لدى الأقرباء، ومن هنا تظل الإحصاءات الدقيقة المتصلة بخطر الإصابة بتقلصات لاإرادية في حالة ثبوت وجود اضطراب تقلصات لاإرادية أو اضطراب الهواجس القسرية وفقاً للسيرة المرضية للطفل أو الأسرة غير واضحة، وغير أن نسبتها قد تصل إلى (50%)، إضافة إلى ذلك يزداد معدل الإصابة بتقلصات لاإرادية، على ما يبدو لدى الأطفال ذوي اضطرابات الحصر النفسي واضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.

وبالنسبة لأغلبية الأطفال الذين يصابون بتقلصات لاإرادية إبان تناول المنبهات، فتتوقف التقلصات اللاإرادية عندهم لدى تخفيض الجرعة أو لدى وقف تناول الدواء، وتظل هناك نسبة من الأطفال يستمر لديهم اضطراب التقلصات اللاإرادية، غير أنه يعتقد وجود استعداد سبقي لدى هؤلاء الأطفال للإصابة باضطراب تقلصات لاإرادية والذي يكشف تناول المنبهات، وسيعاني حوالي (25%) من الأطفال المصابين مسبقاً باضطراب تقلصات لاإرادية من زيادة في شدة هذا الاضطراب لدى تناول عقار منبه.

ويرجح أن تتضاءل التقلصات اللاإرادية لديهم أيضاً لدى وقف العقار المنبه أو لدى تخفيض الجرعة، وتعتبر المنبهات فعالة في علاج أعراض اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال المصابين باضطرابات التقلصات اللاإرادية، ولا يتوافر هناك دليل قوي واضح يفضل استعمال عقار منبه معين على عقار منبه آخر، من جانب آخر يفيد بعض العياديين على نحو غير رسمي بأن المنبهات طويلة المفعول تقل نسبة مضاعفتها للتقلصات اللاإرادية.

بينما وجد آخرون أن استعمال الريتالين أقل خطورة من الديكسترامفتمين أو بيمولين المغنيسيوم، ولا يوجد هناك دليل يثبت أن وجود اضطراب ينفي فرضية، أن الاستعمال المتواصل للمنبهات في حال تقلصات لاإرادية سيزيد من شدة هذا الاضطراب على الدوام يقوم العديد من العياديين في البداية بتجريب عقار بديل لمعالجة اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لدى طفل مصاب باضطراب تقلصات لاإرادية، من مثل مضادات ارتفاع ضغط الدم غوانفسين وكلوندي ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.

ماذا تشمل اضطرابات التقلصات اللاإرادية للأطفال

1-  اضطرابات التقلصات اللاإرادية العارضة في مرحلة الطفولة.

2-التقلصات اللاإرادية الحركية المزمنة.

3- التقلصات اللاإرادية الصوتية المزمنة.

4- متلازمة توريت.

5- وقد تكون التقلصات اللاإرادية بسيطة أو معقدة، وتشمل الأمثلة الدالة على التقلصات اللاإرادية الحركية البسيطة طرف العين والتجهم وصرة الكتفين.

6- أما التقلصات اللاإرادية الصوتية البسيطة فتتضمن التنشق والنخر والتنحنح، ومن جانب آخر تتضمن التقلصات اللاإرادية الحركية المعقدة سلسلة من الحركات من مثل اللمس المتكرر أو جلوس القرفصاء والحركات المكررة.

7- أما التقلصات اللاإرادية الصوتية فتشمل تكرار الكلمات والعبارات، من مثل الكوبرلاليا، وهي تكرار كلمات اللعن والشتم  والتي تصيب نسبة قليلة فقط من الأفراد الذين يعانون من متلازمة توريت.

وفي الختام تشير الدراسات الوراثية إلى أن متلازمة توريت واضطرابات التقلصات اللاإرادية المزمنة واضطراب الهواجس القسرية تنتقل بالوراثة بين الأسر بالتالي، في حالة وجود متلازمة توريت أو اضطراب الهواجس القسرية أو اضطراب تقلصات لاإرادية مزمن لدى أحد الأقرباء، يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة باضطراب تقلصات لاإرادية.


شارك المقالة: