يتعامل كل شخص منا مع الأحداث والصدمات التي يتعايش معها بطرق مختلفة، في الغالب نحاول أن نتخطّى هذه الأزمات أو نحاول أن ننساها حتى نستطيع عيش حياتنا، إلّا أنّه في بعض الأحيان قد يبقى لهذه الصدمات والأحداث أثر لا ندركه، فليس كل ما نعيشه اليوم من مشاعر وأحاسيس واستجابات يكون بسبب ما يحدث لنا في الحاضر؛ لأنّ الصدمات النفسية القديمة تجد طريقها لعقولنا ومشاعرنا وقد تظهر بطريقة غير مباشرة، لكنّها قد تؤثر على حياتنا اليومية بقوة حتى بعد فترات طويلة.
ما هو اضطراب قلق ما بعد الصدمة
يحدث اضطراب قلق ما بعد الصدمة بسبب التعرّض لمواقف صادمة أو مخيفة، فالأشخاص المُصابون بهذا الاضطراب يشعرون بالخوف بصورة متكررة، حتى مع عدم وجود أي سبب يظهر بشكل مباشر للخوف وهذا الاضطراب يصلب به النساء بنسبة أكبر من الرجال.
يعتبر الخوف استجابة طبيعية يشعر به الإنسان في مواقف مخيفة أو مواقف قد تهدد حياته، إنّ التعرّض للخوف يؤدي لحدوث تغيرات فسيولوجية كثيرة في الجسم تساعد الشخص على أن يكون في حالة تأهب بدني ونفسي حتى يدافع أو يتفادى الخطر وأيضاً التهيئة نفسياً لاستشعار الأمر المخيف وتجنبه في المستقبل، يبدو أنّ هذا التأهب هو محاولة جادة لحماية الشخص من الأضرار المستقبلية
إنّ التأخّر في العلاج يؤدي إلى ظهور الأعراض في أوقات حرجة، مثل أن يتذكر الشخص الأحداث الصعبة وهو في مكان العمل مما قد يجعله يشعر بالحرج من الذهاب إلى العمل في اليوم التالي خوفاً من تكرر الأمر، ثم تتراكم المواقف والمشاعر السلبية حتى يصبح الشخص عاجز مادياً واجتماعياً عن مساعدة نفسه، لكن كلما طلب الشخص المساعدة مبكراً، كلما استطاع التحكم بالأعراض واستطاع الحفاظ على حياة مستقرة.
اضطراب قلق ما بعد الصدمة عند النساء
غالباً ما تصاب المرأة باضطراب قلق ما بعد الصدمة أكثر من الرّجل، يرجع ذلك للكثير من الأسباب السلوكية والثقافية، أيضاً يوجد أسباب نفسية مثل أنّ المرأة تتعرّض للأذى النفسي والجسمي بصورة أكبر؛ كضحايا الاغتصاب، حيث أنّ التحرش الجنسي يعد من أكثر الأسباب التي تؤدّي لاضطراب قلق ما بعد الصدمة، أغلب النساء يتأثرون بهذه العوامل أكثر من الرجال ممّا يؤدي إلى إصابتهم بنسبة أكبر.
يرتبط اضطراب قلق ما بعد الصدمة غالباً بتجربة تتعرّض لها المرأة أو تشاهد أو تسمع عنها، هذه التجربة قد ترتبط بوفاة أو اعتداء جسدي أو جنسي، حدوث اضطراب قلق ما بعد الصدمة من عدمه، بعد التعرض لتجربة صادمة يكون بالعادة مرتبط بعوامل عدّة؛ كأن تكون المرأة معرضة وراثياً للإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق، أو أن تكون قد تعرضت لصدمة نفسية قوية في السابق في سن الطفولة.