اقرأ في هذا المقال
تتلاقى عدّة مناهج في علم النفس مع مفهوم أنّ الخصائص الفردية، قد تتداخل مع تصور وتفسير العالم، افترض علماء النفس أنّه يمكن تحديد هذه الظاهرة في أدوات لم تكن مجرد تقنيات إسقاطية، كان الهدف دراسة التشوهات الإدراكية في اختبار معرفي وعلاقتها بأدوات الشخصية، تمّ تصنيف ردود المشاركين لتصوُّر المشاعر الأولية في درجات التشويه، استخدم علماء النفس ارتباط سبيرمان بين هذه الدرجات واختبار رورشاخ وجرد الشخصية السريرية الأبعاد ومهام الاستدلال اللفظي والتجريدي.
النظريات النفسية للاختبارات الإسقاطية:
أظهرت النتائج التي أجراها علماء النفس أنّ التشوهات لم تكن مرتبطة بالقدرات الفكرية، ارتبطت تشوهات الفرح باهتمام أكبر بالتواصل بين الأشخاص، الحب مع نظرة إيجابية للتفاعلات والحاجة إلى الاهتمام، الخوف مع المخاوف بشأن العدوانية والاستقلالية، الحزن مع انخفاض إدراك الأشياء التالفة، الاشمئزاز من الشعور بالوحدة، كذلك الغضب مع تجنُّب النقد وانعدام الثقة والشعور بالوحدة والسلوك العدواني.
تدعم النتائج القائلة بأنّ الإدراك المتغير للواقع مرتبط بالخصائص العاطفية أو الشخصية والسلوك العدواني، كما تدعم النتائج الاقتراح القائل بأنّ الإدراك المتغير للواقع مرتبط بالخصائص العاطفية أو الشخصية والسلوك العدواني، في التقييم النفسي للشخصية غالباً ما يتم تحديد مجموعتين رئيسيتين من الأدوات، هي قوائم جرد التقرير الذاتي وتقنيات الإسقاط، في حين أنّ تنسيق المجموعة الأولى يميل إلى أن يكون متشابه بشكل معقول، فإنّ المجموعة الثانية تختلف اختلاف كبير.
هناك تقنيات تتمثل في قول شكل بقع الحبر، على سبيل المثال (Rorschach ، Zulliger ، Holtzman)، كذلك سرد القصص من الصور على سبيل المثال (اختبار الإدراك الموضوعي ومشتقاته)، أيضاً عمل الرسومات على سبيل المثال رسم شخص (Wartegg) من بين أشياء أخرى كثيرة، مع ذلك فإنّهم جميعاً يشاركون في اقتراح تقديم مهمة للموضوع، لأداء ثمّ تقييم الجوانب العاطفية والتحفيزية والمعرفية وحتى المرضية.
يُعرف التحليل النفسي تقليدياً على أنّه النظرية التي تقوم الاختبارات الإسقاطية عليها، على الرغم من أنّ آخرين قد قدموا مساهمات في الواقع، بالنسبة للتحليل النفسي تستخدم الأنا آليات الدفاع وهي استراتيجيات لتحويل المحركات إلى محتوى مناسب للبيئة، إحدى هذه الآليات هي الإسقاط، في رسالة من عام 1895 اقترح سيغموند فرويد المفهوم أثناء دراسة جنون العظمة.
ممّا يشير إلى أنّ الإسقاط هو إسناد إلى العالم الخارجي لمحتوى داخلي، بهذه الطريقة سيتم التعرّف على الإدراك الداخلي من خلال الوعي على أنّه خارجي. طور فرويد فكرة أنّ الإسقاط لا يحدث فقط في حالات الصراع، بل سيكون آلية شخصية صحية ممّا يغير تصور الأفراد للعالم بناءً على تأثيرهم.
استناداً إلى مبدأ الإسقاط اقترح فرانك، أنّ الشخصية عند تقديمها لمحفزات غامضة غير منظمة تفتقر إلى المعنى الجوهري، سيكون لديها ميل لتنظيم نفسها لإعطاء معنى لذلك، إنّ تقنيات تقييم الشخصية المتاحة في ذلك الوقت هي بقع حبر رورشاخ واختبار الإدراك الموضوعي من بين أمور أخرى، ستبدأ هذه العملية مما يسمح بالكشف عن جوانب من عالم الفرد الخاص مثل الأشعة السينية، بالتالي إنشاء مصطلح طرق الإسقاط.
بالإضافة إلى التحليل النفسي والممارسات المشتقة، فقد نظرت المناهج النظرية الأخرى فيما يتعلق بظاهرة الأداء الشخصي ذو المعنى، على المحفزات غير المنظمة، في التحليل السلوكي لعالم النفس سكينر، طور أداة تقييم بناءً على الافتراض النظري بأنّ عرض الحافز يميل إلى إثارة استجابة مماثلة له، تمّ توجيه الموضوعات للاستماع إلى التسجيل والإبلاغ بمجرد تحديد شيء له معنى بالنسبة لهم، بالطبع لم تكن الكلمة أو العبارة التي تم الإبلاغ عنها موجودة بالفعل في التسجيل.
نظراً لأنّ مثل هذه الاستجابات اللفظية لم يتم استحضارها من قبل أي محفزات حقيقية في تلك اللحظة، فقد اعتبر علماء النفس بالتقريب أنّ الاختبار النفسي سوف يستخرج أقوى الردود من الموضوع، على الرّغم من أنّ المزيد من الدراسات أشارت إلى إمكانية التمييز بين المرضى النفسيين مع مرور الوقت، فإنّ الآلية المعقدة والتكرار مقارنة بالاختبارات الأخرى قللت في النهاية من الاهتمام بـ (Verbal Summator)، ممّا تسبب في اختفائها فعلياً بنهاية الخمسينيات.
كاتيل الذي عزز المقاربة السيكومترية للظواهر النفسية، اقترح تصنيفات جديدة تمثل أشكال لتقييم الشخصية، ضمن مجموعة الاختبار الموضوعية التي يتم فيها إنشاء موقف مصطنع لمراقبة سلوك الشخص، أنشأ فئة التشويه أو اختبارات الإدراك السيئ والتي تقيس الإدراك غير العادي والمعنى الخاص لحقيقة موضوعية تتضمن تقنيات إسقاطية.
نظراً لأنّ التشوهات الحسية لن تتأثر بالقدرات الفكرية، اعتبر كاتيل أنّ الأداء سيكون عندئذ انعكاس لاستنساخ التجارب العاطفية السابقة، لشرح حدوث هذه الظاهرة اقترح أنّ التصورات الداخلية تغير تفسير الواقع، بهذا المعنى فإنّ الأشخاص الذين يرون أنفسهم غير قادرين ولا قيمة لهم، سيرون الآخرين على أنّهم بعيدون وغير مهتمين ممّا يبرر اكتئابهم.
من منظور علم نفس الجشطالت يتم اختبار الأحداث من خلال تنظيم المحفزات المتصورة، كذلك التغلب على رؤية التجميع البسيط للسمات الكامنة وتحديد معنى معين لكل حافز مقدم، تتكون طريقة الفرد الخاصة في التصرف من سلسلة من الخصائص الديناميكية، من بينها يتم تنظيم المحفزات الخارجية وفقاً للتجربة، هكذا تتميّز التجارب ببنية فردية، ينظر الأفراد إلى المنبهات من منظور ذي مغزى خاص بهم، حيث يتميز بطريقتهم الخاصة في الإدراك والشعور والربط والعمل خارج الحافز المقدم وتجميع الخبرات والذكريات.
في مجال علم النفس العصبي من الممكن العثور على تقنيات إسقاطية موصى بها، خاصة كطرق لتقييم الصدمات العصبية؛ نظراً لقدرتها على قياس التنظيم الإدراكي والمعالجة وتكامل المحفزات، على الرغم من عدم تعددها بعد، إلّا أنّ الدراسات غالباً ما تستخدم طريقة (Rorschach’s Inkblots) لتقييم الظواهر، مثل تنشيط الخلايا العصبية المرآتية أثناء إنتاج استجابات الحركة، كذلك دور اللوزة كتدخل عاطفي أثناء عملية إدراك وإنتاج تردد غير عادي الردود.
اعتبارات تغيير الإدراك في الاختبارات الإسقاطية:
بالنظر إلى ما تم تقديمه من الممكن أن نفهم أن هناك تقارب في الأدبيات المتعلقة بتأكيد أنّ الجوانب العاطفية الفردية، يمكن أن تؤثر على إدراك العالم أو تفسيره، يمكن اكتشاف هذه الظاهرة من خلال الأداء في الاختبارات الإسقاطية، مع ذلك نظراً لأنّ الإدراك هو نشاط نفسي لا يحدث فقط في تلك الاختبارات، فإنّنا نفترض أنّ الأداء على الأدوات الأخرى سيتأثر أيضاً بسمات الشخصية ويمكن قياس هذا التأثير.
تمّ إجراء البحوث في هذا الصدد، في إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى يعانون من اضطرابات الأكل، تمّ تقديم صور لنظام الصور العاطفية (IAPS) إلى 19 مريض يعانون من الشره العصبي، كذلك 15 شخص مصاب بفقدان الشهية العصبي و25 عنصر تحكم، طُلب من المشاركين مراقبة كل منهم الصورة والإبلاغ على نطاق واسع عن المشاعر التي كانوا يشعرون بها، أظهرت النتائج أنّه عند مراقبة الصور العدوانية، أبلغت المجموعة المصابة بفقدان الشهية عن شعورها بالخوف أكثر من المجموعات الأخرى.
هو ما اعتبره علماء النفس انعكاس لتجنب هؤلاء المرضى النموذجي للنزاع، في دراسة أجريت على 46 مريض من مرضى اضطراب الوسواس القهري مقارنة بـ 23 عنصراً تحكّم بما يتجاوز الإحساس الأكبر بالمسؤولية الاجتماعية، المعروف بالفعل عن الاضطراب، وجد سمات كامنة أقوى من العدوان وانعدام الثقة في المجموعة الأولى، تمّ تحديد هذه الخصائص في استبيانات التقرير الذاتي، مع عناصر تتعلق بالرغبة في مهاجمة الغرباء في الشارع أو عدم الثقة في الأشخاص المقربين، إنّ التعبير عن العدوانية يتم احتوائه بحس أخلاقي رفيع.
تمّ تحديد فجوة فيما يتعلق بتأثير خصائص الشخصية على الأداء، في الأدوات التي تتجاوز الاختبارات الإسقاطية، هدفت إلى تحليل تشوهات الإدراك في اختبار القدرة المعرفية، من خلال الارتباط بأدوات الشخصية بالإضافة إلى القدرات المعرفية الأخرى. تمّ اختيار اختبار للإدراك العاطفي والذي يقيم القدرة على تحديد المشاعر التي يتم التعبير عنها، تمّ فهم التشويه على أنّه إدراك لشيء غير موجود.
أدوات تغيير الإدراك في الاختبارات الإسقاطية:
الاختبار المحوسب لإدراك المشاعر الأولية (PEP):
اختبار (PEP) هو اختبار يعرض 38 مقطع فيديو لوجوه أشخاص تعبر عن مشاعرهم، يتم استخدام الثلاثة الأولى كأمثلة على المهمة، شاهد المشاركون كل مقطع فيديو وحددوا المشاعر أو العواطف التي كانت موجودة في هذا التعبير من قائمة ثمانية، الفرح والحب والخوف والمفاجأة والحزن والاشمئزاز والغضب والفضول، أظهرت الأبحاث الحديثة دليل على صحة البناء، أي بنية عامل مناسبة للافتراضات النظرية والارتباطات المعتدلة مع أنواع أخرى من الذكاء.
تمّ تطوير درجات (PEP) جديدة وهي درجات تشويه الإدراك العاطفي لكل من المشاعر الثمانية، عندما حدد المشارك وجوده في الفيديو، تمت إضافة نقطة واحدة إلى المقدار الإجمالي لتلك المشاعر، بالتالي تمّ الحصول على ثماني درجات نهائية تشير إلى المبلغ الإجمالي لكل عاطفة، في النهاية تمّ طرح من كل درجة التردد الفعلي لكل عاطفة في (PEP).
طريقة رورشاخ:
تتكون طريقة رورشاخ من عشر بطاقات تحتوي على بقع حبر متعددة الألوان، يتم إدارتها على مرحلتين، أولاً يستجيب المشاركون لما تبدو عليه اللطخات، ثمّ يتم إجراء توضيح بشأن ما أعطى هذه الفكرة، بعد ذلك يتم تشفير الكلمات اللفظية المسجلة، في الآونة الأخيرة أجرى الباحثون مراجعة شاملة لصلاحية الطريقة التي نتج عنها نظام (R-PAS) للإدارة والتدوين والتفسير المستخدم.