أغراض الزواج في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


أرادت الشريعة الإسلامية بأن يكون الرجل والمرأة طاهران شريفان عفيفان عزيزان كريمان نبيلان سيدان في عائلتهما وفي المجتمع، فالمرأة الذكية العاقلة لن تضيع حقوقها ولن تهدر حياتها إذا جعلت أساس إيمانها بالله تعالى يقينًا، وكذلك الزوج يجب السير لتنفيذ أوامر الله تعالى من غرض الزواج، ويخلصان في طاعتهم واتباعهم لأوامر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

أغراض الزواج في الإسلام

يكون الوالدين مسؤولين عن تربية الأبناء وبناء عائلة مسلمة واعية وراشدة، لا بد من الرجل والمرأة من تكوين علاقة شرعية في إطار الأسرة التي تحفظ لكل منهما حقوقه وواجباته، وتضمن لأطفالهم مستقبلاً كريماً والعيش بسعادة وكرامة، ويكونوا أشخاص صالحين في المجتمع.

شرّع الله تعالى الزواج لتأسيس علاقة قوية بين الزوجين، فهو عقد يؤسس في ظل الشريعة الإسلامية، لتحقيق مجموعة من الغايات والمقاصد النبيلة من هذه العلاقة، يجب التعرف على الأهداف والمقاصد لتجنب أي صعوبة تعكر صفو الحياة الأسرية والزوجية، أو يحد من تحقيق ما هي موكلة لفعله.

اقتضت الإرادة الإلهية في عدم ترك المرأة والرجل من دون غايات نبيلة يسعون لتحقيقها، وهناك العديد من  هذه الأهداف والمقاصد منها: امتثالًا لأمر الله تعالى، وتحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، ويوجد في الزواج   مقاصد يجب أن تتحقق اقترنت بصلاح الآخرة والدنيا سويا، وقد ذكر في كتاب الله تعالى بقضية الترغيب بالزواج في عديد من المواضع، قال تعالى: “فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ”، سورة النساء، الآية 3.

أهمية الزواج للأسر والمجتمعات المسلمة

اتفق علماء المسلمين جميعهم على أن الزواج من العبادات التي تكسب الشخص الأجر والثواب، خصوصاً إذا كان القصد من الزواج هو النسل والعفة وغيرها من الأمور التي تؤكد الشريعة الإسلامية تحقيقها في الزواج، ومن الأمور الضرورية للمرأة المسلمة تحقيق هدف حفظ واستمرارية النسل البشري التي دعا الإسلام إلى ضرورة تحقيقها، حيث يعد الزواج من أهم الأسباب لتكاثر الجنس البشري والمحافظة عليه، قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً”، النساء، آية 1.

كما أن الله تعالى استخلف الرجال والنساء على هذه الأرض لنشر وبناء الحياة فيها، إن هذا الاستخلاف لا يحدث بشكل مفرد، لذلك يجب على المرأة والرجل من الزواج لاستمرارية النوع البشري، والاعتدال في الغرائز الفطرية وتلبيتها، يعد الزواج هو السلوك السليم الوحيد لتلبية الغرائز الفطرية للمرأة والرجل بطريقة شرعية، تحت ظل الشريعة الإسلام ونظامها، ووقاية الزوجة والزوج المسلم من النظر إلى الحرام، أو حتى التفكير المبالغ به لهذه الأمور، مما يجعل المرأة والرجل متخلفين عن قضاء ما عليهم من حقوق والواجبات في الحياة الدنيوية.

كما أنه حماية للمجتمع ككل من الوقوع بالزنا، وانتشار الفاحشة والرذيلة فيه، بدليل قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ”، وهذا تحفظ الشريعة الإسلامية نسب الأطفال إلى آبائهم، بتحصين فروج النساء والرجال من المسلمين، عن كل ما هو محرم، وتحقيق السكن الجسدي والنفسي لهم، وتشتمل هذه السكينة في الزواج الإسلامي على الجسد والنفس، حيث أن الرحمة والسكينة من أروع المشاعر التي خلقها الله تعالى.

وخلق الله تعالى الإنسان وأودع فيه غريزة فطرية وهي الانجذاب نحو الطرف الآخر وتقتضي هذه الغريزة أن يتم تنظيمها بين الذكر والأنثى في الإطار الذي شرعه الله سبحانه وتعالى وهو الزواج، فبه تكتمل متعة الحياة وبه يستمر النسل البشري وهي بيئته وموطنه الطبيعي، وبه تقوم العلاقة السليمة البعيدة عن المحرمات لذا؛ اقتضت حكمة الله تعالى على أن يشب النساء والرجال على الانتماء للأسرة التي تشكل رباطا وثيقا وميثاقا غليظا بين الزوجين.

في النهاية يجب على الزوجين إعطاء هذه الرابطة كل ما تتطلبه من واجبات ومساعدة وحقوق وتضحيات ليكبر ثمار هذه الأسرة وهم الأطفال، في جو صحي مفعم بالحب والوفاء والانتماء لأفراد الأسرة و يردوا جزء من جميل الوالدين معهم حينما يتقدمان في السن، وقد خلق الله تعالى الغريزة السليمة للميل العاطفي بين الأنثى والذكر بصورة تلقائية تنبع من داخل صميم النفس، الزواج بالنسبة للمرأة والرجل يحقق ذلك.


شارك المقالة: