افتراضات نظرية الإرشاد المعرفي السلوكي

اقرأ في هذا المقال


يرى باترسون عام 1986، أنَّ الإرشاد السلوكي المعرفي ليس مجرد إرشاد سلوكي يرتبط ببعض الأساليب المعرفية، كما حصل في مجموعة من الطرق التي عرضها الكثير من المعالجين الذين يميلون للاتجاه السلوكي، أيضاً الذين وجدوا أهمية الأساليب المعرفية، منهم جولد فرايد، دافيسون، أوليري، ويلسون. إنَّ طريقة ميكينبوم في الإرشاد السلوكي المعرفي تتجه للمعرفية أكثرمن اتجاهها للسلوكية. تركز نظرية ميكينبوم بما يقوله الناس عن أنفسهم، أيضاً دورهم في تحديد سلوكهم.

افتراضات نظرية الإرشاد المعرفي السلوكي

أول فرضية لميكينبوم تقول (إنّ الأشياء التي يقولها الأشخاص لأنفسهم، تلعب دور مهم في تحديد السلوكيات التي سيبدأون القيام بها)، يتأثر السلوك بالعديد من النشاطات التي يقوم بها الأفراد، فهي تعمَّم عن طريق الأبنية المعرفية المختلفة. إنَّ الكلام الداخلي مع الذات أو المحادثة الداخلية، يخلق دافعية عالية عند الفرد ويساعده على تصنيف المهارات التي لديه، أيضاً يستطيع نوجيه تفكيره من أجل القيام بالمهارة المطلوبة.

يقول ميكينبوم أنّ تعديل السلوك يسلك طريق متسلسل في الحدوث، يبدأ بالحديث الداخلي وبنائه المعرفي والسلوك الذي يظهر، يحدد الاتجاه المعرفي الطرق والكيفية التي يقيِّم بها الشخص السبب الذي أدى لانفعاله، أيضاً الطريقة التي يعزو بها سبب هذا الانفعال، هل السبب هو أو هل الآخرون هم السبب؟

يقول ميكينبوم أنّه يوجد هدف وراء تغيير الفرد لحديثه الداخلي، يجب حصر حاجات الأفراد للشيء الذين يريدون أن يصلوا إليه، أيضاً الشيء الذين يتمنون أن يحدثونه في البيئة، كيف يقيمون المثيرات؟ لأيِّ شيءٍ يعزى أسباب السلوك والتوقعات عن القدرات الخاصة في معالجة الموقف الضاغط.

إنَّ إدراك الفرد يؤثِّر على الفسيولوجية والمزاج، يقول ميكينبوم أنَّ الانفعال الفسيولوجي ليس هو السبب الذي يعيق أو يقف في وجه تكيُّف الفرد فقط، لكن ما يتحدثه الفرد مع نفسه حول المثير هو الذي يحصر انفعالاته الحالية.

يرى ميكينبوم أنَّ التفاعلات التي تحدث بين الحديث الداخلي عند الشخص مع البناءات المعرفية، هي السَّبب الأساسي في تغيُّر سلوكيات الأفراد، إنّ عملية التغيير تحتاج أن يسلك الفرد بعملية الامتصاص، بمعنى أن يمتص الفرد سلوك بديل وجديد ثمَّ يقوم باستبداله عن السلوك القديم، أن يقوم بعملية التكامل، أي أن يظل عند الفرد بعض بناءاته المعرفية القديمة مع حدوث بناءات معرفية جديدة لديه.

يرى ميكينبوم أنَّ البناء المعرفي يحصر طبيعة الحديث الداخلي، يغير الحديث الداخلي في البناء المعرفي عن طريق (الدائرة الخيرة)، يجب على المرشد أن يتعرف على المُحتويات الإدراكية التي تحاول منع حدوث سلوك تكيفي جديد عند العميل، أيضاً الحوار الداخلي الذي فشل العميل في أن يقوله لذاته، يجب على المرشد أن يتعرّف على حجم ومدى المشكلة، ما هي توقعات العميل من عملية الإرشاد، أن يقوم المرشد بتسجيل أفكار العميل ومشاعره قبل وأثناء وبعد مرور العميل بالمشكلة التي يواجهها.

هناك وظيفة أُخرى للحوار الذي يحدث داخل الفرد، هي قدرة التأثير على البنية المعرفية والقيام بتغييرها، فالبنية المعرفية تقدِّم المفاهيم أي (التصورات)، التي تساعد على ظهور مجموعة من الجمل والعبارات الذاتية.

ما قصده مكينبوم بالبنية المعرفية، هو الجانب التنظيمي من جزء التفكير الذي يراقب ويوجه الطريقة وطريق واختيار الأفكار، يقصد أن يستفيد من نوع المشغل التنفيذي الذي يمسك خرائط التفكير، يحدد متى نقاطع ونغير ونوصِّل التفكير. إنَّ التغيرات التي تحدث بدون أي تغيير في الأبنية المعرفية، تعلِّم مهارة جديدة تتطلب تغيير في هذه البنية.

تحدث التغييرات البنائية عن طريق التشرب، بمعنى أن تندمج الأبنية الجديدة في الأبنية القديمة، كذلك يحدث عن طريق الإحلال أو الإزاحة، بمعنى تواصل الأبنية القديمة مع الأبنية الجديدة، كذلك عن طريق الاندماج، بحيث تستمر أجزاء من البناء المعرفي القديم في الوجود في بنية جديدة أكثر شمول.

إنَّ المحور الأساسي للإرشاد النفسي يركِّز على تغيير الكلام الذي يقوله العميل لنفسه، أي التي يتحدث بها مع نفسه، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، الذي يتسبب بسلوكيات وانفعالات جيدة بدلاً من السلوك والانفعالات غير الجيدة.

إنّ الإرشاد النفسي ينصب على تعديل التعليمات الداخلية التي يتحدث بها المسترشدون مع أنفسهم، بحيث يستطيعون أن يتعاملوا مع مواقف المشكلات التي يواجهونها، إضافةً إلى قدرة استخدام الأساليب الخاصَّة بنموذج (ميكينبوم) بشكل متفرد، يمكن إدماجها مع الأساليب السلوكية المعروفة، كذلك مع الطرق الخاصَّة بإعادة البناء المعرفي.


شارك المقالة: