الأحداث الرئيسية في القياس النفسي

اقرأ في هذا المقال


القياس النفسي هو أحد المجالات الدراسية التي تهتم بنظرية وأسلوب القياس النفسي، يركّز الفياس النفسي على المهارات المعرفة والقدرات والمواقف وسمات الشخصية والإنجاز التعليمي، على سبيل المثال اهتم العديد من الباحثين في القياس النفسي ببناء أدوات التقييم النفسي والتحقق منها، جزء آخر من المجال يهتم بالبحوث الإحصائية التي تؤثر على نظرية القياس.

الأحداث الرئيسية في القياس النفسي:

إنّ البحث السيكومتري ينطوي على مهمتين رئيسيتين هما، بناء الأدوات وتطوير إجراءات القياس، يوصف الأشخاص الذين يمارسون القياس النفسي بعلماء القياس النفسي، غالباً ما يكون لدى علماء القياس النفسي مؤهلات محددة، معظمهم من علماء النفس الحاصلين على تدريب متقدم للخريجين بالإضافة إلى المؤسّسات الأكاديمية التقليدية، يعمل العديد من أخصائيي القياس النفسي في الحكومة أو في أقسام الموارد البشرية، كما يتخصّص آخرون كمتخصصين في التعلم والتطوير.

صُمّمت أدوات القياس النفسي الأولى لقياس مفهوم الذكاء، تضمنت إحدى المقاربات التاريخية اختبار (Stanford-Binet IQ) الذي طوره في الأصل عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيه، اختبارات الذكاء هي أدوات مفيدة لأغراض مختلفة، المفهوم البديل للذكاء هو أنّ القدرات المعرفية داخل الأفراد هي مظهر من مظاهر المكون العام أو عامل الذكاء العام، كذلك القدرة المعرفية الخاصة بمجال معين، يتم تطبيق القياس النفسي على نطاق واسع في التقييم التربوي لقياس القدرات في مجالات مثل القراءة والكتابة.

كانت الأساليب الرئيسية في تطبيق القياسات النفسية في هذه المجالات هي نظرية الاختبار الكلاسيكي ونماذج قياس راش، أيضاً استجابة العنصر الأحدث، تسمح هذه المناهج الأخيرة بالتدرج المشترك للأفراد وعناصر التقييم والتي توفر أساس لرسم خرائط للاستمرارية التنموية من خلال السماح بوصف المهارات المعروضة في نقاط مختلفة على طول سلسلة متصلة.

كان التركيز الرئيسي الآخر في القياس النفسي على اختبار الشخصية، كانت هناك مجموعة من الأساليب النظرية لتصور الشخصية وقياسها، تشمل بعض الأدوات المعروفة أكثر من (Minnesota Multiphasic Personality Inventory) ونموذج (Five-Factor) وأدوات مثل (Personalality and Preferences Inventory) ومؤشر (Myers-Briggs Type)، كما تمت دراسة المواقف على نطاق واسع باستخدام المقاربات السيكومترية، الطريقة الشائعة في قياس المواقف هي استخدام مقياس ليكرت.

طوّر علماء القياس النفسي عدد من نظريات القياس المختلفة، تشمل هذه نظرية الاختبار الكلاسيكية ونظرية استجابة العنصر، النهج الذي يبدو رياضياً مشابهاً لـ (IRT)، لكنه أيضاً مميز تماماً من حيث أصوله وميزاته، يمثله نموذج (Rasch) للقياس، تطور نموذج راش والفئة الأوسع للنماذج التي ينتمي إليها، تمّ تأسيسه بشكل صريح على متطلبات القياس في العلوم الفيزيائية.

طور علماء القياس النفسي أيضاً طرق للعمل مع مصفوفات كبيرة من الارتباطات والتغايرات، التقنيات في هذا التقليد العام تشمل تحليل العوامل وطريقة لتحديد الأبعاد الأساسية للبيانات ومقياس متعدد الأبعاد، كذلك طريقة لإيجاد تمثيل بسيط للبيانات ذات عدد كبير من الأبعاد الكامنة وتجميع البيانات، فهي طريقة للعثور على الأشياء التي تشبه بعضها البعض، تحاول كل هذه الأساليب الوصفية متعددة المتغيرات استخلاص كميات كبيرة من البيانات في هياكل أبسط.

في الآونة الأخيرة تمثل نمذجة المعادلات الهيكلية وتحليل المسار مناهج أكثر تعقيد للعمل مع مصفوفات التغاير الكبيرة، تسمح هذه الطرق بتركيب نماذج متطورة إحصائياً على البيانات واختبارها لتحديد ما إذا كانت مناسبة، أحد أوجه القصور الرئيسية في تحليلات العوامل المختلفة هو عدم وجود توافق في الآراء في نقاط القطع لتحديد عدد العوامل الكامنة، الإجراء المعتاد هو إيقاف التحليل عندما تنخفض قيم (eigenvalues) ​​إلى أقل من واحد، يتعلق عدم وجود نقاط القطع بطرق أخرى متعددة المتغيرات أيضاً.

المفاهيم الرئيسية في المقاييس النفسية:

المفاهيم الأساسية في المقاييس النفسية هي الموثوقية والصلاحية، المقياس الموثوق به هو المقياس الذي يقيس البناء باستمرار عبر الوقت والأفراد والمواقف، كما أنّ المقياس الصالح هو الذي يقيس ما يُقصد قياسه، إنّ الموثوقية ضرورية ولكنّها ليست كافية للصلاحية، يمكن تقييم كل من الموثوقية والصلاحية إحصائياً، كما يمكن تقييم الاتساق على المقاييس المتكررة لنفس الاختبار باستخدام معامل ارتباط بيرسون، غالباً ما يطلق عليه موثوقية الاختبار وإعادة الاختبار.

بالمثل يمكن فهرسة تكافؤ الإصدارات المختلفة لنفس المقياس من خلال ارتباط بيرسون، يسمّى موثوقية الأشكال المكافئة أو مصطلح مشابه، وفقاً لخبراء بارزين قد يتسبب التحيُّز في الاختبار في حدوث اختلافات في متوسط ​​الدرجات عبر المجموعات الديموغرافية، لكنّ الاختلافات في درجات المجموعة ليست دليل كافي على وجود تحيز الاختبار بالفعل؛ لأنّ الاختبار يمكن أن يقيس الاختلافات الحقيقية بين المجموعات، يستخدم علماء القياس النفسي أساليب علمية متطورة للبحث عن تحيز الاختبار والقضاء عليه.

عادة ما يُنظر إلى اعتبارات الصلاحية والموثوقية على أنّها عناصر أساسية لتحديد جودة أي اختبار، مع ذلك غالباً ما وضعت الجمعيات المهنية والممارسين هذه المخاوف في سياقات أوسع، عند تطوير المعايير وإصدار أحكام عامة حول جودة أيّ اختبار ككل في سياق معين، أحد الاعتبارات المثيرة للقلق في العديد من إعدادات البحث التطبيقي هو ما إذا كان مقياس جرد نفسي معين ذا مغزى أو تعسفي.


شارك المقالة: