الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من الصعوبات العديدة التي واجهها علماء النفس في محاولة تقديم منهجية واضحة لتشكيل وتنفيذ النظريات العلمية، فقد تم إحراز تقدم مهم في فهم كيف يمكن للملاحظة أن تقدم دليلاً على نظرية معينة، كان العمل في الإحصاء مهمًا لفهم كيفية اختبار النظريات تجريبيًا، وفي العقود الأخيرة تم تطوير أدبيات ضخمة تحاول إعادة صياغة التأكيد بمصطلحات منهجية.

الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس

أصبح للإحصاء دور متزايد الأهمية في منهجية العلوم التجريبية في علم النفس منذ القرن التاسع عشر فصاعدًا، في ذلك الوقت أخذت نظرية الإحصاء والاحتمالات دورًا منهجيًا كتحليل للاستدلال الاستقرائي، واستمرت محاولات ترسيخ عقلانية الاستقراء في بديهيات نظرية الاحتمالات طوال القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر.

في الوقت نفسه كان للتطورات في نظرية الإحصاء نفسها تأثير مباشر وهائل على الطريقة التجريبية، بما في ذلك طرق قياس عدم اليقين في الملاحظات مثل طريقة المربعات الصغرى، والمعايير لرفض القيم المتطرفة واختبارات الأهمية.

أدت هذه التطورات في الإحصاء بدورها إلى مناقشة انعكاسية بين كل من الإحصائيين وعلماء النفس حول كيفية إدراك عملية اختبار الفرضيات، ما إذا كان استنتاجًا إحصائيًا صارمًا يمكن أن يوفر تعبيرًا رقميًا عن درجة الثقة في الاختبار، حيث أن الفرضية أو ما إذا كان ينبغي اعتبارها قرارًا بين مسارات مختلفة من الإجراءات التي تضمنت أيضًا مكونًا قيمًا.

من وجهة نظر الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس كان اختبار الفرضيات منهجية لتحديد وقت قبول أو رفض فرضية إحصائية، أي أنه يجب رفض الفرضية من خلال الدليل إذا كان هذا الدليل غير مرجح بالنسبة للنتائج المحتملة الأخرى؛ نظرًا لأن الفرضية صحيحة، في المقابل يجب أن تلعب نتيجة الخطأ دورًا أيضًا عند الاختيار بين الفرضيات.

عند تقديم التمييز بين خطأ رفض فرضية صحيحة وقبول فرض خاطئ جادلوا علماء النفس بأن الأمر يعتمد على عواقب الخطأ لتقرير ما إذا كان من المهم تجنب رفض فرض صحيح فرضية أو قبول كاذبة، ومن ثم تهدف الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس إلى نظرية الاستدلال المنطقي التي مكنت من التعبير العددي عن الثقة في الفرضية.

بالنسبة للأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس كانت النقطة المهمة هي البحث عن الحقيقة وليس المنفعة، حيث أنها قدمت استراتيجية للسلوك الإنساني الاستقرائي لاتخاذ القرار بين مسارات العمل المختلفة، ولم تكن النقطة المهمة هي ما إذا كانت الفرضية صحيحة ولكن ما إذا كان ينبغي على المرء أن يتصرف كما لو كان كذلك.

الأحكام الأخلاقية في الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي

تم العثور على مناقشات مماثلة في الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس الأخلاقي، الذي جادل أنه نظرًا لأنه لا يمكن التحقق من الفرضيات العلمية تمامًا فإن التحليل الكامل لأساليب الاستدلال العلمي يتضمن أحكامًا أخلاقية يجب أن يقرر فيها العلماء ما إذا كان الدليل قويًا بما فيه الكفاية أم لا، أن الاحتمال مرتفع بما يكفي لتبرير قبول الفرضية الأمر الذي سيعتمد مرة أخرى على أهمية ارتكاب خطأ في قبول أو رفض الفرضية.

دافع علماء النفس الأخلاقي عن وجهة نظر ذات قيمة محايدة للعلم والتي يجب على العلماء أن يضعوا مواقفهم وتفضيلاتهم ومزاجهم وقيمهم بين قوسين عند تقييم صحة استنتاجاتهم، وفي العقود الأخيرة ركزت المناقشات الأخلاقية لتقييم الفرضيات الاحتمالية عن طريق الاستدلال الإحصائي إلى حد كبير على النظرية التقييمية التي تفهم الاحتمالية كمقياس لدرجة إيمان الشخص بحدث ما.

بالنظر إلى المعلومات المتاحة والتكرار الذي يفهم الاحتمال على أنه فترة طويلة وتكرار الجري لحدث قابل للتكرار، ومن ثم تشير الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس إلى حالة المعرفة، بينما تشير احتمالات المتكرر إلى تكرار الأحداث.

تهدف الأحكام الأخلاقية في الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس إلى توفير تمثيل حسابي قابل للقياس الكمي لمراجعة المعتقدات، حيث تكون مراجعة المعتقدات هي وظيفة المعتقدات السابقة أي المعرفة السابقة والخلفية والأدلة الواردة.

تستخدم الأحكام الأخلاقية في الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس قاعدة تستند إلى نظرية التقييم، وهي نظرية في حساب الاحتمالات التي تتعلق بالاحتمالات الشرطية، حيث يتم تفسير احتمالية صحة فرضية معينة على أنها درجة من الاعتقاد أو المصداقية للعالم، وهناك أيضًا احتمال ودرجة من الاعتقاد بأن الفرضية ستكون صحيحة مشروطة بجزء من الدليل.

تحظر الأحكام الأخلاقية في الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس أنه من المنطقي للعالم أن يقوم بتحديث اعتقاده في الفرضية إلى هذا الاحتمال الشرطي إذا تبين أن الدليل، في الواقع قد لوحظ أنه يهدف التكرار إلى توفير الأدوات لتقليل معدلات الخطأ على المدى الطويل، مثل النهج الإحصائي للخطأ والذي يركز على كيفية تمكن المجربين من تجنب كل من أخطاء النوع الأول والنوع الثاني من خلال بناء مجموعة من الإجراءات التي تكتشف الأخطاء في حالة وجودها وفقط في حالة وجودها.

أهم الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس

تتمثل أهم الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- الممارسات الإبداعية والاستكشافية

مشكلة التمييز بين سياقات الاكتشاف والتبرير التي برزت بشكل بارز في فلسفة علم النفس هي أنه لا يمكن رؤية مثل هذا التمييز بوضوح في النشاط العلمي، وهكذا في العقود الأخيرة تم الاعتراف بأن دراسة الابتكار والإبداع والتغيير المفاهيمي لا ينبغي أن تقتصر على علم النفس فقط، بل هي أيضًا جوانب مهمة من الممارسة العلمية التي يجب أن تتناولها فلسفة العلم والاكتشاف العلمي.

وأدى البحث عن الممارسات التي تقود الابتكار المفاهيمي إلى قيام علماء النفس بفحص كل من ممارسات التفكير للعلماء والمجال الواسع للممارسات التجريبية التي لا يتم توجيهها بشكل ضيق نحو اختبار الفرضيات، أي التجريب الاستكشافي.

2- الأساليب الحاسوبية والطرق الجديدة

تعتبر الأساليب الحاسوبية والطرق الجديدة قادرة على معالجة الكميات الضخمة من البيانات المطلوبة في فترة زمنية معقولة، حيث أنها تسمح بإجراء تجارب أكثر تفصيلاً من خلال النمذجة والمحاكاة وقد تشكل شكلاً من أشكال التجربة نفسها للمنهج العلمي.

يمكن استخدام الأساليب الحاسوبية والطرق الجديدة في تفسير وتوضيح القياسات والكميات والحسابات والتحليلات الإحصائية؛ وذلك لأسباب عملية لا يمكن تنفيذ هذه العمليات بطريقة أخرى، فإن العديد من الخطوات المتضمنة في الوصول إلى نتيجة على أساس التجربة تتم دون تدخل أو وعي مباشر من الإنسان.

في النهاية نجد أن:

1- الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس هي وسائل حديثة ومتطورة قام بها علماء النفس المعاصر مع الانتباه للنظريات العلمية وكيفية توظيفها في الاتجاهات النفسية المتنوعة.

2- تتضمن الأساليب الإحصائية لاختبار الفرضيات للمنهج العلمي في علم النفس الممارسات الإبداعية والاستكشافية وأساليب الحاسوب والطرق الجديدة.

المصدر: علم النفس الاجتماعى أسسة النظرية وتطبيقاته العلمية، فاروق السعيد جبريل، 1987مبادئ علم النفس، صابر خليفة، 2009مفهوم المنهج العلمي، يمنى طريف الخولي، 2021نظريات علم النفس، أحمد القبابجي، 1959


شارك المقالة: