الأسرة الصحية في العلاج الأسري البنائي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الأسرة الصحية

الأسرة الصحية هي الأسرة التي تتمتع بتوازن وظيفي بين أفرادها، حيث يتمكن الأفراد من التواصل بوضوح، والتعاون بشكل فعال، واحترام احتياجات الآخرين. تمتاز هذه الأسرة بقدرتها على مواجهة المشكلات وحلها بطريقة جماعية، مع توفير الدعم النفسي والعاطفي لجميع الأفراد. في العلاج الأسري البنائي، يتم توجيه الأسرة نحو تحسين تفاعلاتهم وبناء بيئة تسمح بالنمو الشخصي والعائلي.

نظرية الأسرة الصحية في العلاج الأسري البنائي

لا يعتقد منيوشن أنَّ وجود نظام بنائي واحد للعائلة يُعَدّ موشر جيد على صحة العائلة، لكن العائلة الصحية هي العائلة التي تمتلك القدرة على أنْ تبدل الأبنية لتحقيق متطلبات مراحل حياة العائلة المتعددة أو اضطربات الأسرة، وتُعَدّ الصعوبات التي تواجه الأسرة جزء من الحياة الأسرية، وللقضاء على هذه الصعوبات تحتاج الأسرة إلى بعض التغييرات في أنظمتها.

بالنسبة للمقدمين على الزواج، فإنََ المهمة الأولى لهم هي تحديد حدود داخلية وخارجية، ترسم لهم نسق معين ويظهرون للآخرين كنظام زوجي، فالزوجين الجُدد محتاجين إلى أن يطوروا مجموعة من الأنظمة التي تبرزهم وتميزهم عن عائلاتهم الأصلية.

مثلاً: يقوم الزوجان بتوضيح حياتهم الزوجية أثناء مجادلاتهم بما يتلاءم مع الأنظمة التي اكتسبوها من أسرهم الأصلية، ولديهم القدرة والإمكانية في تعديل هذه الأنظمة والاتجاهات لتكوين هويتهم الخاصة كزوجين.

إنَّ التمكن من إقامة النقاشات والحوارات بشكل فعّال وناجح، تُمكّن الزوجان من وضع حدود جديدة يستقلّون بها عن أسرهم الأصلية، وعلى كلا الزوجين أن يحافظوا على طبيعة علاقاتهم مع العائلات الأصلية، لتقديم التضحية والعون لهم.

أيضاً على الزوجين أن يرسموا حدوداً داخلية، فعلى كل منهما وضع قوانين تسمح لكل فرد من أن يُحقّق الذاتية الشخصية، يمارس نشاطاته المفضلة وغيرها، إنَّ الأسرة السليمة هي التي تطور من بنائها بما يتلاءم مع تحقيق متطلبات أعضائها، ويوجهها نحو التغيير.

أهداف العلاج الأسري البنائي

العلاج الأسري البنائي يسعى إلى تحقيق عدة أهداف أساسية لتحقيق مفهوم الأسرة الصحية، ومن بين هذه الأهداف:

  • تعزيز التواصل الفعّال: العمل على تحسين طرق التواصل بين أفراد الأسرة، بحيث يكونوا قادرين على التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة مباشرة وواضحة. يعزز هذا التواصل من التفاهم المتبادل ويقلل من فرص سوء الفهم.

  • إعادة هيكلة الأدوار: قد يعاني بعض الأسر من مشكلات ناتجة عن أدوار غير واضحة أو متداخلة بين أفرادها. في العلاج البنائي، يتم العمل على إعادة توزيع الأدوار بشكل يعكس احتياجات كل فرد وقدراته، مما يسهم في تقوية بنية الأسرة.

  • تطوير القدرة على حل المشكلات: يساعد العلاج الأسري البنائي الأسر على تطوير أساليب فعالة لحل النزاعات والمشكلات التي قد تنشأ بينهم، من خلال استخدام استراتيجيات بناءة بدلاً من التصرفات السلبية أو الانسحابية.

  • تعزيز الدعم العاطفي: يركز العلاج البنائي على أهمية تقديم الدعم العاطفي داخل الأسرة، حيث يعمل المعالج على توجيه الأسرة لتعزيز مشاعر الحب والاهتمام فيما بينهم، مما يسهم في تقوية الروابط الأسرية.

خصائص الأسرة الصحية في العلاج الأسري البنائي

الأسرة الصحية التي تسعى نحوها برامج العلاج البنائي تتميز بعدد من الخصائص التي تجعلها قادرة على تحقيق التوازن والاستقرار، ومنها:

  • المرونة: قدرة الأسرة على التكيف مع التغيرات والمواقف المختلفة. فهي لا تتصلب في تقاليدها بل تكون مرنة بما يكفي لتغيير قواعدها وأساليب تعاملها عند الضرورة.

  • الحدود الواضحة: الحدود في الأسرة الصحية تكون واضحة، بحيث يعرف كل فرد ما له وما عليه، مما يساعد في الحفاظ على الخصوصية وفي الوقت ذاته يدعم التواصل المفتوح.

  • التقدير المتبادل: الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة يعتبر أساسيًا، حيث يُقدّر كل فرد احتياجات الآخرين وآرائهم، ويسعى الجميع لتحقيق رفاهية مشتركة.

  • التوازن بين الاستقلال والاعتماد: تمتاز الأسرة الصحية بالتوازن بين السماح لكل فرد بالنمو الشخصي والاستقلالية، وفي الوقت ذاته المحافظة على روح الجماعة والترابط.


شارك المقالة: