الأسس الاجتماعية للإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأسس الاجتماعية للإرشاد النفسي؟

يعتبر العامل الاجتماعي من العوامل المؤثرة الهامة في حياتنا الشخصية على كافة الأصعدة العامة أو الخاصة، ويهتم علم الإرشاد النفسي بالأسس الاجتماعية على اعتبارها أسس قادرة على تغيير حياة الرد والتأثير على حاضره ومستقبله، ولعلّ الأسس الاجتماعية تتعلّق بحياة الفرد التي يعيشها وفقاً للأسرة والمجتمع والبيئة التي نشأ أو يتواجد فيها، فما هو أبرز هذه الأسس الخاصة بالإرشاد النفسي؟

ما أبرز الأسس الاجتماعية التي يعمل الإرشاد النفسي على معالجتها؟

1. إشباع حاجات الفرد:

لعلنا فيهذه الحياة نطمح إلى عدد من الاحتياجات العامة ولخاصة التب تتعلّق بحاجياتنا الأساسية، فنحن نتطلّع إلى الحصول على الأمن والأمان والراحة والطمأنينة والثقة، كما ونتطلّع إلى اشباع احتياجاتنا الخاصة بالمأكل والمشرب وإيجاد شريك الحياة، وغيرها من المتطلبات التب تضمن لنا البقاء بصورة طبيعية تتوافق مع مبادئ البشرية، ولعلّ علم الإرشاد النفسي من خلال إقامة علاقة إرشادية يعمل على تحقيق هذه الاحتياجات ولو بصورة نسبية.

إنّ العملية الإرشادية تعمل بصورة عامة على إدماج الفرد بالمجتمع ومحاولة وضعه في صورة التطورات التي تحدث بوتيرة متسارعة، حيث أنّ البعض لا يستطيع أن ينتقل من خلال المراحل الفكرية لمواكبة التطورات التي تحدث في المجتمع، مما يجعله شخصاً متأخراً أو رجعياً غير قادر على مواكبة التطوّر بصورة صحيحة، وهذا الأمر في كثير من الأحيان يؤدي إلى مشاكل نفسية تتعلق بالعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على تقبّل الآخرين، وعدم قدرة الفرد على تقبّل التطورات الاجتماعية الهامة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تشكّل بعض المشاكل النفسية التي تتطلّب العملية الإرشادية بكافة تفاصيلها الاجتماعية الهامة.

2. تنشيط العملية الإرشادية من أجل الاندماج مع المجتمع:

يعاني البعض من عدم القدرة على الاندماج مع المجتمع على اعتقاد بأنّ المجتمع لا بدّ وأن يكون مشابهاً له في التصرفات وطريقة التفكير والنظرة إلى الآخر، وهذا الأمر في كثير من الأحيان يؤدي إلى خلق حالة من العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على قبول الرأي الآخر والاستخفاف بالآخرين لدرجة تجعل منهم أشخاصاً منبوذين، حيث تعمل العملية الإرشادية على محاولة تنشيط العامل الاجتماعي لدى الفرد، ووضعه بصورة التطورات الاجتماعية التي تحدث كلّ يوم، ومقدار التطور الذي يحصل للمجتمعات والت يجب أن نتقبّلها من أجل الاستمرار في الحياة.

3. تنمية فكرة احترام الآخر ضمن المجموعة أو خارجها:

يعاني بعض الأفراد من مشاكل تتعلّق بتقدير الذات، ومشاكل أخرى تتعلّق بتقدير الآخرين والقدرة على قبولهم والاندماج معهم، ولعلّ فكرة تنمية احترام المسترشد للآخرين تعتبر من أصعب المهام التي يقوم المرشد بها أثناء سير العملية الإرشادية، وهي تحتاج إلى الكثير من التعديلات الفكرية والنفسية للتماشي مع متطلبات المرحلة، والقدرة على قبول الرأي الآخر والاندماج معه بصورة لائقة، وهذا الأمر لا بدّ وأن يحدث بداية ضمن نطاق المجموعة الواحدة، لينتشر بعد ذلك من خلال المجتمع بصورة عامة، والنجاح في تطبيق هذا الأمر يعتبر من أبرز عوامل نجاح العملية الإرشادية بصورة عامة.

3. إيمان المسترشد بالتكافل الاجتماعي ومساعدة الآخر:

لا تقوم المجتمعات على الأعمال الفردية بصورة بحتة، فهي تقوم على أساس من التوافق الفكري والتماسك المجتمعي الذي يتم بصورة تفاعلية بين جميع أفراد المجتمع، ومن يقوم بالخروج بأفكاره عن الجماعة يعتبر متعصّباً فكرياً ويعاني من مشكلات على الصعيد الاجتماعي، ولعلّ العملية الإرشادية تعمل بصورة دائمة على محاولة إقناع المسترشد بأنه جزء من المجتمع، وأنه إن لم يكن جزءاً فاعلاً يقوم على التواصل الإيجابي مع الآخرين، سيشكّل عبئاً عليه وسيحتاج وقتها إلى العملية الإرشادية التي تساعده على الاندماج والتفاعل مع المجتمع بطريقة صحيحة.

يعتبر العامل الاجتماعي من العوامل الهامة المؤثرة على حياة الفرد، وفي حال حدث أي تشوّه فكري أو اعتقاد سائد غير صحيح يؤثر هذا الأمر بصورة كبيرة على الجانب النفسي وطريقة تعامل الفرد مع الآخرين، ليبدأ البحث عن الحلول ليجد الفرد نفسه أمام علم الإرشاد النفسي خاضعاً للعملية الإرشادية التي تساعد المسترشد على الوثوق بالآخرين، ومعرفة توجهاتهم الفكرية والنفسية وطريقة تفاعلهم وتواصلهم مع المجتمع، ومعرفة أبرز المعيقات التي تحول دون اندماج الفرد وتواصله الإيجابي مع الآخرين، ويعتبر العامل الاجتماعي من أبرز المفاهيم التي لا بدّ من تصحيحها لدى شخصية المسترشد بصورة عامة.


شارك المقالة: