الأطفال يقلدون لغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


لا بدّ من أننا قد اكتسبنا أبجديات لغة الجسد من خلال آباءنا وأمهاتنا، ومن المؤكد أيضاً أنّ السنوات الأولى في حياة كلّ واحد منّا كان لها الأثر الأكبر على كيفية استخدامنا للغة الجسد باقي سنوات حياتنا، فنجد أنّ الآباء يملكون لغة جسد إيجابية انعكست بشكل مباشر على أبنائهم وجعلت منهم أشخاصاً لطفاء قادرين على استخدام لغة جسد بنّاءة، ونجد قسماً آخر من الآباء قد أكسبوا وعلّموا أبنائهم لغة جسد سلبية انعكست على تصرفاتهم وأفكارهم إلى بقيّة حياتهم.

ما دور الآباء في إكساب الأبناء لغة الجسد؟

من الضروري أن يدرك الآباء أنّ أغلب الأطفال لوحات فارغة، وأنّ بوسع المجتمع وخصوصاً الآباء أن ينقشوا في هذه اللوحات ما يشاؤون بما يتناسب ولغة جسدهم، حيث يبدؤون بتعلّم دروس الحياة، وكثيراً مما سيكتشفونه سيأتي من خلال التواصل غير المنطوق أو لغة الجسد التي سيتعلمونها من خلال آبائهم ومعلميهم وأقربائهم وأصدقائهم وحتّى الغرباء.

على الرغم من أنّ مصادر المعلومات المتعلّقة بكيفية اكتساب لغة الجسد عديدة ولا يمكن إحصائها، إلّا أن هناك أمراً واحدً يحتاج إليه كلّ واحد منا في مرحلة الطفولة والنشأة، وهو الشعور بأهمية لغة الجسد كضرورة لا يمكن الاستغناء عنها؛ فهي التي تعطينا القدرة على إثبات الذات وتصحيح الوقائع والحقائق.

لغة جسد الأطفال تحتاج إلى المتابعة والتعديل:

يمكن للأطفال الذين يستخدمون الإيماءات غير المنطوقة التي تدلّ على لغة جسد عدوانية، في التعبير عن أنفسهم بطريقة مغايرة لمجتمعاتهم، فالأطفال لا يحملون زمام المبادرة لفعل ما هو خير، بل يحتاجون إلى التوجيه والدعم حتّى يعثروا على لغة جسد تتناسب وحقيقتهم والشيء الذي يؤمنون به، وبمجرد أن يتعلّم الطفل كيفية توجيه الطاقة نحو نشاط ما يستمتع به سنجده يجيد استخدام لغة الجسد على أبهى صورها.
ليس سهلاً أن يتمّ القضاء على لغة الجسد السلبية التي لدى الأطفال، وهذا الأمر يحتاج أن يتمّ استبدالها بأخرى إيجابية تتمثّل بالقدرة على الابتسام وتغيير تعابير الوجه والعينين والتخلّص من تعابير الكذب والقلق التي يعيشها العديد من الأطفال بسبب نقص تعاليم لغة الجسد التي نشأ عليها بالشكل الصحيح.


شارك المقالة: