يقوم علم الإرشاد النفسي على مجموعة من المؤشرات والأعراض التي لا بدّ وان تظهر في شخصية المسترشد قبل اللجوء إلى العملية الإرشادية، ولا يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بتقييم حالة الفرد واحتسابه على برنامج العملية الإرشادية قبل التحقّق من صحّة الأعراض ومدى خطورتها على حالة المسترشد، وتقاس الأعراض الرئيسية التي توجب انخراط المسترشد في العملية الإرشادية بناء على مدى الضرر الذي تلحقه بالمسترشد من ناحية شخصية ومهنية ومجتمعية، وهذا الأمر من شانه أن يتمّ وضع مجموعة من الأولويات لمدى خطورة هذه الأعراض قبل البدء بالعملية الإرشادية.
الأعراض التي تظهر على المسترشد قبل خضوعه للعملية الإرشادية
1. الخوف من الواقع
يعاني الكثير من المسترشدين العديد من المشاكل النفسية التي تضع بينهم وبين الواقع حاجزاً لا يمكن تجاوزه، ولعلّ هذا الحاجز يقوم على مبدأ الخوف من الواقع وعدم القدرة على المواجهة، فهؤلاء الأشخاص تظهر لديهم بوادر نفسية تمنعهم من الظهور أمام الآخرين، فهم عادة ما يخشون المواجهة ولا يستطيعون أن يبرّروا أفعالهم بصورة صريحة، ولعلّ هذا الخوف غير المبرر يعتبر دليلاً صارخاً على حاجة المسترشد إلى عملية الإرشاد النفسي التي تعتبر الوسيلة الأكثر أماناً لتنمية الذات ومعرفة أبرز المشكلات التي يعاني منها المسترشد بشكل عام.
2. الغموض
يمتاز الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية بالغموض وعدم القدرة على فهم الواقع، وتعتبر هذه المشكلة أمراً بالغ الخطورة إذ أنهم يحاولون إظهار صمتهم وقدرتهم على إثبات مكانتهم من خلال التزام الصمت والغموض، ولكن مع مرور الوقت لا يمكن تفسير هذا الغموض إلا أنه مشكلة نفسية تتعلّق في مقدار الثقة بالآخرين وبالنفس أساساً، ويعتبر الغموض من العلامات الرئيسية الدالة على حاجة الفرد إلى الإرشاد النفسي، وعادة ما يتمّ التعامل مع هذه المشكلة النفسية من خلال أساليب إرشادية خاصة تقوم على محاولة المكاشفة مع الذات.
3. ضعف التواصل الإيجابي
تظهر بعض المؤشرات الدالة في شخصية الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية بصورة كبيرة من خلال ضعف التواصل الإيجابي مع الآخرين، فهم عادة ما يحاولون إثبات وجهات نظرهم بصورة عنيفة تميل إلى التطرف الفكري، ولا يقبلون تغيير معتقداتهم بصورة سريعة، وينكرون قيمة الآخرين ولا يأخذون لإنجازات الذين هم حولهم بالاً.