الأنانية الأخلاقية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تدّعي الأنانية الأخلاقية في علم النفس أنه يجب علينا أخلاقياً القيام ببعض الإجراءات، ومنها فإن تنفيذ هذا الإجراء يزيد من مصلحتنا الشخصية، حيث يهتم كل فرد بجميع أهدافه الذاتية التي تخدم الدوافع الجوهرية الشخصية.

الأنانية الأخلاقية في علم النفس

تدّعي الأنانية الأخلاقية في علم النفس أنه يجب علينا أخلاقياً القيام ببعض المواقف والسلوكيات الإنسانية والاستراتيجيات الشخصية التي تنبع من دافع جوهري داخلي، حيث إن تنفيذ هذا الإجراء يزيد من المصلحة الشخصية للفرد، وهناك احتمالات أخرى غير التعظيم قد يدعي المرء على سبيل المثال أنه يجب على المرء تحقيق مستوى معين من الرفاهية الشخصية، ولكن لا يوجد شرط لتحقيق المزيد.

قضايا الأنانية الأخلاقية في علم النفس

تتعلق إحدى القضايا في الأنانية الأخلاقية في علم النفس بمدى اختلاف الأنانية الأخلاقية في المحتوى عن النظريات النفسية الأخلاقية القياسية، فقد يبدو أنه يختلف كثيرًا بعد كل شيء فإن النظريات الأخلاقية مثل النفعية والأخلاق والحس السليم والحدس تتطلب أن يعطي الفاعل وزنا لمصالح الآخرين، وتتطلب أحيانًا تضحيات غير مدفوعة الأجر، لا سيما عندما تكون الخسارة للعامل صغيرة والمكاسب للآخرين كبيرة.

لنفترض أن تكلفة إنقاذ شخص يغرق هي تبلل قميص الشخص المنقذ، يمكن للأناني الأخلاقي الرد مع ذلك أن الأنانية تولد العديد من نفس الواجبات للآخرين، والحجج قائمة بأنه يحتاج كل شخص إلى تعاون الآخرين للحصول على سلع مثل الدفاع أو الصداقة، إذا كان الفرد يتصرف وكأنه لا يعطي وزناً للآخرين، فلن يتعاون الآخرين معه، إذا قال أنه فشل بوعده عندما يكون ذلك في مصلحته الشخصية المباشرة، لن يقبل الآخرين وعوده بعد ذلك وقد يهاجموه، ويكون هذا الشخص بحال أفضل من خلال التصرف كما لو كان للآخرين وزن بشرط أن يتصرفوا كما لو كان لديهم وزن في المقابل.

من غير المحتمل أن تثبت هذه القضية البرهان أن الأنانية الأخلاقية تولد جميع الواجبات المعيارية تجاه الآخرين؛ لأن الجدل يعتمد على قدرة الآخرين على التعاون معي أو مهاجمة الفرد في حال فشل في التعاون، ففي التعامل مع الآخرين الذين يفتقرون إلى هذه القدرات، لا يوجد لدى الأناني سبب للتعاون، وتعتبر الواجبات تجاه الآخرين الموجودة في النظريات الأخلاقية القياسية ليست مشروطة بهذه الطريقة.

الاختلاف بين الأنانية الأخلاقية والنظريات الأخلاقية المعيارية في علم النفس

يظهر الاختلاف بين الأنانية الأخلاقية والنظريات الأخلاقية المعيارية في علم النفس بطرق متعددة، أولاً تصنف الأنانية الأخلاقية على أنها أهم الواجبات التي تحقق لها أعلى عائد، بينما تحدد النظريات الأخلاقية المعيارية الأهمية على الأقل جزئيًا من خلال النظر في العائد الذي يحصل عليه أولئك الذين ساعدوا، إن ما يجلب لهم أعلى عائد ليس بالضرورة هو الذي يجلب أعلى مردود لأولئك الذين تمت مساعدتهم.

لا يمكن توسيع حجة التعاون لتبرير التضحيات الكبيرة للغاية مثل سقوط الفرد فإن تلك النظريات الأخلاقية المعيارية تصنف إما على أنها الأكثر أهمية أو تفوقًا، وهنا تعتمد حجة التعاون على خسارة قصيرة الأجل مثل الوفاء بوعد من غير الملائم الوفاء به، ومنها يتم تعويضها من خلال مكاسب طويلة الأجل مثل الوثوق بالوعود المستقبلية، عندما تكون الخسارة المباشرة هي حياة المرء أو سمات لا يمكن تعويضها مثل البصر، فلا يوجد مكسب طويل الأمد وبالتالي لا توجد حجة أنانية للتضحية.

قد يرد الأناني الأخلاقي عن طريق أخذ حجة التعاون إلى أبعد من ذلك، ربما لا يمكن للفرد الحصول على فوائد التعاون دون التحول إلى نظرية أخلاقية غير أنانية، أي أنه لا يكفي أن يتصرف كما لو كان للآخرين وزن، بل يجب أن يعطيهم وزنا حقا، ولا يزال بإمكانه اعتبار نفسه أناني بمعنى أنه تبنا نظرية غير الأنانية على أسس أنانية.

هناك طريقة أخرى لمحاولة إظهار أن الأنانية الأخلاقية والنظريات الأخلاقية القياسية لا تختلف كثيرًا، فقد يحمل المرء نظرية موضوعية معينة عن المصلحة الذاتية، والتي بموجبها تكمن رفاهية الفرد في امتلاك الفضائل التي تتطلبها النظريات الأخلاقية القياسية، هذا يتطلب حجة لإظهار أن هذه النظرية الموضوعية الخاصة تعطي الاعتبار الصحيح للمصلحة الذاتية، كما أنه يواجه قلقًا بالنسبة لأي نظرية موضوعية وتبدو النظريات الموضوعية غير قابلة للتصديق باعتبارها حسابات للرفاهية.

إذا كانت كل تفضيلات الفرد على سبيل المثال تفضل تجاهل محنة الآخرين، ولا تعتمد هذه التفضيلات على معتقدات خاطئة حول قضايا مثل احتمال تلقي المساعدة، يبدو من غير المعقول وبشكل مرفوض الادعاء بأن رفاهيته حقًا تكمن في مساعدة الآخرين، وقد يكون من واجبه مساعدة الآخرين، وقد يكون العالم أفضل إذا ساعد الآخرين، لكن هذا لا يعني أنني أفضل حالًا بمساعدة الآخرين.

مشاكل الأنانية الأخلاقية في علم النفس

إحدى المشاكل هي أنه من غير المحتمل أن يحصل الفرد على فوائد التعاون فقط عن طريق التحويل في الاختلاف بين الأنانية الأخلاقية والنظريات الأخلاقية المعيارية، شريطة أن يتصرف كما لو كان للآخرين وزنًا لفترة كافية، فإن الآخرين سيعتبرونه على أنه يمنحهم وزنًا وبالتالي يتعاونون معه، سواء كان يعطيهم وزنًا أم لا، في كثير من المواقف لن يكون لدى الآخرين القدرة على رؤية حافز الفرد الحقيقي أو الاهتمام به.

مشكلة أخرى هي أن التحويل يمكن أن يكون مكلفًا في الأنانية الأخلاقية في علم النفس، فقد يُطلب من الفرد من خلال أخلاقه غير الأنانية أن يقدم تضحية لا يمكن أن يعوض عنها أو يفوت مكسبًا كبيرًا بحيث لا يتم تعويض تفويته عنه، بما أنه تحول من الأنانية، لم يعد بإمكانه رفض تقديم التضحية أو التخلي عن المكسب على أساس أنه لن يدفع، ومن الأكثر أمانًا ومن الممكن على ما يبدو، أن يظل الشخص أحياناً أنانيًا أثناء التعاون في معظم الحالات، إذا كان الأمر كذلك فإن الأنانية الأخلاقية والأخلاق المعيارية ستتباين في بعض الحالات.

حجج الأنانية الأخلاقية في علم النفس

بالطبع لا يحتاج الاختلاف بين الأنانية الأخلاقية والنظريات الأخلاقية القياسية في علم النفس إلى إزعاج الأناني الأخلاقي، حيث أن الأناني الأخلاقي يرى الأنانية أعلى من النظريات الأخلاقية الأخرى، سواء كان متفوقًا أم لا يعتمد على قوة الحجج المؤيدة له وهناك حجتان شائعتان في الأنانية الأخلاقية في علم النفس.

تتمثل الحجة رقم واحد في الأنانية الأخلاقية في علم النفس بأنه قد يجادل المرء في نظرية أخلاقية، كما يجادل المرء في نظرية علمية، من خلال إظهار أنها تناسب الأدلة بشكل أفضل، ففي حالة النظريات الأخلاقية عادةً ما يتم اعتبار الأدلة هي الأحكام الأخلاقية المنطقية الأكثر ثقة لدينا، والأنانية تناسب العديد من هذه مثل متطلبات التعاون في الحالات العادية، وتناسب بعض الأحكام أفضل من النفعية.

تتمثل الحجة الثانية من الأنانية الأخلاقية في علم النفس بأنه قد يجادل المرء في نظرية أخلاقية من خلال إظهار أنها تمليها اعتبارات غير أخلاقية على وجه الخصوص حقائق حول الدافع الجوهري، حيث أنه من الشائع أن الأحكام الأخلاقية يجب أن تكون عملية، أو قادرة على تحفيز من يتخذونها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005. علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: