الأنظمة الكبرى في نظرية النظم العامة في الإرشاد والعلاج الأسري

اقرأ في هذا المقال


الأنظمة الكبرى في نظرية النظم العامة في الإرشاد والعلاج الأسري:

يوجد أثر للأنظمة الكبرى على العائلة، لكن لم يتم الاهتمام بهذه الأنظمة الّا في الوقت الحاضر، تتضمن الأنظمة الكبرى: النظام الثقافي، السياسي، البيئي، الاجتماعي، والمادي، كما الأنظمة السياقية التي يتأثر من خلالها حياة العائلة وأعمالها اليومية، من مدرسة، الدين، الطبقة الاجتماعية وثقافة المجتمع.
مثال: قد نستغرب استمرار الزوجة التي يضربها ويهينها زوجها، لكن في الواقع قد يكون للأنظمة الكبرى تأثير ودور واضح في استمرارها مع زوجها، فقد تكون المرجعية الدينية والأخلاقية تضغط عليها للاستمرار والبقاء مع زوجها، أي أنَّه يوجد للأنظمة الدينية والأخلاقية أثر على قرارها، كما أنَّه يوجد للنظام الاقتصادي أثر في ذلك، حيث قد لا تتمكن المرأة من تلبية ما تحتاجه هي وأطفالها، أو أنَّها قد لا تتمكن من تأمين حياة كريمة من غير دخل زوجها، إمّا أنَّها لا تملك عمل، أو تتقاضى أجر قليل من عملها لا يكفيها.
إنَّ الذين يستخدمون نظرية النظم يركزون على فحص السياق والبيئة التي يعيش بها الشخص أو العائلة، وذلك لكي يدركوا ويفهموا المشكلة بشكل أفضل وأوضح، يكشف أسلوب نظام العائلة الكلي سياق المشكلة في حدود الأسرة والعلاقات الاجتماعية وبما أنَّ الأجزاء في الأنظمة مرتبطه ببعضها البعض، فلذلك يهتم المعالجون الأسريون بالبيئة وطبيعة العلاقات بين الأعضاء الموجودين في نظام العائلة.
مثال: الرجل الذي يعاني من وسواس قهري كالتأكد من الكهرباء أو من عبوة الغاز بشكل متكرر في اليوم لعدة مرات، قد يؤدي ذلك إلى حدوث الاكتئاب لزوجته، ومن الممكن أيضاً أن لا يستطيع العمل بسبب هذه الأفعال القهرية، ومن الأفعال القهرية أيضاً قد يقوم بإيقاظ أطفاله من النوم ليتأكد أنَّهم على قيد الحياة.
إذا رأينا مشكلة هذا الرجل من منظور فردي، نجد أنَّه فقط يعاني من وسواس قهري، إنَّما إن قمنا بفحص العلاقات بين الأعضاء ورأينا أنَّ زوجته وأطفاله السابقين توفوا نتيجة وقوع حريق في البيت، ندرك سبب قيامه بالسلوكات المتكررة بتفقد مفاتيح الكهرباء أو عبوة الغاز، وتفقد أبنائه.
كذلك من الممكن أن تظهر لدى الزوجه الحالية مشكلة الادمان على المهدئات نتيجة سلوكات الزوج التي سببت لها الاكتئاب، إنَّ جميع هذه السلوكات والصعوبات التي تواجه الأسرة تفهم من خلال دراسة سياق النظام وطبيعة العلاقات، وليس عن طريق رؤية المشكلة على أنَّها فردية تتعلق بالزواج.


شارك المقالة: