يكون الدور الوالدي بقيام الوالدان بعمل نظام وروتين لتوفير ما يحتاج إليه الأطفال من حماية، ضبط، رعاية، واستشارة عقلية، ويُعَدّ بناء وتطور هذا النظام عملية معقدة، وقد تؤدي التحديات التي تواجه تلبية كل من هذه الحاجات إلى ظهور أنواع محددة من التعقيدات والمشكلات التي تصبح جميعها محور عمل الإرشاد الأسري.
الأنماط الوالدية من وجهة نظر العالم دينكمير فيركز
دَوَّن دينكمير فيركز العلاقة بين الأب والطفل في طريقته بالنظر إلى الأنماط الوالدية وقسمها إلى ثلاثة أشكال:
- النمط الوالدي الذي أسماه (giving order): حيث تركز العلاقة بين الوالد والطفل على إعطاء التعليمات والأوامر للسيطرة على الطفل، وهو يشبه (النمط المتسلط) حيث يقوم الوالد بوضع القواعد والتعليمات ويفرض القواعد وطريقة الاستجابة لهذه القواعد الموضوعة، والآباء في هذا النمط يستخدمون التعزيز والعقاب.
وإنَّ سيئات اعتماد المكافآت لضبط السلوك المتعلق بالطفل تتضمن أنَّ الطفل يتوقع أن يُدفَع له مقابل أن يكون ولداً طيباً وجيداً، ويشعر بخيبة الأمل إن لم يحصل على التعزيز وقد يحبط ويتوقف عن الأداء الجيد.
وقد يقوم الأطفال بمداراة وطاعة الوالد للتخلص من العقاب والصراع وهم بذلك قد يتعلمون إرضاء الوالدين ونيل محبتهم، كما أنهم قد يتعلمون الخشية من والديهم، وقد يحدث أحياناً أن يتبادل هذه الخبرة إلى أصدقائهم فيقومون على تلبية أوامرهم وكسب رضاهم، ويتكل عليهم فيما يجب عليهم فعله، وإنهم بذلك قد يصبحون فريسة اصدقائهم الذين قد لا يوجّهونهم بشكل صحيح أو مناسب. ومن هنا يحتاج الأطفال إلى تعلم الثقة بوالديهم لا الخوف منهم، وتعلم الاختيار وتحمل المسؤولية المترتبة على الاختيار.
- النمط المستسلم (giving in): وهو الشبيه بالنمط المتساهل من الوالدان، حيث يتخلى عن الحدود التي سبق وأن وضعوها ولا يلتزمون بها، ينمو الأطفال ويكبرون في هذه الحالة بدون وجود مقياس يحكم سلوكهم وقواعد لضبطه وبلا مُوجّهات، مما يجعلهم غير قادرين على تمييز ما هو مناسب أو غير مناسب، وهنا يكون الطفل مدللاً لحد الإفساد حيث تُستجاب طلباته وتُلبى رغباته إلى أبعد الحدود.
- النمط الذي يمنح خيارات (giving choices): هذا النمط الديمقراطي يحقق التوافق بين مسألتي الحرية والحقوق من جهة، والقواعد والمسؤولية من جهة أخرى، وهو يساعد الطفل على أن يصبح شخصاً مسؤولاً من خلال: وضع المزيد من القوانين والحدود والقواعد، وإعطاء ومنح الطفل خيارات وبدائل ضمن الحدود والقوانين الموجودة.
نصائح لتبني نمط والدية فعال
1- التوازن بين التحكم والدعم
- الاعتدال: حاول أن توازن بين تقديم التوجيهات والدعم لطفلك، مع السماح له ببعض الحرية لاتخاذ قراراته الخاصة.
2- تشجيع الحوار المفتوح
- الاستماع والتفاعل: اجعل الحوار مع أطفالك مفتوحًا، واستمع إلى آرائهم واحتياجاتهم بجدية.
3- وضع قواعد واضحة
- الوضوح والاتساق: ضع قواعد واضحة ومتسقة، واشرح للأطفال أسباب هذه القواعد لتشجيعهم على الالتزام بها.
تعتبر الأنماط الوالدية جزءًا مهمًا من عملية التربية التي تؤثر بشكل كبير على نمو الأطفال وتطورهم، من خلال فهم أنماط الوالدية التي قدمها دينكمير فيركز، يمكن للوالدين تحسين استراتيجياتهم في التربية وتعزيز بيئة داعمة ومشجعة لأطفالهم. بناء علاقات صحية ومتينة مع الأطفال يسهم في نموهم العاطفي والاجتماعي، ويعدهم لمستقبل مشرق ومستقل.