الإجهاد العاطفي وتأثيره على الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


يظهر الإجهاد العاطفي عندما يَمرّ الشخص بفترة من التوتر المفرط في عمله أو حياته الشخصية، تتجمع هذه المشاعر على مدى فترات طويلة، ولا ينتبه أغلب الأشخاص إلى أعراض الخطورة المبكرة، وقد تؤثر هذه المشكلة بشدة في حياة الفرد اليومية وفي علاقاته وسلوكه، يعاني الشخص من هذه المشكلة عادةً عندما يشعر بالضغط بسبب العديد من العوامل، وقد يظن أنه يفتقر إلى السيطرة على حياته أو أنه لا يوازن بشكل جيد بين متطلبات حياته واحتياجاته الشخصية.

أسباب الإجهاد العاطفي

هناك أمور عديدة تعزز ظهور هذه المشكلة، وتستند على إمكانية الشخص على تحمل الضغوط والتوتر في حياته في ذلك الوقت، مثل:

1- التحولات الكبيرة في الحياة، مثل الطلاق أو فقدان شخص قريب.

2- التعرض للتوتر نتيجة مشاكل مادية.

3- ولادة طفل جديد أو تربية الأطفال.

4- فقدان الشخص بيته.

5- محاولة التوازن بين مجموعة أمور في آن واحد، مثل العمل والأسرة والدراسة.

6- الإصابة بأحد الأمراض الحادة.

7- العمل لساعات طويلة.

8- العمل تحت ضغط كبير.

أعراض الإجهاد العاطفي

هذه المشكلة تسبب أعراض نفسية وبدنية، وهذا يؤثر على سلوك الشخص، وكذلك قد تسوء المظاهر بمرور الوقت وتكرر حالات التوتر، من المهم معرفة هذه المظاهر حتى يستطيع الشخص اتخاذ خطوات نحو التحسن ومن الأعراض الشائعة:

تغير المزاج

تؤثر هذه المشكلة في المزاج والصحة النفسية، قد يلاحظ الشخص في البداية أنه أصبح أكثر تشاؤم، وقد يفقد رغبته في العمل أو العلاقات الاجتماعية أو حتى أداء الواجبات البسيطة، وبعدها تصبح المشاعر السلبية قوية وتجعل الشخص يشعر أنه مسيطر عليه وبعيد عن الحياة. وقد تسبب هذه المشكلة مشاعر الغضب والانزعاج والقلق واللامبالاة والاكتئاب والفشل.

صعوبات التفكير

قد تسبب هذه المشكلة تغييرات في التفكير والذاكرة، أو ما يُعرف بالتشوش الدماغي، ومن أعراضه الارتباك ومشاكل التركيز والسهو وعدم القدرة على التخيل وفقدان الذاكرة، والتحولات المعرفية تسبب صعوبات عديدة بالتحديد عند محاولة التوفيق بين الكثير من الأمور المسببة للتوتر، مثل ضغط العمل والعاطفة.

اضطرابات النوم

ليس من السهل الحفاظ على نمط نوم منتظم في لحظات التوتر، إذ يعاني المصاب من التعب الجسدي أيضًا، وقد يواجه صعوبةً في الخلود إلى النوم أو في البقاء نائم أو في النهوض صباحًا، وقد يسبب تدني الحالة المزاجية والتشوش الدماغي صعوبةً في النهوض من الفراش في الصباح، وكذلك في أداء المهام الروتينية.

التغيرات الجسدية

قد تبرز أعراض جسدية بسبب المشاكل العاطفية، مثل تغيّرات في الشهية ومشاكل هضمية وصداع وخفقان القلب وخسارة الوزن أو اكتسابه.

التأثيرات في العمل والعلاقات الشخصية

قد تؤثر التغيّرات الجسدية والوجدانية والمعرفية في علاقات الفرد وقدرته على إنجاز مهامه في البيت أو العمل، ومن هذه التغيّرات، تدني القدرة على التواصل مع الآخرين من الناحية العاطفية أو الشخصية، عدم الالتزام في العمل وانعدام الحماس في العمل والحياة الشخصية تدني تقدير الذات والانسحاب الاجتماعي.

عوامل خطر الإجهاد العاطفي

قد يواجه كل شخص هذه المشكلة، وإنما بعضهم أكثر استعداد من غيرهم نتيجة عوامل الخطورة المرتبطة بالإجهاد، وهي:

1- العمل في وظائف متطلبة، فقد أشارت الدراسات إلى أن العاملين في وظائف متطلبة للغاية، والأشخاص الذين يستمرون بالتفكير في عملهم أثناء أوقات الفراغ أكثر استعداد للإصابة بهذه المشكلة.

2- الشخص الذي يعمل في عمل لا يحبه، ويعمل في مناوبات متعبة، ويعمل لساعات طويل ويشعر بانعدام السيطرة على أعماله.

3- السعي إلى الكمال، حيث أكدت دراسات بأنه يتعرض من يحاول تحقيق الكمال عادةً لهذه المشكلة، وهم يعرضون أنفسهم للكثير من التوتر نتيجة توليهم أمور تفوق إمكانيتهم على التعامل بسهولة.

4- الوحدة، قد ترفع الوحدة من هذه المشكلة، فإن من لا يملكون الكثير من العلاقات المقربة لا يشاركون مشاعرهم مع العديد من الناس، تشير الدراسات إلى أن التمتع بالعلاقات الاجتماعية الجيدة قد يساعد على الحد من التأثيرات السلبية لحالة الانطفاء، إذ تدعم العلاقات سهولة التكيف والإحساس بالتعافي.

5- تدني الرعاية الذاتية، فإن الأشخاص غير المهتمين بصحتهم أكثر استعداد للإجهاد، مثل من لا يمارسون التمارين الرياضية أو لا ينامون بقدر كافي أو لا يتناولون أطعمة صحية.

علاج الإجهاد العاطفي

ينبغي تغيير أسلوب الحياة للحد من الإجهاد، وقد تتطلب بعض الحالات اللجوء إلى العلاج والأدوية، ومن النصائح المفيدة للشفاء:

الحد من التوتر

ينبغي محاولة الحد التوتر قدر الإمكان، على الشخص تولي مهام أقل أو أن تعهد بها إلى آخرين أو طلب المساعدة، كذلك من المحتمل التفكير في تغيير العمل إذا كان مسبب كبير للتوتر.

اختيار أسلوب حياة صحي

العيش بأسلوب صحي يحسن الصحة الجسدية والنفسية ويدعم سهولة التكيف، من خلال تناول حمية غذائية متوازنة، وعدم تناول الكحول وتجنب التدخين وممارسة التمارين الرياضية مدة 30 دقيقة في أغلب الأيام والحفاظ على نمط ثابت للنوم في موعد ثابت.

الموازنة الجيدة بين الحياة والعمل

أن لا يُكرّس الشخص كل وقته للعمل أو رعاية الآخرين، وإنما أن يتمتع بأوقات للراحة، وكذلك ينبغي أن يوفر الشخص وقت لممارسة هوايته الذي يفضلها مرة في الأسبوع على الأقل.

ممارسة الانتباه الواعي

فإن الممارسة المنتظمة لأساليب الانتباه تحد من القلق والاكتئاب وقد تحسن المزاج، ويشعر من يمارسون تقنيات الانتباه برضا أفضل عن عملهم، ونسب الإجهاد تنقص لديهم مقارنةً بمن لا يمارسون هذه التقنيات.

التواصل مع الآخرين

الانسحاب الاجتماعي علامه للإجهاد وعامل خطر أيضاً، لذا ينبغي على الشخص التواصل مع الآخرين عند الإمكان للابتعاد عن الإجهاد ومشكلات الصحة العقلية.

تغيير السلوك

يتغير المزاج والسلوك عند تغيير الأفكار، وبعض التفاصيل الصغيرة لها أثر ملحوظ على الحالة الصحية الجسدية والنفسية، يمكن تغيير التفكير السلبي من خلال التركيز على الأمور الجيدة في الحياة بدلًا من السيئة، والتفكير بإيجابية ومنطق والابتعاد الأفكار السلبية والابتعاد عن المقارنة مع الآخرين وتقبّل إمكانية بروز الأفكار السلبية وعدم محاربتها، والتركيز على الحاضر بدلًا من التفكير في الماضي.

استشارة الطبيب أو المعالج

قد يكون العلاج حل فعال لهذه المشكلة، إذ يساعد على التعامل مع التوتر والقلق والاكتئاب، ويساعد على مواجهة الأفكار السلبية من خلال تعلم مهارات جديدة للتأقلم، قد يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق والأدوية المساعدة على النوم.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: