الإرشاد النفسي لمريض السمنة

اقرأ في هذا المقال


كثيراً ما يعتقد البعض أن علم الإرشاد النفسي لا يختصّ سوى بالأمور التي تتعلّق بالأمور النفسية مثل الجنون أو الخوف أو الخجل او غيرها من المشكلات التي تتعلّق بالأمور النفسية، ولكن أظهر العلم الحديث أن مشكلة السمنة تتعلّق بالأمور النفسية التي تحتاج إلى بعض الحلول، ولا يمكن أن يكون المسترشد على قناعة بهذا الأمر ما لم يطّلع على النتائج بأمّ عينيه، فما علاقة علم الإرشاد النفسي في معالجة مشكلة السمنة؟

ما علاقة علم الإرشاد النفسي في معالجة مشكلة السمنة

لا يتعلّق الأمر فقط بالوزن الزائد أو الشكل والمظهر الخارجي الذي لم يعد يعجب الفرد أو المجتمع، فالأمر أصبح يتعلّق بالمشاكل النفسية المصاحبة لمرض السُّمنة لكونه يعتبر مدخلاً معتبراً لمجموعة لا بأس بها من الأمراض المزمنة الخطيرة مثل السكري والضغط، ليس هذا فقط بل تعتبر السمنة مدخلاً جيّداً لحصول العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية لدى الفرد، فالعديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المزمنة يحاولون أن يعتزلوا الأخرين ولا يرغبون في المشاركات الاجتماعية أو الارتباط في أي علاقات غرامية أو عاطفية.

إنّ الأعراض النفسية المصاحبة للسمنة كثيرة ولا يمكن توقّعها، وهي تظهر بصورة متتابعة وصولاً إلى مرحلة الاكتئاب وبالتالي عدم القدرة في السيطرة على الذات، فالشخص الذي يشعر بالسمنة ولا يملك الحلول اللازمة للتخلّص منها عادة ما يصاب بحالة من الاكتئاب واليأس، وينخفض لديه مقدار الثقة بنفسه ولا يستطيع أن يتخذ القرارات بصورة منفردة، فهو يشعر بأنه مختلف غير مقبول من قبل المجتمع، وإن نظرة المجتمع إليه نظرة شخص جائع لا يهمه سوى الطعام فقط.

عادة ما تظهر بعض المؤشرات الخطيرة المصاحبة للسمنة والتي تتعلق بالاضطرابات النفسية مثل القلق وعدم القدرة على الثقة بأحد، فهم يعتقدون بانهم أشخاص غير مقدّرين في المجتمع وأنّه لا حاجة لهم، كما وأنهم يمتعضون كثيراً من نظرة الآخرين الفاحصة لهم أثناء مسيرهم أو كلامهم أو التمعّن في طريقة أكلهم، مما يجعلهم أكثر عزلة وأقل قدرة على الكلام والنقاش.

كيف يمكن للإرشاد النفسي أن يساعد في حل مشكلة السمنة المفرطة

يعتقد البعض أنه للتخلّص من مشكلة السمنة المفرط لا بدّ وأن يتم الامتناع عن الطعام والشراب فقط، وهذا بالطبع قرار خاطئ لا يجلب الكثير من المنافع للشخص السمين، فالأمر يعتمد بصورة كبيرة على قدرة المسترشد في قبول العملية الإرشادية واستعادة الثقة بالنفس، والقدرة على الاستقرار النفسي بصورة طبيعية، وصولاً إلى برامج غذائية مترافقة مع خطط نفسية علاجية صحيحة.


شارك المقالة: