وقف الأفكار الخاطئة في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


إنّ كل ما يجول في خاطرنا من معلومات وكل ما نقوم به من تصرفات ليس سوى أفكار قمنا بالتفكير بها مسبقاً بطريقة صحيحة أو خاطئة، ولكن بطريقة ما اقتنعنا أنّ هذه الأفكار تناسبنا فقمنا بتبنيها والدفاع عنها وبالتالي أصبحت تمثلنا، ولكن بعض طرق التفكير هذه ليست خاطئة فقط ولكنها ضارة إلى درجة تجعل من صاحبها شخصاً فاشلاً بكلّ ما فيها الكلمة من معنى، وهنا يأتي دور الإرشاد النفسي في التوقف عن التفكير الخاطئ.

كيف يعمل الإرشاد النفسي على وقف الأفكار الخاطئة لدى المسترشد؟

عندما يتعرّف المرشد على شخصية صاحب المشكلة ويقوم بمقابلته مراراً لمعرفة نمط الشخصية التي هو عليها، عليه أن يدرك وقتها أنّ هناك مشكلة تتعلّق بطريقة التفكير ولعلّ طريقة التفكير هذه خاطئة وغير هادفة وتعمل على الإضرار الفكري والحياتي بالمسترشد وصولاً إلى طريقة يعمل من خلالها المسترشد على التخلّص مما يعانيه بخصوص هذا الأمر، ولعلّ الأفكار الخاطئة هي نتيجة تفكير خاطئة غير منطقية لا ترتكز على الحقائق والظروف والمرتكزات المنطقية، وبالتالي تظهر بصورة غير واقعية لا يمكن أن تحقّق نتائج إيجابية.

يقوم المرشد النفسي يكشف تفاصيل طريقة التفكير تلك ولعلّها تتعلّق بسرعة اتخاذ القرار أو عدم القدرة على الحسم أو الخوف من المواجهة اتخاذ القرارات القيادية، ولعل الأمر تعلّق بطريقة التفكير وأسلوب النشأة والمخاوف السابقة التي مرّت بالمسترشد وجعلته شخصاً غير قادر على الحسم أو لا يملك الثقة بالنفس الكافية لمواجهة القرارات الصحيحة وخاصة الجريئة منها.

يقوم المرشد باستعراض المشكلة ومعرفة أوقات وظروف ظهورها، ومدى التأثير السلب الذي تتركه على شخصية المسترشد، ويقوم باستخدام أساليب إرشادية تعمل على تعميق التفكير وتوسعة نطاقه، وأن حرية التفكير والتعبير عن الرأي هي من المسلّمات التي هي من حق كل فرد ولكن بطريقة لا تؤثر على حريّة وحقوق الآخرين.

وأن نطاق التفكير الإيجابي السليم يكون بطريقة تفكير مبنية على معلومات صحيحة وقتها تكون النتائج صحيحة وتمثّل الواقع، وهذا الأمر يعتمد على مدى تفهّم المسترشد لحجم المشكلة والسلبيات التي تظهر بناء عليها، وما يتوجّب على المسترشد القيام به للتخلّص من هذا الأمر.


شارك المقالة: