الابتزاز العاطفي في العلاقات العاطفية عن بعد والإنترنت

اقرأ في هذا المقال


تعد العلاقات العاطفية عن بُعد، والتي تتم عبر وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والهواتف الذكية، من أبرز الظواهر الاجتماعية المعاصرة، إلا أنها ليست بمنأى عن التحديات والمشكلات، ومن بين هذه المشكلات الابتزاز العاطفي. يعتبر الابتزاز العاطفي أسلوبًا سلبيًا يستخدمه بعض الأفراد للسيطرة على شريكهم العاطفي عن بُعد عن طريق إشاعة الخوف والقلق وتهديدهم بالفقدان أو الانفصال إذا لم يستجيبوا لرغباتهم ومطالبهم.

الابتزاز العاطفي في العلاقات العاطفية عن بعد والإنترنت

يتمثل الابتزاز العاطفي في إيجاب الشعور الآخر بالذنب والاستسلام لرغبات الشريك السيطري، ويمكن أن يكون ذلك مرتبطًا بالشعور بالوحدة أو الحاجة الملحة للحب والاعتراف. تتضمن أشكال الابتزاز العاطفي الشائعة إهداء الهدايا بشكل متكرر بالشرط أن يُعبر الشريك عن حبه، أو استخدام التهديد بالفراق لإرغام الطرف الآخر على القيام بأفعال معينة.

يؤدي الابتزاز العاطفي إلى تدهور العلاقة عن بُعد بشكل تدريجي، حيث يفقد الشريك الثقة في العلاقة ويتجه نحو الانطواء والعزلة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون للابتزاز العاطفي تأثيرات نفسية سلبية على الأفراد، مثل زيادة مستويات القلق والاكتئاب والاحتراق العاطفي.

أسباب ودوافع الابتزاز العاطفي في العلاقات عن بعد

تعد العديد من العوامل النفسية والاجتماعية وراء ظاهرة الابتزاز العاطفي في العلاقات عن بُعد، من أبرز هذه الأسباب:

  • الشعور بالتحكم والسيطرة: يمكن لبعض الأفراد أن يقوموا بالابتزاز العاطفي كوسيلة للحفاظ على السيطرة والسيادة على الشريك، وذلك نتيجة لشعورهم بالضعف أو العدم القدرة على التعبير عن احتياجاتهم بشكل صحيح.
  • الخوف من الفقدان: يمكن أن ينشأ الابتزاز العاطفي من الخوف الشديد من فقدان الشريك، وبالتالي يلجأ الفرد إلى استخدام الابتزاز للحفاظ على وجود الشريك بجانبه بأي ثمن.
  • الاعتماد العاطفي الزائد: يعتمد بعض الأفراد بشدة على شريكهم العاطفي لملء الفراغات العاطفية في حياتهم، وعندما يشعرون بعدم الرضا أو الاكتفاء الذاتي، قد يلجؤون إلى الابتزاز للحصول على ما يشعرون بأنه نقص.
  • سوء التواصل وعدم التفاهم: يمكن أن يؤدي سوء التواصل وعدم القدرة على التعبير عن الاحتياجات والمشاعر بشكل فعال إلى حدوث الابتزاز العاطفي، حيث يقوم الأفراد بتوجيه المطالب والرغبات بطرق سلبية بدلاً من مناقشتها بشكل بناء.

في النهاية يجب على الشريكين أن يدركا أن الابتزاز العاطفي ليس أساسًا لبناء علاقة صحية ومستدامة عن بُعد، إن استبدال الابتزاز بالتواصل الصادق والاحترام المتبادل سيسهم في تعزيز العلاقة وجعلها أكثر نجاحًا وسعادة.

المصدر: "الابتزاز العاطفي: كيف تتعامل معه وتتخلص منه" للكاتبة لينا محمد العطار."عبث العواطف: دراسة في ظاهرة الابتزاز العاطفي" للكاتب نايف العنزي."الابتزاز العاطفي وأثره على الصحة النفسية" للكاتبة نورهان حسني."إنهاء الابتزاز العاطفي: كيف تحمي نفسك من التلاعب العاطفي وتعزز ثقتك بنفسك" للكاتبة ستيفاني ساركيسيان.


شارك المقالة: