الاتجاهات المستقبلية في البحث النفسي النوعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في علم النفس يعتبر البحث النفسي النوعي من أهم المناهج التي يلجأ إليها العديد من الباحثين، حيث أنه من المهم أن يتم التطرق للعديد من التوجهات للتنبؤ بالمستقبل القادم لمثل هذه البحوث.

الاتجاهات المستقبلية في البحث النفسي النوعي في علم النفس

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين هناك تركيز جديد بين الباحثين النوعيين على الأخلاق والمسؤولية الشخصية والالتزام الأخلاقي، بشكل عام يتخذ مجال البحث النفسي النوعي موقفًا تشاركيًا نسويًا وديمقراطيًا ومتبادلًا جديدًا، حيث أصبحت المقابلات أكثر إنجازًا تفاوضيًا بين القائم بإجراء المقابلة والشخص الذي تمت مقابلته، ولا يُنظر إلى الملاحظات والقطع الأثرية على أنها حقائق بل بيانات قابلة للتفسير.

يقوم الباحثين في البحث النفس النوعي أيضًا بشكل متزايد بدمج المنهجيات النوعية والكمية في دراسات الأساليب المختلطة، بينما يجد الباحثين مثل المقيّمين هذا تصميمًا عمليًا يعترض آخرين على مزج نموذجين مستقطبين ظاهريًا، ويشعرون إما أن البيانات الكمية تُستخدم لإثبات البيانات النوعية أو أن البيانات النوعية غير ضرورية في تصميم كمي صارم.

يتغير المد والجزر في الأوساط الأكاديمية حيث أن أعضاء هيئة التدريس الجدد أقل تقليدية من أسلافهم من حيث التقارير الأكاديمية عن البحث النفسي النوعي، ومن الشائع كتابة روايات بحثية لما حدث وراء الكواليس في دراسة معينة في محاولة لجعل ممارسة البحث النفسي أكثر شفافة وغنية بالمعلومات للباحثين الآخرين، وهذه الممارسة هي خطوة مقررة بعيدًا عن الحساب الموضوعي الذي يُبلغ عن نتائج البحث كما لو كانت حقائق.

أصبحت فن التصوير الذاتي والقصائد والعروض ومنهجيات التصوير أشكالًا مقبولة للإبلاغ عن البحث النوعي، ومن الأمثلة على ذلك علم الأعراق البشرية والصوت الضوئي، وهي طريقة تستخدم التصوير الفوتوغرافي للمساعدة في إعطاء صوت لمن لم يكن لديهم صوت لولا ذلك على سبيل المثال الأطفال وذوي المهارات اللغوية المنخفضة وغير الناطقين باللغة الإنجليزية.

أشكال البحث النفسي النوعي في علم النفس

تتمثل أشكال البحث النفسي النوعي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- التحقيق السردي

حدد جان كلاندين ومايكل كونيلي البحث النفسي السردي بإيجاز على أنه قصص تعيش وتُروى، حيث يمكن أيضًا أن يُقال أن البحث السردي هو دراسة لتوليد قصص من تجارب الحياة، وشكل خطابي من البحث النفسي يتم فيه فحص القصة مع تغيرها بمرور الوقت، واستكشاف التجربة من خلال القصص التي يرويها الناس، والروايات هي وحدة التحليل.

يعرّف معظم الباحثين في منهج السرد على أنه نص تم الحصول عليه من مقابلات أو وثائق متعمقة مثل المجلات واليوميات والرسائل والمذكرات، ومع ذلك قام بعض الباحثين في مجال السرد بتوسيع هذه المنهجية لتشمل البحث النفسي القائم على الملاحظة حيث يبحث الباحث على وجه التحديد عن القصص التي تحدث في السياق في هذا المجال.

قد يشمل التحليل السردي مجموعة متنوعة من الإجراءات لتفسير البيانات السردية، ويميل النص إلى التحليل باستخدام منظور أو تقنيات تخصص معين، على سبيل المثال قد يكون عالم الاجتماع مهتمًا بعلاقة السرد بالمعاني في المجتمع، بينما قد يكون المستشار أو أخصائي علم النفس أكثر اهتمامًا بالذاكرة وعملية الاسترجاع والفهم العلاجي للقصة.

2- جمع البيانات

للإجابة على سؤال ما الذي يحدث هنا؟ من المهم للباحثين أن يسألوا ويلاحظوا وحتى يجربوا قدر الإمكان من أجل إنشاء أوصاف غنية لما يحدث، بشكل عام يقرر الباحثين النوعيين أولاً ما يريدون معرفته حول ما يجري، إذا كانوا يرغبون في اكتشاف شيء ما، فقد يختارون نهجًا نظريًا قائمًا على أسس، إذا كانوا يسعون إلى الفهم فقد يختارون الدراسات الإنسانية، ويمكن استخدام دراسة الحالة إذا كانوا يريدون استكشاف عملية ما.

إن وصف التجربة يمكن أن يتحقق بالظواهر، فإذا أراد الباحثين الإبلاغ عن القصص فسيتم اتباع نهج سردي، وبشكل عام تبدأ أسئلة البحث النوعي بماذا وكيف، مثل ما الذي يجري هنا؟ كيف يرتبط هذا الشخص بالمجموعة؟ في محاولة للإجابة على هذه الأنواع من الأسئلة.

3- المقابلات

يمكن إجراء المقابلات مع الأفراد أو المجموعات التي يشار إليها بالمقابلات الجماعية أو مجموعات التركيز، حيث يمكن أن تكون المقابلات منظمة أو شبه منظمة أو غير منظمة، ومنها أثرت التكنولوجيا أيضًا على المقابلات لذلك قد تكون المقابلة وجهًا لوجه أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت، ويبدأ الباحثين الذين يجرون المقابلات ببروتوكول المقابلة، وهو عبارة عن قائمة بالأسئلة التي سيتم طرحها على المشارك.

في المقابلات الفردية المنظمة يسرد البروتوكول كل سؤال إلى جانب مجموعة محدودة من فئات الاستجابة، ويتم ترميز الردود على المقابلات المنظمة في فئات محددة مسبقًا، والمقابلات غير المنظمة متعمقة ومفتوحة وتشبه المحادثة مع الأخذ والعطاء بين الباحث والمشارك، حيث يوصى بإجراء مقابلات غير منظمة في أبحاث الاستشارة للمواضيع الحساسة مثل إجراء مقابلات مع الأطفال الصغار، والمقابلات شبه المنظمة هي مزيج من الأسئلة المنظمة وغير المنظمة وهي تصميم المقابلة التي يستخدمها معظم الباحثين النوعيين.

4- المراقبة

المراقبة هي شكل رئيسي من أشكال جمع البيانات في البحث النفسي النوعي، حيث تتراوح الملاحظات من كونها غير تشاركية بطبيعتها حيث يحاول الباحث البقاء دون أن يلاحظها أحد، إلى طبيعة تشاركية، يشارك فيها الباحث في الأنشطة التي يتم ملاحظتها.

في كل من المراقبة غير التشاركية والتشاركية يحتفظ الباحث بالملاحظات الميدانية، أو سجلات الملاحظات، ويمكن أيضًا استخدام الملاحظات الميدانية لتسجيل مشاعر الباحث، تعتبر الملاحظات الميدانية بيانات ويمكن تجميعها مع أنواع أخرى من البيانات مثل المقابلات للمساعدة في تكوين فهم كامل لتعقيدات المجموعة الثقافية التي تتم دراستها.

5- الآثار

في البحث النفسي النوعي تعتبر الأداة هي أي شيء يصنعه البشر ويمكن التقاطه ومراقبته، حيث تعتبر التحفة الثقافية هي شيء يصنعه شخص أو مجموعة من الناس ويعطي معلومات عن تلك المجموعة، ويعد فحص دليل التخطيط المادي أو الإجراء للعيادة من الأساليب التي قد يستخدمها الباحثين النوعيين لاستكشاف سؤال ما.

نشأت فكرة فحص القطع الأثرية الثقافية لفهم الناس من الأنثروبولوجيا، ففي البحث الاستشاري قد تكون الأداة عبارة عن ملاحظات حالة مستشار، أو مقاطع فيديو للجلسات، أو مجلة أو عمل فني للعميل، وعند استكشاف الجوانب التاريخية لأحد المشاركين قد تكون الأداة عبارة عن مستند تاريخي مثل مستند قانوني أو خطاب أو يوميات.

6- التحليلات

من المهم ملاحظة أنه منذ اللحظة الأولى التي يتم فيها جمع البيانات النوعية، يجب أن يكون التحليل مستمرًا ومتكررًا، فإذا انتظر الباحثين تحليل البيانات حتى يتم جمع كل المعلومات، فإنهم يفقدون فرصة رئيسية للاستفادة من عملية البحث النوعي الناشئة والمرنة والقائمة على البيانات.

بعبارة أخرى مع فحص كل ملاحظة ومقابلة وأداة أثرية تظهر أسئلة جديدة قد توجه عملية جمع البيانات في المستقبل، مع وضع ذلك في الاعتبار حيث يحتوي تحليل البيانات على مجالين رئيسيين للمناقشة تتمثل في إدارة البيانات أو تنظيم البيانات وعملية تفكيك البيانات وإعادة تجميعها وتفسيرها من خلال التحليل النوعي.

عند تنظيم البيانات من الضروري عمل نسخ من جميع الأوراق المهمة ووضعها في موقعين على الأقل، حيث تكثر القصص عن البيانات المفقودة ولن يتم إنشاؤها مرة أخرى، ويُنصح الباحثين بتخصيص وقت يوميًا لوضع الملاحظات الميدانية والمقابلات بالترتيب وفهرسة جميع المستندات والتحف، وتسمية جميع البيانات وتخزينها، وإنشاء جدول بمحتويات البيانات المخزنة، والتحقق من البيانات المفقودة، والبدء في قراءة البيانات ومراجعتها.


شارك المقالة: