الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي في الإرشاد والعلاج الأسري

اقرأ في هذا المقال


يعد الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي (REBT) من أشهر وأكثر النظريات النفسية تطبيقًا في مجال الإرشاد والعلاج، بما في ذلك العلاج الأسري. يركز هذا الاتجاه على فهم العلاقة بين الأفكار والعواطف والسلوكيات، وكيف تؤثر هذه العلاقة على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا. ويهدف إلى مساعدة الأفراد والأسر على تحدي الأفكار غير المنطقية واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وعقلانية، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم.

الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي في الإرشاد والعلاج الأسري

إنَّ المبدأ الذي يقوم عليه الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي، أنَّ الأفكار والاعتقادات هي المسؤولة عن الأمور التي نحس بها، وهي المتحكمة بسلوكياتنا وممارساتنا، وليست المواقف الحياتية هي المسؤولة، أي أنَّ سبب سلوكيات الفرد هي طريقة تفكيره وليست المواقف التي يَمر بها في حياته.

من وجهة نظر المعالجين العقلانيين السلوكيين أنَّ عدد قليل من العائلات تطلب المساعدة الإرشادية أو العلاجية التي تحتاج علاج العلاقات، ومدركين أنَّ هذه العائلات في تزايد واضح لطلب المساعدة كلما ادركوا أكثر أهمية العلاج الأسري.

لكن في العادة عندما يطلب الوالدين أو أحد أعضاء العائلة العلاج، قد يأتي الفرد الذي طلب العلاج أو الذي يعاني من مشكلة بشكل منفرد من دون باقي أعضاء العائلة، لكن الوضع الأفضل أن يأتي جميع أعضاء العائلة للعلاج، وأن يفحصهم المعالجون الأسريون معاً وليس فقط العضو الذي طلب العلاج، حيث يرى المعالجون الأسريون أنَّ مطلب الاندماج الأسري لم يطبق كثيراً في الحياة العملية لحد وقتنا الحاضر فلذلك يلجأ المعالجون العقلانيون إلى استخدام فنية الهولون والتي تعني “ككل”.

يسمح أسلوب الهولون للمرشدين العقلانيين أن يتفاعلوا مع العائلة وإن كان غير مكتمل أعضائها، حيث أنَّ الشخص الذي يأتي إلى جلسات العلاج لديه صفات وخصائص العائلة.

أسس الاتجاه العقلاني السلوكي المعرفي

  • الأفكار هي المحرك الرئيسي للعواطف والسلوكيات: يفترض هذا الاتجاه أن الأفكار التي نمتلكها عن أنفسنا وعن العالم من حولنا تؤثر بشكل كبير على مشاعرنا وسلوكياتنا. فالأفكار غير المنطقية أو السلبية يمكن أن تؤدي إلى مشاعر سلبية وسلوكيات غير مرغوب فيها.
  • التحدي المباشر للأفكار غير المنطقية: يهدف العلاج العقلاني السلوكي المعرفي إلى مساعدة الأفراد على تحدي الأفكار غير المنطقية التي يعتقدون أنها صحيحة، واستبدالها بأفكار أكثر واقعية وعقلانية.
  • التغيير السلوكي: يركز العلاج أيضًا على تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها، وذلك من خلال تعليم الأفراد مهارات جديدة وسلوكيات بديلة.

شارك المقالة: